28/10/2025
كيف تمت هذه اليقظة عند هذا الشرطي
رجل بعيد عن الدين كُلياً، من عامَّة الناس، له صديقٌ ثريٌ جداً, يمضي معه أكثر الأوقات، رجل ثري يبحث عن شهوته، سهرات طرب، وولائم، ونُزهات، وبساتين، وخدم وحشم، ونساء، هكذا حياته، توفِّي هذا الإنسان الثري فجأةً، ودُفِنْ.
اليقظة تأتي من صدمة قاسية
هناك شكوى أنه مات مسموماً من بعض زوجاته، فلا بدَّ من أن يؤخَذ عيِّنة من معدته بعد الدفن، وهناك رجل يعمل في سلك الشرطة، كان هو المسؤول عن فتح القبر وأخذ عينة، إنه يصف هذا الإنسان بعد أيَّام عديدة وصف لا يصَدَّق؛ منفوخ، أزرق، كل عضو في جهة، فلمَّا نُقِرَ بطنه, صدر صوت كبير جداً، ثمَّ أُخِذَتْ عيِّنة، هذا قبل أيَّام كان في نعيم، في بيت فخم، يأكل أطيـب الطعام، يركب أجمل العربات, كان يوجد عربات, لأن القصَّة قديمة جداً, خدم وحشم وجوارٍ ونساء، نُزهات وبساتين، بعد يومين أو ثلاثة من دفنه أصبح بهذه الحال, ثم بعد ذلك حصلت مشكلة حول إنزال إنسان في قبر على إنسان، ما الذي مدفون سابقاً مضى على دفنه أربعون عاماً, هذا الذي سمعته، قصَّة أرويها كما سمعتها, يقسِم بالله هذا الإنسان الذي يعمل في الشرطة, أن هذا الإنسان كفنه كأحسن قميص، جلده طري، هذا كان حافظ كتاب الله, وكان إمام أحد المساجد، فهذا الإنسان من الموازنة بين الشخصين، إنسان مدفون من أربعين سنة وكأنه نائم، أقسم بالله أنه وضع يده على خده, فشمَّ رائحة مسك, وبقيت فترة جمعة معه, هكذا أروي القصَّة كما سمعتها, والثاني مضى على دفنه يومان, وصار بشكل مخيف، فصار لهذا الشرطي يقظة، أين أنا أمشي؟ هذا مصير الانحراف, وهذا مصير التقوى والصلاح.
فاليقظة أن تُصْدَم صدمة قاسية، إلى أين أنت ماشٍ؟ وأغلب الظن: أن أكثر المؤمنين بعد أن يصطلحوا مع الله جاؤوا على أثر صدمة.
الدكتور محمد راتب النابلسي