31/10/2025
إمام وخطيب جامع البشير بالقامشلي الشيخ عبد الله العلي في خطبة الجمعة اليوم 31/ 10/ 2025 م :
عندما يموت الإنسان، فهو يتمنّى العودة إلى الحياة فقط من أجل عمل صالح يعمله هنا لينفعه هناك .
يقول الله عزّ وجلّ ﷽ :
"حَتَّىٰ إِذَا ما جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ۜ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ
فهذه الحياة هي فرصة للعمل الصالح فقط، و الإنسان يغادرها عاجلاً او آجلاً، تاركاً وراءه المليارات و العقارات ....
ولن ينفعه سوى عمله الصالح، وفعل الخير وحسن الجوار .....
فلا يكن جمع المال والثراء الفاحش مبلغ همّنا
وأكبر رجائنا في هذه الحياة، فالغنى الشديد ليس دليل صلاح، والفقر الشديد ليس دليل مهانة عند الله أبداً .
وكذلك فإنّ المال الكثير في أياد غير صالحة تصبح وبالاً و سبيلاً للطغيان، أمّا المال في يد صالحة يبارك الله فيها .
فلنجعل المال وسيلة لقوت يومنا وكفافنا فقط، لا أداةً لفعل المحرّمات والطغيان، وأكل الحقوق .
قال ﷺ: ( اللَّهمَّ اجعل رِزقَ آلِ محمَّدٍ قوتًا )
اي ( كفافاً) وهو ما يسدّ الحاجة دون زيادة تسبب الطغيان، أو نقص يسبّب الحاجة .
وكثرة المال ليست دليل بركة أيضاً، فالكثرة شيء والبركة شيء آخر، فلنسع وراء البركة لا الكثرة واكتناز المال وجمعه .
وقد دعا الرسول الكريم لأنس بن مالك مرّة قائلاً : ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ)).
فعاش الإمام أنس مئة عام بعدها ورأى له 120 حغيداً، وكثر رزقه ببركة دعاء النبيّ له .
فليكن دعاؤنا من الله عزّ وجلّ ان يبارك لنا في عملنا الصالح ورزقنا الحلال، وان يختم بالطيّبات الصالحات أعمالنا .
جمعتكم طيّبة مباركة أيّها الأحبّة .
القامشلي-Qamişlo-زالين
القامشلي مدينة السلام والوئام
مدينة الحبّ القامشلي
@أبرز المعجبين