
15/02/2025
بعد اشتباكات مسلحة ولقاء عسكري في ملكال..!
ملكال – 15 فبراير 2025 – تشهد مدينة الناصر بولاية أعالي النيل حالة من الاستقرار الحذر بعد اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت داخل إحدى الثكنات العسكرية، ما أثار ذعرًا واسعًا بين السكان ودفع بعضهم إلى النزوح المؤقت. وعلى الرغم من التصريحات الرسمية التي تؤكد أن الوضع أصبح تحت السيطرة، فإن التوتر لا يزال قائماً، مع استمرار الانتشار الأمني المكثف في المدينة ناصر تحسبًا لأي تصعيد جديد.
تفاصيل الاشتباكات في الناصر...؟
اندلاع العنف داخل الثكنة العسكرية...!
بحسب مصادر محلية، اندلعت الاشتباكات في مساء الخميس الماضي عندما نشبت مشادات بين جنود داخل إحدى الثكنات العسكرية، وسرعان ما تطورت إلى تبادل كثيف لإطلاق النار، استمر لساعات قبل أن تتدخل القوات الأمنية لاحتواء الموقف.
ورغم عدم صدور بيان رسمي حول عدد الضحايا، أكدت تقارير محلية وقوع إصابات بين الجنود، بينما أفاد شهود عيان بأن بعض العائلات فرّت مؤقتًا إلى المناطق المجاورة خوفًا من تصاعد العنف.
انتشار أمني مكثف بعد الأحداث..؟
مع صباح الجمعة، فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة، وانتشرت القوات في شوارع المدينة والأسواق لضمان عدم تكرار أعمال العنف. وقال محافظ مقاطعة الناصر، قاتلواك ليو طيب، في تصريح صحفي، إن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة، مضيفًا أن الحكومة بدأت تحقيقًا لمعرفة أسباب الاشتباكات ومعاقبة المسؤولين عنها.
لقاء عسكري رفيع في ملكال لمناقشة الوضع الأمني...؟
في ظل هذه التوترات، عقد حاكم ولاية أعالي النيل، جيمس أدوك أوياي، اجتماعًا أمنيًا طارئًا في ملكال بحضور قيادات عسكرية بارزة من قوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF) لمناقشة التطورات في الناصر والمناطق المحيطة.
الشخصيات المشاركة في الاجتماع..!
الفريق أول جيمس كوانغ تشول – مساعد رئيس الأركان للتدريب.
الفريق أول جونسون أولوني – مساعد رئيس الأركان لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.
اللواء مايكل ماجوك – قائد الفرقة الثانية، الذي أكد في تصريح مقتضب أن الوضع في الناصر أصبح تحت السيطرة، لكن المخاوف لا تزال قائمة.
أبرز النقاط التي ناقشها الاجتماع..!
1. تعزيز التنسيق الأمني بين القوات الحكومية والسلطات المحلية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
2. إعادة انتشار القوات في المناطق الأكثر توترًا لضمان استقرار الوضع الأمني.
3. مراجعة أوضاع الجنود داخل الثكنات، خاصة فيما يتعلق بظروفهم المعيشية والرواتب المتأخرة، لمنع اندلاع احتجاجات مسلحة.
4. خطة طويلة الأمد لضمان استقرار مدينة الناصر من خلال برامج نزع السلاح وإعادة إدماج المقاتلين السابقين.
الأوضاع والتداعيات المحتملة...!
1. الأسباب الكامنة وراء التوترات في الناصر.
تعود هذه التوترات إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها.
التنافس بين الجماعات المسلحة.. لا تزال بعض الفصائل غير النظامية، مثل الجيش الأبيض، تنشط في مناطق أعالي النيل، مما يخلق بيئة غير مستقرة أمنيًا.
الانقسامات السياسية.. تعاني حكومة جنوب السودان من خلافات داخلية عميقة، حيث تستغل الجماعات المسلحة هذه الفجوات السياسية لتوسيع نفوذها.
نقص الخدمات الأساسية.. يواجه سكان الناصر أوضاعًا معيشية صعبة، مما يجعل بعض الشباب عرضة للتجنيد في الجماعات المسلحة.
2. تأثير الاجتماع العسكري في ملكال على الوضع الأمني.
يشكل الاجتماع العسكري خطوة إيجابية في اتجاه تهدئة الأوضاع، لكنه يواجه تحديات كبيرة، منها.
ضعف تنفيذ القرارات على الأرض.. رغم تأكيد القادة العسكريين على استقرار الوضع، فإن استمرار الاشتباكات بشكل متقطع يشير إلى الحاجة إلى حلول عملية عاجلة.
غياب الثقة بين المواطنين والقوات الحكومية... يحتاج الجيش إلى تعزيز علاقته مع المجتمعات المحلية لضمان عدم اندلاع اضطرابات جديدة.
التأخير في الإصلاحات الإدارية والأمنية، كلما تأخرت الإصلاحات الموعودة، زادت فرص وقوع اشتباكات جديدة.
3. السيناريوهات المحتملة.
سيناريو التفاؤل... إذا نفذت الحكومة قرارات الاجتماع بفعالية، فمن المحتمل أن يتحقق استقرار نسبي في الناصر، مما سيساعد على عودة النازحين وتحسين الأوضاع المعيشية.
سيناريو التشاؤم... في حال تصاعدت الاشتباكات مجددًا، فقد يؤدي ذلك إلى نزوح جماعي جديد، وربما يمتد العنف إلى مدن أخرى في ولاية أعالي النيل.
السيناريو الواقعي... من المرجح أن تستمر حالة الاستقرار الحذر، مع وقوع اشتباكات متفرقة بين الحين والآخر، مما يستدعي مراقبة الوضع عن كثب.
الخاتمة - نحو حلول دائمة.
رغم الهدوء النسبي في مدينة الناصر، فإن المخاطر لا تزال قائمة، مما يستدعي إجراءات أكثر جدية لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف.
ما المطلوب؟
تعزيز التعاون بين الحكومة والمجتمعات المحلية لمنع تكرار النزاعات.
تسريع برامج نزع السلاح وإعادة إدماج المقاتلين السابقين.
تحسين الوضع المعيشي والخدمات الأساسية لمنع استغلال الأزمات من قبل الجماعات المسلحة.
نجاح الاجتماع العسكري في ملكال يعتمد على سرعة وفعالية تنفيذ القرارات، إذ إن أي تأخير قد يؤدي إلى تصاعد جديد للعنف، وهو أمر لا تتحمله مدينة الناصر في هذه المرحلة الحرجة.
مصطفي حربي سورو