
06/21/2025
بمناسبة هي الصورة ( اعادة تسمية دوار بجبلة على اسم احد الإرهابيين )، حبيت احكيلكن عن غزوة الانفال الي استشهد فيها هاد الإر.هابي و هي غزوة عائشة ام المؤمنين يلي مهدت الطريق لغزوة الانفال المباركة.."
مجازر ريف اللاذقية الشمالي – غزوتا "عائشة أم المؤمنين" و"الأنفال":
بين آب 2013 وآذار 2014، شهد ريف اللاذقية الشمالي اثنتين من أفظع المجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين السوريين خلال الحرب، في عمليتين عسكريتين متتاليتين، استهدفت بشكل مباشر القرى العلوية الريفية في جبال الساحل السوري، في سياق طائفي تحريضي دموي، حمل كل بصمات الإبادة الجماعية.
في 4 آب 2013، شنّت جبهة النصرة، بالتعاون مع أحرار الشام، أنصار الشام، جند الشام، ولواء الإسلام، بالإضافة إلى فصائل شيشانية وتركمانية، هجوماً منسقاً واسع النطاق على قرى جبلية علوية، في عملية أطلقت عليها اسم "غزوة عائشة أم المؤمنين".
هذا الاسم لم يكن اختياراً عشوائياً، بل جاء في سياق تعبئة طائفية ممنهجة، زعمت فيها الفصائل أن الهدف هو "تحرير الساحل من النصيرية"، في خطاب تحريضي يستدعي رموزاً دينية بقصد تحريض الحقد والذبح الطائفي.
انطلقت الغزوة من جبال التركمان وجبل الأكراد، مدعومة بتسهيلات لوجستية عبر الحدود التركية، واستهدفت عشرات القرى العلوية غير المحصنة، التي يقطنها مدنيون فلاحون بسطاء.
من أبرز القرى التي وقعت ضحية لهذا الهجوم: البارودة، البلوطية، البيضا، الرملية، نبع مرجية، بيت شروق، أوبين، الحمبوشية، خربة سولاس، الزوبار، وعرزونة.
ارتكبت الفصائل المسلحة مجازر مروعة بحق السكان المدنيين، شملت ذبح الأطفال والنساء، بقر بطون الحوامل، حرق المنازل بمن فيها، التمثيل بالجثث، واغ**اب النساء والفتيات. لم يُفرّق في تلك القرى بين شيخ أو طفل أو امرأة، وتحولت منازل العائلات إلى محرقة جماعية.
التوثيق الذي نشره المهاجمون بأنفسهم بالصوت والصورة، أظهر عمليات قتل وسط تكبيرات ودعوات للإبادة الطائفية، وسط صمت دولي..
قُدّر عدد الشهداء المدنيين بأكثر من 190 ضحية موثقة بحسب "هيومن رايتس ووتش"، بالإضافة إلى أكثر من 200 مختطف، معظمهم من النساء والأطفال، نُقلوا إلى معاقل جبهة النصرة في إدلب. عدد من هؤلاء ظل مصيرهم مجهولًا حتى اليوم، وبعضهم ظهر لاحقاً مع علامات تعذيب واغ**اب، بحسب شهادات نازحين وناجين.
أُفرغت القرى بالكامل من سكانها، وتحولت إلى مشاهد خراب وفقد ودم.
بعد أشهر فقط، في 21 آذار 2014، عاودت الفصائل الجهادية هجومًا ثانيًا بنفس الطابع، هذه المرة تحت اسم "غزوة الأنفال". وكما في الهجوم الأول، كانت جبهة النصرة في الطليعة، بمشاركة أحرار الشام، أنصار الشام، وعدد من الفصائل المسلحة التابعة للجيش الحر، حيث انطلقوا من الحدود التركية عبر معبر كسب، مستفيدين من دعم تركي مباشر أو صمت واضح، كما أظهرت سرعة التقدم وتنسيق المعابر.
الهجوم استهدف مجددًا قرى جبلية يسكنها علويون، أبرزها كسب، السمرا، البلوطية، نبعة مرجية، بيت شروق، بيت زيفا، والقرى المحيطة بجبل التركمان.
سيطر المهاجمون على بلدة كسب ذات الغالبية الأرمنية، وتوغّلوا إلى الداخل وسط ارتكاب جرائم شنيعة. قُتل عشرات المدنيين ذبحًا أو رمياً بالرصاص، وأُبلغ عن حالات اغ**اب وحرق أحياء، بالإضافة إلى اختطاف أكثر من مئات المدنيين نُقلوا إلى إدلب، عاد بعضهم في عمليات تبادل أسرى، مع استمرار غياب معلومات عن مصير العديد منهم.
مجزرة البلوطية في الهجوم الثاني كانت من الأفظع، حيث تم ذبح عائلات بأكملها، بينهم أطفال ونساء، وجرى تمثيل بالجثث علنًا. بلغ عدد الضحايا في هذا الهجوم بالمجمل مئات المدنيين من القرى العلوية، إضافة إلى موجة نزوح جماعي، وصدمة مجتمعية ما زالت تعيشها المنطقة حتى اليوم.
كلتا الغزوتين حملتا طابعًا طائفيًا مفرطًا في الكراهية، تجلى في الشعارات، وطبيعة الجرائم، واختيار الأهداف، والأسلوب الهمجي في التنفيذ. لم تكن مجرّد معارك، بل كانت عمليات إبادة منظّمة ضد طائفة محددة، وعلى أرضها، وبغطاء إقليمي وتواطؤ دولي صامت.
غزوتا "عائشة أم المؤمنين" و"الأنفال" في ريف اللاذقية الشمالي، تمثلان معًا ذروة الوحشية الطائفية التي مارستها التنظيمات الجهادية في سوريا، وتجسدان حجم الحقد والانقسام الذي غذّته القوى الإقليمية، وانتهى إلى مشاهد مجازر صامتة بحق قرى ريفية بكاملها.
لقد تركت هذه الجرائم جرحًا لا يندمل في الذاكرة العلوية، وتسببت في تهجير آلاف الأسر، وفقدان أجيال كاملة، وشعور وجودي بالاستهداف ما زال يخيم على سكان الساحل السوري حتى اليوم.
منقول