
04/11/2025
🚩 ثلاثة معارض تقنية في أبريل... ولكن إلى أين؟
شهر أبريل كيحمل معاه ثلاث تظاهرات تقنية بارزة: معرض GITEX بمراكش، ملتقى NISS المتخصص في الأمن السيبراني، ثم Gaming Expo المتوقع ينظم فشهر ماي بالرباط.
ولكن، على المستوى الشخصي، أصبح من الصعب تحفيز نفسي لحضور هاد النوع من الفعاليات، والسبب بسيط: كثير منها كيكتفي بالشكل دون المضمون. مجرد تجمّعات دعائية، مليئة بالخُبَّيرات والتصريحات الرنانة، ممزوجة بنكهة السياحة والتصوير.
المثير في هذه المؤتمرات هو استدعاء فرق من أوروبا (فرنسا، ألمانيا...) باش يهضرو لينا على تقنيات أميركية وصينية بحال ChatGPT وDeepSeek، وكأن المغرب ماعندوش كفاءات يمكنها تقدم نفس المحتوى، وربما بشكل أعمق. الطرح غالباً سطحي: أرقام مرعبة بحال "46% من الوظائف مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي"، وحديث عام عن الخصوصية... نقاشات تقدر تلقى أفضل منها فمجموعة Discord بسيطة.
الإعلام كيزيد الطين بلة. عناوين بحال: "المغرب في صدارة الذكاء الاصطناعي", "التحول الرقمي نحو 2030", أو "قمة إفريقيا للذكاء الاصطناعي بالمغرب"، بينما الواقع مختلف تماماً. الوزيرة ديال الانتقال الرقمي كتخرج بتصريحات مكررة حول نجاح الفعاليات، وكأن الهدف الحقيقي هو الصورة، مشي المضمون.
ناخدو مثال "المغرب الرقمي 2030"… العنوان مبهر، لكن كيترجم عملياً فمشروع واحد واضح: توصيل الألياف البصرية. وهو بلا شك مهم، ولكن بعيد كل البعد عن "التحول الرقمي" بالمعنى الحقيقي.
واقع التقنية فالمغرب مازال هش:
مواقع الجامعات غالباً معرضة للاختراق بسبب أخطاء بسيطة.
بوابات حكومية عديدة تتعطل فور تجاوز الصفحة الرئيسية.
تسريبات كثيرة لبيانات حساسة، منها ما تم تأكيده، ومنها ما زال في إطار الشك، كما وقع مع CIH، Inwi، وأخيراً وزارة التشغيل، رغم محاولات التقليل من حجم الضرر.
آخر تطور هو الحديث عن اختراق خوادم شركة Oracle، وتسريب بيانات لمواطنين مغاربة. والواقع أن التهديدات حقيقية، بينما الحديث الرسمي غالباً مطمئن أكثر من اللازم.
الخلاصة؟
رغم البروباغندا، المغرب مازال بعيد على "الريادة" التقنية الحقيقية. والإفراط في التجميل الإعلامي ربما كيأخرنا أكثر من أنه يفيدنا.
#المغرب