
29/08/2024
الاستثمار في قطاع الاتصالات
د.تقية فضائل
مقالات العدد 43
__________________
الاستثمار في الاتصالات أضحى قطاعا ينافس القطاعات التجارية والاقتصادية والزراعية والسياحية وغيرها . وقد احتل مكانة بارزة عالميا ،لاسيما في العقدين الأخيرين ؛ إذ يعد رافدا اقتصاديا في اقتصادات الدول، وله مختصون أسوة بقطاعات الزراعة والصناعة والخدمات وغيرها ، وهناك فرص توظيف للشباب الخريجين في هذا المجال وتأهيل وتدريب للكوادر العاملة باستمرار ، خاصة أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو الاستثمار في المعرفة المعلوماتية والاتصالات .
وكان لانتشار فيروس كورونا في السنوات الماضية دور كبير في انتشار وتطوير الاعتماد على التكنولوجيا خاصة الإنترنت ،بتسيير الأعمال والنقل والتوثيق والمتابعة من خلاله .
و كانت الكثير من الشركات والمؤسسات
بل والأفراد أيضا قد استطاعوا تنفيذ أعمالهم من خلال الإنترنت دون الحاجة إلى العمل المكتبي أو غيره ، وهذا أدى بالتأكيد إلى زيادة سعات الإنترنت. وعلى الرغم من الخسائر في جميع القطاعات أثناء الأزمة الصحية مع فيروس كورونا فإن التجارة الإلكترونية ازدهرت وزادت أرباح شركات التجارة الإلكترونية على مستوى العالم.
ومما لا يخفى على أحد أن إيرادات الاتصالات عموما تشكل حزءا مهما من دخل الدولة ، ويمكن للمؤسسات الحكومية والخاصة تنفيذ برامجها وخططها من خلال التكنولوجيا والإنترنت بل قد يسهل ويزيد من الأنشطة والأعمال الممكن إنجازها . وقد يوفر حلا لمشاكل كثيرة تواجه الأعمال والمشاريع الصغيرة والكبيرة .
وفي هذه الفترة التي تعيش فيها اليمن تحت الحصار والعدوان منذ ما يقارب تسع سنوات، وقد نال الضرر الاتصالات كغيره من القطاعات بسبب الحصار والعدون ، وفي ظل هذا الوضع بدأ بعض المستثمرين برؤوس أموال بسيطة إلى حد ما بعمل شبكات صغيرة للاتصالات في حدود الأحياء لتوفير خدمات الإنترنت للناس بأسعار مناسبة ، وقد نجحت هذه الشبكات على نطاق واسع، فقد خففت مشاكل ضعف النت و جعلته في متناول عدد أكبر من المواطنين لأن التكاليف أضحت ملائمة، إضافة إلى أن هذه الشبكات أصبحت مصدر دخل لأسر كثيرة وفي نفس الوقت وفرت للمؤسسة العامة للاتصالات مردودا ماديا جديدا ، و كما نلاحظ زيادة انتشار التجارة عبر الإنترنت خاصة للأفراد وهي تزدهر يوما بعد يوم ، وتمثل دخلا اقتصاديا للفرد والدولة.
مجلة اكتفاء الاقتصادية
الهيئة العامة للاستثمار - اليمن
#اليمن