14/11/2025
الأخيار والأشرار… من كوريا وفيتنام إلى غزة وفنزويلا
في قاعدة ثابتة ما تغيّرت من أيام كوريا لليوم:
في ناس الألم عندهم واضح… وناس الألم تبعهن غير مرئي.
من وقت الحر..ب الباردة، اللي سمّاها تشومسكي بدقّة أكبر:
ضحايا “جديرون”… وضحايا “غير جديرين”.
والمعيار دائماً واحد: مين مسموح لأوجاعه تنحكى… ومين لازم يضلّ خارج الكادر.
غز.ة اليوم هي الامتحان الأكبر لهاي القاعدة.
مكان فيه بشر وبيوت وحكايات كاملة، بس طريقة عرض الواقع بتعمل من الوجع “خلفية” بدل ما يكون “المشهد”.
بين عنوان وتحليل وخبر مستعجل، بتتحوّل حياة الناس لـ“سياق”.
التفاصيل بتذوب.
والإنسان بيصير نسخة جديدة عن الفلاح الفيتنامي أو الكوري:
موجود… بس مانه مرئي بما يكفي ليصير جزء من السرد العالمي.
والمعادلة نفسها انطبقت بفنزويلا.
بلد حاول يحافظ على سيادته،
فصار هدف لحصار اقتصادي خانق،
ولانقلابات مصنوعة،
ولإعلام جاهز يكتب سيناريو مسبق:
“ديكتاتور”… “أزمة”… “كارثة إنسانية”.
واليوم، أميركا عم ترجع تتحرك ضد فنزويلا.
علناً بعنوان “محاربة المخد..رات”،
وسراً لترتيب الأرض… والسيطرة على ما فوقها وما تحتها،
ولتمرير الحكاية عبر نفس الفلتر:
تبرير أخلاقي… وقبضة ثقيلة على بلد بده يقرر مصيره.
الوصفة ما تغيّرت:
معاقبة شعب كامل… ثم اتهامه بالفشل.
المشكلة مو بالحدث نفسه،
المشكلة بالفلتر اللي بيمرّ منه:
مين العالم بيلتفتله،
ومين بينحط بخانة “تفاصيل الصراع”.
غز..ة اليوم هي المكان اللي بتنكشف فيه المعادلة عريانة:
مو كل وجع يُروى…
ومو كل دمعة بتدخل الأخبار…
ومو كل إنسان بياخد قيمته كاملة.
وإذا العالم ما قدر يشوف الناس بعيون عادلة،
رح يضل يكرر نفس الأخطاء اللي سمعناها من نوجونغ-ري… لهانوي… لكراكاس… لغز..ة.
“لعبة الأخيار والأشرار” لسه هيه اللي بترسم حدود التعاطف…
وتقرر مين يُسمّى “إنسان”… ومين يضل “سطر صغير تحت الخبر”.