23/09/2025
من قتل بشار الأسد؟ أم أنه يوسف واشترك الجميع على رميه في الجب؟
في عتمة المشهد السوري، حيث تنقلب الحقائق وتُشترى الروايات، يتردد السؤال همسًا بين من بقي من أبناء هذه الأرض:
أين بشار الأسد؟
بل دعونا نطرحه بصيغته الحقيقية:
من قتل بشار الأسد؟
نعم، بشار الأسد. الاسم الذي ظل لعقدين يثير الخوف لدى خصومه، والتساؤل لدى حلفائه، والخيانة في بيته. اسأل نفسك: هل ما نراه اليوم، هو غيابه أم تغييب؟ موت أم مسرحية موت؟ استشهاد سياسي، أم اغتيال معنوي تم تدبيره بعناية على يد أقرب المقربين؟
■ الدليل الأول: أين اللقاء يا بوتين؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يتردد في استقبال قادة جمهوريات نائية، لم يُعلن مرة واحدة عن لقائه ببشار
في ذروة الأحداث، كان الصحفيون الروس يتساءلون: لماذا لم يظهر الأسد بجوار بوتين؟
بل إن بوتين صرّح بنفسه حينها بأنه "لم يجد وقتًا" لرؤية بشار، وكأن اللقاء مع رأس دولة حليفة لا يستحق دقائق!
ولو كان الأسد حيًا حاضرًا سياسيًا كما تدعي الروايات، هل كان بوتين ليتجاهله بهذه الطريقة المهينة؟ أم أن ذلك كان غطاءً لصياغة مرحلة ما بعد الأسد؟
■ الدليل الثاني: خبر مقتله الذي حُذف
في إحدى الليالي، تسرب خبر مقتله — أو بالأحرى، اغتياله — إلى مواقع ووكالات معروفة، منها من يتبع دولًا كبرى. خلال دقائق، اختفى الخبر.
تم محوه من الأرشيف، وكأن شيئًا لم يكن. أليس هذا أسلوب المخابرات حين تريد دفن الحقيقة في قبرٍ رقمي؟
وما تبقى من هذا الخبر، هو ذاك الصمت الرهيب الذي لم يعقبه أي نفي رسمي مقنع، ولا ظهور حقيقي بعده للأسد بصوته أو جسده، بل فقط صور، ومقاطع غامضة، وأخبار منسوبة.
■ الدليل الثالث: هجوم القصر الجمهوري... من الداخل!
هل تذكرون حين هاجم حسام لوقا القصر الجمهوري، بالتزامن مع انسحاب الجيش من حلب؟
لم يكن ذاك الهجوم عشوائيًا ولا نتيجة انقسام مفاجئ. كان مؤشرًا على أن "الرأس" قد انتهى، أو على الأقل، لم يعد يملك قرار البقاء.
من يهاجم قصر الحكم، دون خوف من الرد، إن لم يكن متأكدًا أن ساكنه قد سقط؟
■ الدليل الرابع: غياب الكلمة الأخيرة
بشار، الذي لطالما ظهر على الإعلام، غير آبه بما ينشره الغرب عنه مواجها لكل ماينتقدوه به .... لم يوجه كلمة واحدة لجيشه وهو يتهاوى.
لا دعوة للقتال، لا أمر بالانسحاب، لا حتى تحذير من السقوط.
هل من قائد يسكت هكذا في لحظة النهاية؟
كلنا نعلم أن لو توجه الأسد بكلمة واحدة لجيشه، لقاتلوا حتى النهاية، لا حبًا به، بل رفضًا للبديل: الإرهاب، الفوضى، والذل.
لكن صمته كان خيانة لكل من استُشهد، وصك موتٍ غير معلن لأمل بقاء الدولة.
■ الحقيقة المُرَّة: بشار لم يبع سوريا… لكنه بيع
لو أراد بشار الفرار، لفعل. كانت العروض أمامه، وبعضها أرخص من صفقات الجولاني ذاته.
كان بإمكانه العودة إلى لبنان، أو تركيا، أو حتى المنفى الذهبي في موسكو، لكن شيئًا ما منعه... أو أحدهم منعه.
لأنه كان العائق أمام المشاريع الدولية، لم يكن مقبولًا أن يبقى حيًا سياسيًا. لا من الغرب، ولا من الروس، ولا حتى من أطراف داخل بيته.
سُرّبت وثائق من مصادر تزعم قربها من الأسد، رغم أنها لا تملك أي مصداقية اليوم، لكنها قالت ما يشبه الحقيقة:
"الرئيس لم يعد يرد، لم يعد يظهر، حتى للمقربين منه…".
صوته صمت، وصورته غابت، وقراراته اتُّخذت باسمه وهو غائب.
■ الخيانة بدأت من الداخل
تمامًا كما يوسف، الذي أُلقي في الجب بأيدي إخوته، قيل لبشار:
"اذهب، سنحميك، سنُظهرك لاحقًا."
لكن لم يكن في الجب ماء، بل نار.
ولم تكن نيتهم غيابه المؤقت… بل اختفاؤه الأبدي.
شباب سُجنوا لأنهم أوصلوا سلاحًا كان سيمنع سقوط الساحل، فيما إخوتهم من الضباط الكبار كانوا ينسقون مع المعابر.
الجيش تم تجويعه، تفكيكه، تمزيقه طائفيًا، حتى بات يحتاج إلى إذن روسي ليتحرك في أرضه.
ستنكشف الحقيقة، غدًا أو بعد حين.
وحين يُفتح القبر، لن تجدوا جثة منفية أو فارة…
بل جسد قائد قُتل صامتًا،
لأنه قال: "لن أبيع سوريا."
فباعوه هم.
هل كان بشار الأسد شهيد مشروع دولي، أم ضحية خيانة عائلية؟
هل قُتل صمتًا كما تموت الحقيقة؟
أم لا يزال يوسف في الجب، ينتظر أن يعترفوا بجريمتهم؟
الأيام قادمة... وستشهد.
جمانة درغام