13/03/2023
إنا لله وإنا إليه راجعون ، انتقل إلى رحمة الله الأخ، الصديق، والزميل حسام جبر المقداد، حسام كان قد فُقد بعد زلزال مرعش، وأثبتت سجلات DNA للمتوفين أنه كان قد انتُشل ميتا وتم دفنه في مدافن أنطاكيا في الأيام الأولى من الزلزال ..
حسام وُلد في مايو/ أيار ١٩٨٤ في بصرى الشام، كان قد انقطع عن التعليم للعمل لمدة تقارب العشر سنين، ثم عاد واستأنف تعليمه فجاز امتحان الثانوية العامة بتفوق ودخل كلية الهندسة المدنية فرع جيوتكنيك / جامعة تشرين وتخرج عام ٢٠١٥ بأعلى معدل في كلية الهندسة بتاريخ الجمهورية العربية السورية ٩٥.٢٠% وتم تكريمه حينها من قبل نقابة المهندسين المدنيين وعدة جهات سيادية.
بدأ ماجستير بالتوازي مع عمله ومعيديته في جامعة تشرين - كلية الهندسة المدنية وبعد سنة اضطر لترك الدراسة مجدداً والسفر لتركيا لاجتيازه السن المسموح لتأجيل خدمة العلم.
حاز على منحة دراسات عليا في جامعة كامبريدج - بريطانيا عام ٢٠١٧ ولم يتمكن من الالتحاق بها بسبب عائق وثيقة اللغة.
انتسب لجامعة موغلا في أيلول ٢٠١٨ كطالب دراسات عليا (ماجستير) وتعرض بعدها بأيام لعدة معوّقات صحية وعائلية ومادية منعته من الاستمرار، لكنه كما كل مرة كان قادرا على رفع الانقاض الملقاة عليه وتخرج منتصف يناير ٢٠٢٣.
تخرج بأطروحة مميزة جدا عن الزلازل، تبحث تحديدا في "الأثر المحلي للتربة الناجم عن الزلازل متباينة الشدة". تَميّز الأطروحة كان قد ألقى ظلاله عليّ وعلى مجرى رسالتي الدكتوراة، إذ أن اللجنة الفصلية المتابعة لبحثي أثنت على مؤلّفه وطلبت مني البناء على ما أنجز حسام قبلي بأيام ومزاوجة محتوى بحثي مع أطروحته.
آخر لقاء جمعني بحسام كان قبل الزلزال بأيام في لقاء خاطف حين عودته من موغلا لأنطاكية ليلة ٢٠ يناير، حدثني فيها عن الصبر، والأمل، وطموحه للزواج والعمل وبدء الدكتوراة ..
رحم الله حسام، كان أكثر قصة ملهمة عرفتها، وأكثر شخصا حاربته الظروف فغلبها ..