13/06/2025
الحب:
"وردة كل صباح"
في زحام القاهرة، وتحديدًا في حيّ السيدة زينب، كان يعيش "حسن"، رجل بسيط في أواخر الأربعينات، يعمل بائعًا للزهور في عربة صغيرة على ناصية الشارع. منذ عشرين سنة، أحب "نجلاء"، ابنة الجيران، حبًا خالصًا نقيًا، لم يكن فيه وعود فخمة، ولا قصور من وهم... فقط قلبان يتشاركان الحياة على بساطتها.
تزوّجا، وعاشا في شقة صغيرة فوق سطح بيت قديم، لم تكن الحياة سهلة، لكن نجلاء لم تكن تشكو، كانت تضع قطعة سكر واحدة في الشاي وتبتسم له كأنها ملكة، وكان هو يستيقظ قبل الفجر، يُعد لها الفطور، ويضع أمام وسادتها وردة... وردة واحدة فقط.
"ليه كل يوم وردة؟" سألته في يوم، فضحك قائلاً:
"عشان كل يوم بحبك فيه أكتر من اللي قبله، بس معرفتش لسه أشرح ده بكلام، فبأقولها بالورد."
ومرت السنوات... حتى مرضت نجلاء.
ضعف جسدها، لكن عينيها ظلّتا تشعّان بحبٍ نادر، وفي صباح أحد الأيام، استيقظت ولم تجد الوردة، حاولت النهوض لتسأله، فوجدته جالسًا بجوار سريرها، يحمل الوردة في يده، وعينيه مليئتان بالدموع.
"مالك يا حسن؟"
"مش قادر أشوفك بتتألمي، بس لو عليا، أدوّر الدنيا كلها عشان ألاقي علاجك."
ثم أخرج علبة صغيرة، بداخلها ٧٣٠٠ وردة مجففة — وردة عن كل يوم قضياه سويًا.
"كل دي أيام حب؟"
"دي بس اللي قدرت أحافظ عليها... والباقي في قلبي."
وفي آخر أيامها، قالت له:
"أنا ما خفتش من الموت... لأني حبيت واحد، خلى الورد ينطق، وخلى التعب خفيف."
رحلت نجلاء، لكن حسن استمر في عادة لم يقطعها يومًا... يضع وردة على وسادتها الفارغة، كل صباح.
الرسالة:🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الحب الحقيقي ليس صخب الكلمات، بل سكون الأفعال... أن تعيش لأجل من تحب، وتتفانى فيه، حتى وإن لم يطلب.💔🌹🌹🌹