
15/08/2025
🌎 أكبر صلاة جنازة في التاريخ… على رجل ظنّه الناس فاسقًا!
في ليلة من الليالي، استيقظ السلطان سليمان القانوني فزعًا من نومه إثر رؤيا رآها.
فنادَى أحد حرسه المقربين وقال: "جهّز الخيل، سنخرج اليوم متنكّرين لنرى أحوال الناس عن قرب"، فقد كانت عادته أن يتجوّل بين الناس متنكرًا ليعرف شؤونهم ويساعدهم.
وبينما كان يسير مع حارسه، مرّ أمام جثة ملقاة في الشارع، لم يقترب منها أحد. فسأل السلطان:
"جثة من هذه؟"
فقيل له: "إنه رجل زانٍ وشارب للخمر، ليس له أهل أو أولاد سوى زوجته، والناس يأبون دفنه".
غضب السلطان وقال: "أليس من أمة محمد ﷺ؟"
ثم حمل الجثة بنفسه وذهب بها إلى بيت زوجته.
ما إن رأت الزوجة جثمان زوجها حتى انفجرت بالبكاء الشديد.
فتعجب السلطان وسألها:
"تبكين عليه وقد كان زانيًا وشاربًا للخمر؟"
فقالت:
"زوجي كان عابدًا زاهدًا، لكنه لم يُرزق بأولاد. وكان شديد الحب للذرية، فإذا اشترى الخمر كان يصبّه في المرحاض ويقول: الحمد لله أني خففت عن شباب المسلمين بعض المعاصي. وكان يذهب للنساء اللاتي يبعن أجسادهن، فيدفع لهن أجر يومهن كاملًا بشرط أن يعدن إلى بيوتهن، ويقول: الحمد لله أني خففت عنهن وعن شباب المسلمين شر هذا اليوم. وكنت أحذّره وأقول: سيظن الناس بك السوء ولن تجد من يغسلك أو يدفنك أو يصلي عليك، فكان يبتسم ويقول: سيصلي عليّ السلطان سليمان والوزراء والعلماء وجميع المسلمين".
انهمرت دموع السلطان وقال: "والله إني أنا السلطان سليمان، وإنه لصادق فيما قال، وسأغسله وأكفنه وأصلي عليه بنفسي، وأجمع له جميع المسلمين".
أمر السلطان الجيش كله بالحضور، وجمع العلماء والوزراء وأهل المدينة، ودفنه في مقابر السلاطين العثمانيين.
وكانت تلك أكبر صلاة جنازة في التاريخ.
📌 العبرة:
لا تحكم على الناس من ظاهرهم، فقد يخفون من الخير ما لا يعلمه إلا الله.