
07/11/2025
في قلب بلدة سيوارد الصغيرة بولاية نبراسكا الأمريكية، وبينما كانت أمريكا تحتفل بمرور 199 سنة على استقلالها عام 1975، قرر سكان البلدة أن يُخلِّدوا لحظتهم الزمنية بطريقة لا تُنسى… فدفنوا "أكبر كبسولة زمنية في العالم".
لكن هذه لم تكن كبسولة عادية توضع في صندوق صغير وتُنسى في الأرض، بل كانت بناءً عملاقًا من الفولاذ والخرسانة، يزن أكثر من 45 طنًا، تم دفنه بعناية تحت الأرض وكأنه سرداب من زمن آخر، على أن يُفتح بعد 50 عامًا!
مرت العقود… وتبدلت الأجيال… حتى جاء يوم فتح الكبسولة أخيرًا، في عام 2025، وسط حشد من الجمهور والإعلام والفضوليين، وكلهم يترقبون ما الذي سيخرج من بطن الأرض بعد نصف قرن من الصمت.
ومع انزياح الغطاء الخرساني الثقيل، ظهرت المفاجآت واحدة تلو الأخرى:
أكثر من 5000 قطعة من الحياة اليومية في السبعينات، ما بين ملابس "الهيبيز"، ومجلات مصفرة بحواف متهالكة، وعلب طعام محفوظة تحمل شعارات اختفت من الأسواق، وأجهزة كهربائية بدائية لا تعرف الهواتف الذكية، وكأن الزمن تجمد داخل غرفة مغلقة.
لكن القن*بلة الحقيقية كانت ما انتظره الجميع بشغف: سيارة شيفروليه فيغا موديل 1975، ودراجة نارية من نوع كاواساكي!
تم إخراجهما وسط ذهول الحاضرين، وكانت المفاجأة أن كلاهما لا يزال بحالة مذهلة… القليل فقط من الصدأ على الهيكل، أما المقاعد الداخلية والزجاج والعجلات، فقد صمدت أمام الزمن وكأنها خرجت تواً من خط الإنتاج.
كأن أحدهم ضغط على زر التجميد، وسمح للناس في الحاضر أن يلقوا نظرة حية على ماضيهم، بكل ما فيه من بساطة وغرابة وحنين.
لكن هذا المشروع لم يكن مجرد استعراض أو استرجاع حنين، بل كان رسالة:
أن كل زمن يستحق أن يُروى، وأن تذكُّر الماضي ليس نوستالجيا فقط، بل مرآة لفهم من نكون الآن…
وها هي الكبسولة بعد نصف قرن من السكون، تفتح فمها أخيرًا وتحكي قصصًا لم يعد أحد يتذكرها... سوى الحديد والخرسانة والزمن
حمزة 🎥