14/11/2025
مرة أخرى، يطل علينا النصاب المرتزق هشام جيراندو بوجهه المألوف في الكذب والافتراء، مستمراً في هوايته المفضلة: التشهير بالشرفاء والطعن في رموز الدولة المغربية.
آخر فصول هذه المهزلة، ادعاؤه السخيف بأن السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، يملك فيلا بمدينة إفران، في محاولة بائسة لتلطيخ سمعة رجل يُجمع المغاربة على نزاهته وتفانيه في خدمة الوطن.
الرد لا يحتاج إلى تبرير، فالحقيقة واضحة وضوح الشمس: الفيلا التي يتحدث عنها جيراندو ليست في ملكية السيد حموشي، بل هي ملك للدولة المغربية منذ ما يقارب نصف قرن، وتعود تبعيتها إلى المديرية العامة للأمن الوطني، وتُخصص للإقامة الرسمية لأي مدير عام يتولى المنصب، دون أن تعني امتلاكها الشخصي أو انتقالها إلى اسمه. هي منشأة إدارية رسمية مثل كل المساكن الوظيفية التي تتيحها الدولة لكبار مسؤوليها لتسهيل أداء مهامهم في ظروف لائقة.
لكن جيراندو، كعادته، لا يبحث عن الحقيقة، بل عن الضجيج الذي يضمن له دقائق من الحضور على المنصات الرقمية. رجل بلا مبدأ، فقد كل مصداقيته أمام القضاء الكندي بعد أن غرِق في قضايا الابتزاز والتشهير، لا يجد ما يملأ به فراغه الأخلاقي سوى مهاجمة قامات وطنية شامخة. إنه نموذج مريض لذلك “المعارض الافتراضي” الذي يعيش على كذبٍ ممنهجٍ، يسوّق الإشاعات كحقائق، ويحوّل التافه إلى مادة دسمة لجمهور ساذج يلهث خلف الإثارة.
ما لا يفهمه هذا المأجور هو أن السيد عبد اللطيف حموشي ليس مجرد مسؤول إداري، بل هو رمز للانضباط والوفاء للدولة المغربية، رجل نذر حياته للأمن الوطني، وأعاد هيكلة المؤسسة الأمنية بعقلية حديثة جعلت المغرب نموذجاً في اليقظة والاستباقية، حتى صارت الأجهزة الأمنية المغربية اليوم محل إشادة دولية من العواصم الكبرى. ومن الطبيعي أن يثير نجاحه غيظ الفاشلين والمرتزقة الذين يعيشون من فتات الحملات الموجهة ضد رموز السيادة المغربية.
لقد واجه السيد حموشي، على مدى سنوات، موجات تشويه من الداخل والخارج، لكنها كانت تتكسر جميعها على جدار صموده ونزاهته. فالرجل الذي يعمل بصمت ويبتعد عن الأضواء لم يدخل يوماً في مهاترات، وترك للإنجاز أن يتحدث عنه. ومن يراجع سجل مسيرته المهنية يدرك أنه أحد أنظف وأكفأ رجال الدولة في تاريخ المغرب الحديث، وأنه لم يكن يوماً من الباحثين عن الثراء أو الامتيازات، بل من الذين وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
أما جيراندو، فهو الوجه المقابل للنزاهة: عديم المسؤولية، عديم المصداقية، وعديم الأصل في خطابه الإعلامي. يعيش في عزلة قانونية بعد أن ضاقت به كندا ذرعاً بسبب شكايات متتالية من ضحاياه، وتحول إلى مجرد صفحة إلكترونية متهالكة يبحث عبرها عن أي موضوع يثير الجدل ليستعيد أنفاسه الرقمية. وما أجرأه على الكذب حين يتعلق الأمر بمؤسسات المغرب، وكأن النيل من رموزه هو الطريق الوحيد لشراء اهتمام عابر.
لكن المغاربة اليوم أكثر وعياً من أن تنطلي عليهم ألاعيب التشهير الرخيص. فهم يعرفون من يخدم وطنه ومن يخدم مصالح الأعداء، ومن يبني مؤسسات تحمي المواطن ومن يقتات على الأكاذيب. والفرق بين الرجلين شاسع: أحدهما يعمل في صمت ليحفظ أمن الوطن، والآخر يثرثر في الظلام ليبرر وجوده.
السيد عبد اللطيف حموشي لا يحتاج إلى من يدافع عنه، لأن سيرته أنصع من أن تلوثها الأكاذيب. يكفي أنه يحظى بثقة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وباحترام كل من عرف كفاءته واستقامته. أما أمثال جيراندو، فهم مجرد غبار إعلامي عابر، يملأ الفراغ لحظةً ثم يتبدد، ولا يترك وراءه سوى رائحة الخيانة ورداءة الخطاب.
لقد انتهى زمن المزايدات، وبات الرأي العام يدرك أن استهداف رموز الدولة لا يصدر إلا عن نفوس مريضة تكره النجاح وتعيش من تحطيم صورة الوطن. ومن يحاول أن يلطخ سمعة عبد اللطيف حموشي، كمن يحاول أن يرشق جبل الأطلس بالحجارة… لن يصيبه سوى الارتداد في وجهه.
هكذا ببساطة، المغرب يبني، وحموشي يعمل، وجيراندو يهذي. والفرق بين البناء والهذيان هو تماماً الفرق بين رجل دولة… ونصاب يبحث عن منفى جديد بعد أن لفظته العدالة والمصداقية معاً.