
20/06/2025
مُوجَز تحليلي حول الحرب الإيرانيّة-الإسرائيليّة وتداعيات توسّعها المحتمل
صورة الموقف الآن
الحرب دخلت أسبوعها الثاني: الكيان الإسرائيلي يواصل ضرب مواقع نوويّة وعسكريّة داخل إيران، وطهران تردّ بصواريخ وطائرات مسيَّرة أصابت بئر السبع ومدناً أخرى؛ حصيلة أوليّة: اكثر من 630 قتيل في إيران وعدّة عشرات في الكيان الإسرائيلي. واشنطن تدرس التدخّل عسكريّاً خلال أسبوعين، بينما تتحرّك أوروبا للتهدئة الدبلوماسيّة .
ماذا يعني انخراط الولايات المتّحدة؟
لا يملك الكيان الإسرائيلي القدرات لاختراق منشأة «فوردو» شديدة التحصين، أمّا سلاح الجوّ الأمريكي فيملك قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات. ضربة محدودة لهذا الموقع قد تُعيد البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، لكنّها سترفع احتمال ردّ إيراني واسع على قواعد أمريكيّة وخليجيّة .
خطر مضيق هرمز
يمرّ عبر المضيق نحو 20 مليون برميل نفط يوميّاً (≈ ⅕ الإمدادات العالميّة)، يتجه 82 ٪ منها إلى آسيا (الصين، الهند، اليابان، كوريا الجنوبيّة). منذ 16 يونيو رُصِدت زيادة حادة في التشويش الإلكتروني على سفن الملاحة، ما يرفع كلفة التأمين والشحن ويُنذر بإغلاق جزئي إذا تصاعدت المواجهة .
البحر الأحمر والحوثي
هدوء نسبي خفّض هجمات الحوثي ورفع حركة السفن عبر باب المندب بنحو 60 ٪، لكن الحركة ما زالت أقل من نصف مستويات ما قبل 2023. أي ضربة أمريكيّة لإيران قد تدفع الحوثي لاستئناف استهداف السفن، فيقفل عمليّاً طريق قناة السويس ويضاعف ضغط الشحن العالمي .
مَن الأكثر تضرّراً؟
1. مستورِدو الطاقة في آسيا: اعتماد شبه كامل على نفط الخليج يجعلهم أوّل من يدفع ثمن ارتفاع الأسعار أو نقص الإمدادات.
2. دول الخليج وإيران: عائدات نفطيّة قد ترتفع، لكن البنى التحتيّة وموانئ التصدير تصبح أهدافاً.
3. اقتصادات أوروبا وشرق أفريقيا ومصر: أي اضطراب في البحر الأحمر وسويس يرفع تكاليف الشحن ويضغط على موازنات الدول المستورِدة للطاقة.
4. الأسواق العالميّة: صدمة أسعار النفط قد تدفع الاقتصاد العالمي نحو ركود تضخمي قصير-المدى.
مستقبل الصراع وإمكان تحوّله إلى حرب عالميّة
• السيناريو المرجَّح إذا تدخّلت واشنطن: جولة ضربات محدودة ثم مفاوضات تحت ضغط دولي شديد.
• توسّع الحرب إلى جيران إيران (العراق، سوريا، لبنان) قد يطيل أمدها، لكنّ الدول الكبرى (روسيا، الصين) تُفضِّل الدعم بالوكالة لا المواجهة المباشرة، ما يجعل احتمال حرب عالميّة شامِلَة منخفضاً، وإن ظلّ خطر «حسابات خاطئة» قائماً.
• نافذة الدبلوماسيّة ما زالت مفتوحة، لكنّها تضيق كلّما اقترب قرار البيت الأبيض.