
24/06/2025
رساله خاصه الى قلب الرئيس
مستشفيات حكومية... تجهيزات حديثة تغيب عنها الكوادر والأدوية
كتب هلال عبدالله عضو المجلس الأعلى للصحفيين والإعلاميين العرب ورئيس مجلس إدارة جريدة الاحلام المصرية
في الوقت الذي تشهد فيه بعض المستشفيات الحكومية في مصر طفرة على مستوى البنية التحتية والتجهيزات الطبية الحديثة، تبرز أزمة صامتة تهدد فعالية هذه المنشآت وتُضعف دورها في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، وهي غياب العنصر البشري المدرب والنقص الحاد في الأدوية الأساسية.
ففي جولات ميدانية متعددة، رُصدت مستشفيات مجهزة بأحدث أجهزة الأشعة والتحاليل والعناية المركزة، إلا أنها تعاني من نقص شديد في الأطباء والممرضين، مما أدى إلى تعطل العديد من الأقسام، أو تشغيلها بأقل من طاقتها الاستيعابية.
ويقول أحد الأطباء العاملين بإحدى المستشفيات الحكومية، فضل عدم ذكر اسمه:
"لدينا أجهزة حديثة لم نرَ مثلها من قبل، لكنها أصبحت مجرد ديكور، لأننا لا نملك عددًا كافيًا من المختصين لتشغيلها، ولا حتى الصيانة المطلوبة لضمان استمرارها."
الأزمة لا تقف عند حد الكوادر، بل تمتد إلى نقص الدواء، حيث اشتكى مرضى ومرافقون من عدم توفر الأدوية الحيوية، ما يدفعهم للبحث عنها خارج المستشفى، أحيانًا بأسعار باهظة، وأحيانًا دون جدوى.
ويؤكد أحد المواطنين:
"ذهبت بابني إلى المستشفى بعد تعرضه لحالة تسمم، فوجدنا الطبيب مناوبًا وحده دون مساعد، وتم طردنا بحجة عدم توفر العلاج المطلوب."
تحذير من كارثة صحية قريبة
المراقبون يحذرون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار تدريجي في المنظومة الصحية الحكومية، خاصة في المناطق الفقيرة والنائية، التي لا تمتلك بدائل خاصة للعلاج.
دعوة للمراجعة الشاملة
يطالب المختصون بإعادة النظر في توزيع الكوادر الطبية، وتحفيز العاملين في القطاع الحكومي للبقاء، مع ضرورة وضع آليات سريعة لتوفير الأدوية الأساسية، حتى لا تتحول المستشفيات إلى مجرد مبانٍ فارغة من مضمونها.