27/04/2025
(جريمة مكتملة الأركان، قتل الأسرى والمعتقلين)
انتشر خلال الساعات الماضية مقطع فيديو صادم يظهر فيه عناصر يتبعون لقوات الدعم السريع وهم يقومون بتصفية شباب يرتدون زيا مدنيا، مدعين أنهم ينتمون إلى ما يعرف بـ(كتائب البراء)
بغض النظر عن هوية هؤلاء الشباب ، سواء كانوا مدنيين أبرياء أم عسكريين معتقلين ، فإن ما جرى يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القوانين الدولية وأحكام الشريعة الإسلامية.
أولا القتل خارج إطار القانون جريمة لا تسقط بالتقادم
كل إنسان يقتل دون محاكمة عادلة، ودون أن يتيح له القانون حق الدفاع عن نفسه، يكون ضحية لجريمة ضد الإنسانية. القوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف، حيث تحظر بشكل قاطع قتل الأسرى أو المعتقلين أو الأشخاص (العاجزين) عن القتال.
فالمادة الثالثة المشتركة بين اتفاقيات جنيف تنص على،تحظر الأفعال التالية في أي زمان ومكان مهما كانت الظروف، ضد الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية، بما في ذلك أفراد( القوات المسلحة) الذين ألقوا أسلحتهم...
الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله.
وبالتالي فإن إعدام هؤلاء الشباب، دون محاكمة، يعد انتهاكا صارخا لهذه الاتفاقيات ويصنف ضمن جرائم الحرب.
ثانيا موقف الشريعة الإسلامية...
الإسلام كان سابقا على كل القوانين الوضعية في حماية حق الإنسان في الحياة، حتى في أوقات الحرب.
ولم يجز الإسلام قتل الأسير، بل أمر بالإحسان إليه. قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ (الإنسان: 8)
ثالثا موقفي أنا دائما وابدا أدين بأشد العبارات القتل خارج إطار القانون والقضاء، مهما كان الفاعل، ومهما كانت هوية الضحية. لا تبرير لسفك الدماء بلا محاكمات عادلة، ولا مقام للانتقام في ظل القانون والدين.
المبادئ لا تتجزأ،من يعارض القتل اليوم يجب أن يعارضه دائما، وألا يكيل بمكيالين.
أخيرا إن مشاهد القتل هذه لا تدمر فقط القيم الإنسانية والأخلاقية، بل تمهد لانهيار المجتمع بالكامل عبر نشر ثقافة الثأر والعنف والكراهية.
لهذا، واجبنا اليوم أن نرفع أصواتنا ضد هذه الجرائم، وننصر الحق، ونتمسك بمبادئ العدالة والرحمة مهما اشتدت الظروف.
✍️🏾بقلم أشرف بريمة
#السودان