
09/08/2025
من صخب المهرجانات إلى رعد العواصف… إمنتانوت تستقبل أمطار الخريف
لم تكد مدينة إمنتانوت تنهي موسم المهرجانات والمواسم التقليدية التي ملأت ساحاتها بالفرح والأنغام، حتى وجدت نفسها على وقع تساقطات مطرية غزيرة وعواصف رعدية باغتت الساكنة، لتعلن بداية فصل جديد عنوانه السيول والفيضانات.
شوارع المدينة التي ازدانت قبل أسابيع بالأعلام والزينة، تحولت إلى مجاري مائية غمرت الأزقة وقطعت طرقات رئيسية، فيما جرفت السيول بإحدى المناطق القروية المجاورة سيارة "بيكوب" كانت مركونة بجانب الطريق، وهو المشهد الذي أثار ذعراً واسعاً بين المواطنين.
التحول المفاجئ من أجواء الاحتفال إلى مشاهد الغرق والانقطاع أعاد إلى الواجهة أسئلة ملحة حول مدى استعداد البنيات التحتية المحلية لمواجهة أولى زخات المطر، خاصة وأن تجارب السنوات الماضية أثبتت أن ساعة من الأمطار الغزيرة كافية لإغراق المدينة في الفوضى.
وفيما يعتبر المهرجان متنفساً اجتماعياً واقتصادياً للساكنة، تكشف الأمطار أن التنمية الحقيقية لا تقاس بعدد الحفلات ولا بحجم الخيام المنصوبة، بل بمدى قدرة المدن على حماية مواطنيها من الكوارث الطبيعية وضمان تنقلهم وأمنهم في مواجهة الظروف المناخية القاسية.
وبين نهاية موسم الاحتفال وبداية موسم الأمطار، تبقى الساكنة معلقة بين فرحة عابرة وهواجس دائمة، في انتظار سياسات أكثر جدية تجعل من البنية التحتية أولى الأولويات بدل أن تظل الحلقة الأضعف في معادلة التنمية المحلية.