
25/09/2025
*حكومة التغيير والبناء: بين حملات التشويه وحقيقة الموقف من ثورة 26 سبتمبر*
الخميس ٣ ربيع الآخر ١٤٤٧ هـ الموافق 25 سبتمبر 2025م
*جامعة آزال _ إدارة التسويق والعلاقات العامة والإعلام*
تتصاعد في الآونة الأخيرة حملات إعلامية وسياسية تستهدف حكومة التغيير والبناء (انصار الله)، متهمةً إياها بمنع اليمنيين من الاحتفال بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وبتنفيذ اعتقالات واسعة ضد المواطنين. هذه المزاعم التي تتكرر كل عام مع اقتراب وحلول الذكرى، تأتي في سياق حملة منظمة لشيطنة أنصار الله بالذات والتشويش على مواقفهم الثابتة.
*الحفاظ على الأمن لا يعني صحة الاتهامات*
مصادر في صنعاء توضح أن ما اتخذته السلطات من إجراءات لم يكن موجهاً ضد الثورة أو رموزها، وإنما جاء في إطار منع الفوضى ومحاولات استغلال المناسبة لإثارة القلاقل. إذ أن بعض القوى سعت إلى توظيف ذكرى 26 سبتمبر سياسيا لتحقيق مكاسب آنية، وتحريك الشارع في اتجاهات تتعارض مع السكينة العامة.
وترى قيادات حكومة التغيير والبناء أن ثورة ال26 من سبتمبر هي جزء أصيل من التاريخ الوطني، وأنها محطة مفصلية في مسيرة الشعب اليمني، غير أن السماح بتحويل الاحتفالات إلى تجمعات غير منظمة أو أنشطة خارجة عن الإطار الرسمي قد يفتح الباب أمام اختراقات استخباراتية أو عمليات تحريضية تمس الأمن والاستقرار.
*اتهامات بلا أدلة*
اللافت أن الجهات المموله من العدوان تتحدث عن "اعتقالات وقمع" لم تقدّم أدلة ملموسة، وغالبا ما تكتفي بنقل روايات مرسلة أو شهادات مجهولة المصدر، في حين أن السلطات لم تصدر أي قرارات رسمية تمنع الناس من التعبير عن فرحتهم بذكرى الثورة سواء في الميادين أو داخل بيوتهم أو عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى متابعون أن الترويج لمثل هذه المزاعم يهدف بالدرجة الأولى إلى تأليب الرأي العام وإظهار حكومة التغيير والبناء او أنصار الله في صورة معادية للثورة والجمهورية، وهو أمر يتناقض مع خطابات القيادات التي تؤكد باستمرار على احترامهم لكل المحطات الوطنية الجامعة.
*بين 21 سبتمبر و26 سبتمبر*
من جهة أخرى، يؤكد قادة أنصار الله أن ثورة 21 سبتمبر 2014 جاءت لتعيد الاعتبار إلى كل المحطات النضالية للشعب اليمني، وفي مقدمتها ثورة 26 سبتمبر 1962. وبالتالي، فإن التناقض المزعوم بين المناسبتين ما هو إلا افتعال إعلامي غربي يسعى لزرع الانقسام بين اليمنيين.
إن محاولة إلصاق تهمة "عداء 26 سبتمبر" بحكومة التغيير والبناء تبدو أقرب إلى الحرب الدعائية منها إلى الحقائق الميدانية. فانصار الله يعتبرون انفسهم امتدادا لمسيرة النضال الوطني ضد الاستبداد والهيمنة الأجنبية، ويرون أن الحفاظ على الأمن ومنع الفوضى واجب وطني لا يتعارض مع تمجيد الثورة ورموزها.
*وبينما تستمر محاولات التشويه، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لليمن أن ينهض ما لم يتم تجاوز لغة التخوين والافتراء، والاعتراف أن الثورة الحقيقية هي التي تضمن كرامة المواطن وأمنه واستقراره؟*