
02/08/2025
في موضوع البنات الصغار اللي يبكيو ويتأثروا بأغاني الشامي في مهرجانات تونس، خلينا ناقفوا شوية ونتأملوا.
أول حاجة نحب نطرحها: علاش الكم الهائل من التنمر، وقلة الحياء، والسخرية الرخيصة؟ علاش طفلة صغيرة ما يفوتش عمرها 12 سنة تولّي هدف لكل هالعنف الإلكتروني؟ ما ثماش شوية إنسانية؟ شوية وعي؟
طفلة تحب فنان، تأثرت بأغانيه، بكات! مايكل جاكسون، برشة ناس من أجيال مختلفة تباكاو عليه و تعلّقوا بيه وحتى حد قالكم علاش؟ توا وقتلي جيل جديد يتفاعل مع فنان يحبه، تولّيو تنظروا وتحكيو كيف حكماء الزمان؟!
أحشموا شوية. الطفلة هاذي عندها فايسبوك، تقرأ، تشوف، تتأثر. التعاليق إلي تكتبوها اليوم ممكن تخلّيلها جرح ما يبراش، ولا أسوأ من هكا، ممكن توصل تعمل سُبة في روحها. ما تقولوش "طفلة صغيرة وما تفهمش"، راهو اليوم الصغير يفهم، ويحس، ويتكسر بصمت.
الطفل الصغير هو بذرة، والبذرة ما تعطيش ثمار كان ما نحطوها في تربة نظيفة، ونسقيوها بكلام طيب، ونحطوها في محيط آمن ومشجع. وقتها تطلع شجرة زاهية، قوية، قادرة تعطي ظل وثمار.
بدل ما نمدوا يد ونرعيو الطفولة، ولّينا نحطموا ونتفرهدوا على حساب براءة غيرنا.
المشكل مش في الطفلة، المشكل في مجتمع قاعد يعاني من نقص فادح في الرحمة، وفي حب الخير لغيرو.
خلينا نراجعوا رواحنا. مش لازم نحبوا الشامي، مش لازم نحبوا الموسيقى هاذي، لكن لازم نحترموا مشاعر الآخرين، وخاصة الأطفال.