
14/06/2025
قاعدة النواصر الجوية الأمريكية في المغرب:
مقدمة:
تُعد قاعدة النواصر الجوية (بالفرنسية: Nouasseur) من أبرز القواعد الجوية التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية في شمال إفريقيا خلال فترة الحرب الباردة. وقد أقيمت هذه القاعدة جنوب مدينة الدار البيضاء، وكانت جزءًا من استراتيجية عسكرية أمريكية شاملة تهدف إلى إنشاء مراكز متقدمة لطيران القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى.
بداية الإنشاء:
بعد نزع ملكيات الأرضي (مساحتها حوالي 2000 هكتار) هكتار مع الإتفاق مع ملاكها وتعويضهم،عن أراضيهم الواقعة بجهة الشاوية فرع أولاد زيان فرقة أولاد عياد بدوار أولاد جامع، أولاد بوسرى، أولاد صالح، أولاد سي بوزيان، الغرارسة.
ومن جملة الملاكين المعروفين بالمنطقة:
* الحاج محمد بن الحاج عيسى بن محمد
*ولاد الشيخ العيدي بن اليماني: احمد، التهامي، المودن
* كونجو هونري الفرنسي
* ولاد محمد بن احمد بن الهاشمي
*ولاد بن الرواين: الهاشمي، عبد القادر، المعاشي، محمد
*ولاد التهامي بن داوود: زينب، احمد
*العيدي بن لحسن و إخوته : بوكرين، العربي...
*ولاد برة
*مسعود كابي بن ابراهيم يهودي مغربي
*الطاهرة بنت صالح
*محمد بن بوشعيب بالعباس
*بوشعيب بن الهاشمي
بدأ العمل على إنشاء القاعدة الجوية في بداية خمسينيات القرن العشرين، خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب، بتعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا. تم اختيار موقع النواصر نظرًا لقربه من الساحل الأطلسي، وموقعه الإستراتيجي الذي يسمح للطائرات الأمريكية ببلوغ أهداف داخل أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي في حال وقوع نزاع مسلح.
البنية التحتية:
تضمنت القاعدة مدرج طيران ضخم يُعد من الأطول في إفريقيا في ذلك الوقت، إلى جانب منشآت متعددة تشمل حظائر الطائرات، مرافق صيانة، مستودعات وقود، مساكن للعسكريين، ومراكز قيادة واتصال. كما شُيّدت شبكة طرق داخلية خاصة بها، وكانت مجهّزة لتأمين إقلاع وهبوط الطائرات العملاقة من طراز B-47 وB-52.
الدور العسكري:
خدمت القاعدة كمركز مهم لعمليات القيادة الجوية الاستراتيجية الأمريكية، واستُخدمت كقاعدة تمركز للطائرات المجهزة نوويًا، مما جعلها هدفًا مهمًا في خريطة التوتر الدولي. كانت جزءًا من خطة دفاعية أمريكية تهدف إلى نشر القاذفات في نقاط خارج أراضي الولايات المتحدة، لضمان سرعة الردع في حال اندلاع نزاع مع المعسكر الشرقي.
التوتر مع المغرب:
بعد استقلال المغرب سنة 1956، بدأت السلطات المغربية تطالب بإخلاء القواعد الأجنبية من الأراضي المغربية، معتبرة أن وجود قواعد عسكرية أجنبية يتعارض مع السيادة الوطنية. ازداد الضغط بعد تدخل أمريكا في أزمة الشرق الأوسط سنة 1958، حيث عبّر المغرب عن رفضه استخدام أراضيه في نزاعات لا شأن له بها.
الانسحاب الأمريكي:
استمرت المفاوضات بين المغرب والولايات المتحدة حتى تم الاتفاق على إخلاء قاعدة النواصر تدريجيًا. بدأ الانسحاب الفعلي في نهاية سنة 1959، وتم إغلاق القاعدة رسميًا سنة 1963، حيث عادت السيادة الكاملة للمغرب على الأرض والمرافق.
التحول إلى مطار مدني:
بعد انسحاب القوات الأمريكية، أعادت السلطات المغربية تأهيل القاعدة الجوية وحوّلتها إلى مطار مدني. أُطلق عليه لاحقًا اسم مطار محمد الخامس الدولي، وهو اليوم من أهم المطارات في القارة الإفريقية من حيث عدد المسافرين وحجم الشحن الجوي، ويضم جزءًا مخصصًا للنشاط العسكري المغربي.
الخاتمة:
رغم مرور عقود على إغلاقها، ما تزال قاعدة النواصر تمثل صفحة مهمّة في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية، وتُعد مثالًا على التحولات الجيوسياسية التي شهدها المغرب بعد الاستقلال، وعلى كيفية تحويل المواقع العسكرية إلى منشآت تخدم الاقتصاد الوطني.