
21/03/2025
,
القائد الذي صنع التاريخ ووحد اليمن
في مثل هذا اليوم، 21 مارس، وُلد القائد الفذ، الزعيم التاريخي، والتبع الحميري المعاصر علي عبدالله صالح، الرجل الذي حمل على عاتقه مسؤولية اليمن في أدق مراحله، فصاغ مساره بيده القوية وإرادته الصلبة، ووحّد الوطن بعد أن كان ممزقًا، مسطرًا ملحمة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال.
لقد كان علي عبدالله صالح قائدًا من طراز فريد، استطاع أن يغيّر مجرى التاريخ اليمني، وينقل البلاد من التشرذم إلى الوحدة، ومن العزلة إلى التنمية، ومن الجمود إلى الحراك السياسي والاقتصادي. بفضل رؤيته الثاقبة وشجاعته الاستثنائية، تحقق حلم الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، ذلك الحلم الذي كان مجرد أمنية بعيدة المنال، لكنه أصبح واقعًا بفضل إرادته التي لم تلن وعزيمته التي لم تنكسر.
لم تكن وحدته مجرد دمج سياسي، بل كانت مشروعًا حضاريًا متكاملًا، أرسى فيه قواعد التنمية، وشيد فيه البنية التحتية، وبنى الجيش، وفتح أبواب الاستثمار، وعمل على ترسيخ أسس الديمقراطية والتعددية الحزبية، ليمنح الشعب اليمني مساحة واسعة للتعبير والمشاركة في صنع القرار.
رغم كل التحديات، ظل علي عبدالله صالح صامدًا، لم تهزه العواصف ولم تثنه المؤامرات، بل ظل مدافعًا عن سيادة اليمن، ومواجهة المخططات التي حاولت النيل من استقلاله وأمنه. وحتى آخر لحظات حياته، ظل متمسكًا بمبادئه، مقاتلًا في ميادين العزة والكرامة، رافضًا الخضوع أو الاستسلام، ليُسجل اسمه بحروف من نور في صفحات المجد والبطولة.
إن ذكرى ميلاد علي عبدالله صالح ليست مجرد تاريخ عابر، بل محطة للتأمل في إرث قائد أعطى للوطن كل شيء، ورحل وهو يدافع عنه حتى الرمق الأخير. رحم الله الزعيم الخالد، وجعل تاريخه منارة لكل من يؤمن بأن الأوطان تُبنى بالتضحيات، وتُحفظ بالعزائم، وتُصان بالإخلاص والوفاء.