11/12/2025
لا يمكن للإنسان ان يدعو الآخرين إلى استقامة داخلية أو تحرر فكري وهو نفسه واقع في صراع مع ذاته فالأصل في أي دعوة للإصلاح ان تبدأ من الداخل من التصالح مع النفس ومن قبول الشكل والهوية ومن التحرر من الشعور بالنقص أو الدونية
حين يمارس المرء ضغطاً على نفسه عبر محاولة تغيير مظهره باستمرار أو السعي لتمثل صورة لا تشبهه في الحقيقة يصبح من الصعب أن يطالب الآخرين بأن يتحرروا من• العبودية الفكرية•
أو أن يتجاوزوا تقليد الآخرين فالاتساق بين القناعة والسلوك شرط أساسي للمصداقية
التحرر الحقيقي يبدأ من حب الذات من احترام الهوية كما هي ومن عدم بناء صورة بديلة بهدف نيل قبول خارجي فإذا ظهرت بهويتك كما هي دون محاولة تذويبها في هوية أخرى فإن رسالتك ستكون أصدق وسيشعر الناس بأنك تتحدثين من موقع مصالحة لا من موقع صراع أو تناقض
أما نقد الآخرين على تمسكهم بمكون معين في حين أن سلوكك الشخصي يتجه لمحاكاتها فهو تناقض منطقي يضعف الحجة مهما كانت صائبة ولذا فان أكثر الطرق قوة في التأثير هي البدء بالذات تحرري أولاً من النموذج العربي الذي لا يشبهك ثم ادعي الآخرين للتحرر عندها فقط تصبح الدعوة منسجمة وذات معنى
اتمني ان تعيدي التفكير و تحاولي تتقبلي ذاتك وهذا النقد والا لا نلوم من يتعنصر علينا