
08/05/2025
ما هو الضمير؟
الضمير هو ذلك الصوت الداخلي الذي يهمس في داخلنا: “هذا صحيح، وهذا خطأ”.
هو الذي يجعلنا نشعر بالذنب عند ارتكاب الخطأ، ويقودنا إلى السلوك القويم.
ولذلك، يحرص الجميع على تنميته لدى الأطفال، لأنه حجر الأساس في بناء الشخصية الأخلاقية.
⸻
كيف يتشكّل الضمير؟
الضمير لا يُولد مع الإنسان، بل يُكتسب عبر مراحل التعلم والتجربة.
يقول “وينفريد هيل”:
• عبر الثواب والعقاب: حين يُكافأ الطفل على سلوك جيد، ويُعاقب على السيئ.
• من خلال التعلّم الشرطي: حين يربط الطفل بين سلوك معين ونتيجة سابقة مؤلمة أو سلبية.
• أو عن طريق التعلّم بالملاحظة: إذ يراقب الآخرين ويتعلّم منهم.
ومن علامات قوة الضمير: مقاومة الخطأ حتى في غياب الرقابة!
⸻
لماذا نشعر بالذنب؟
عندما نخطئ، نشعر بالذنب لأن بين ما فعلناه وما “كان يجب” أن نفعله فجوة داخلية.
هذا الشعور قد يدفعنا إلى:
• جلد الذات والنقد القاسي للنفس.
• البحث عن عقوبة، سواء من الآخرين أو بإيذاء النفس بشكل غير مباشر.
• أو الاعتراف المتكرر بالخطأ لتخفيف التوتر، وقد يتحول إلى عادة مُرهقة.
⸻
كيف ينمو الضمير لدى الأطفال؟
أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين خضعوا لأساليب تأديبية تعتمد على العاطفة (مثل المديح، أو العزل المؤقت، أو حجب الحب)،
كان لديهم ضمير أقوى من أولئك الذين تعرضوا لعقوبات بدنية.
لِماذا؟ لأن العقاب الجسدي قد يوقف السلوك السيئ مؤقتًا، لكنه لا يُنمي الشعور الداخلي بالخطأ.
بينما الأساليب العاطفية تزرع في الطفل الشعور بالندم وتُعزز الوعي الذاتي.
⸻
هل الضمير دائمًا متوازنًا؟
بحسب “فرويد”، الضمير قد ينمو بشكل مفرط فيُثقل كاهل الإنسان بتأنيب دائم،
وقد يضعف تمامًا فيصبح الشخص لا يكترث لأفعاله.
الحل؟ الاعتدال. الضمير السليم يوجّه ولا يُدمّر، يُنير الطريق دون أن يُطفئ الروح.
⸻
كيف يؤثر الضمير على حياتنا؟
الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات تشجع على التعبير عن المشاعر والتعاون،
أصبحوا أكثر تعاطفًا وإيثارًا.
أما طلبة الجامعات الذين يمتلكون تفكيرًا أخلاقيًا مبنيًا على المبادئ،
فهم أكثر استقلالية ونشاطًا في قضايا المجتمع، مقارنةً بمن يلتزمون فقط بالقواعد دون وعي أخلاقي عميق.
⸻
الخلاصة:
الضمير ليس إحساسًا عابرًا، بل ثمرة تربية طويلة وتجارب متعددة.
كلما عززنا الشعور الداخلي بالمسؤولية، بدلًا من الاعتماد على العقوبات الخارجية،
كلما كان الضمير أقوى… وأكثر اتزانًا وإنسانية.