15/07/2025
✍️علمتني المحاماة أن النجاح لا يُقاس فقط بالحكم الصادر، بل بالرحلة التي نخوضها في سبيل الوصول إليه. علّمتني أن كل قضية هي حياة كاملة بذاتها، لها نبضها وتفاصيلها، وأن عليّ أن أعيش هذه التفاصيل بصبرٍ لا يمل، وببصيرة لا تغفل. لم تعلّمني المحاماة أن أردد النصوص حفظًا، بل أن أمارس القانون فهمًا وتطبيقًا، وأن أكون العين الساهرة على عدالته لا مجرد لسانٍ يردد حروفه.
👈تعلمت أن الكلمة التي أنطق بها أمام القضاء ليست مجرد حروف، بل سهم إما أن يصيب أو يخيب، لذا لا أنطقها حتى أتأكد من وقعها، ومن قوتها، ومن مكانها الصحيح في توقيتٍ محسوب. المحاماة جعلتني أؤمن أن النجاح لا يُنتظر من الخارج، بل يُصنع من الداخل، من قدرتي على استثمار ما أملك، وما أعرف، وما أستطيع.
👈ومع كل ورقة أُقدّمها، ومع كل جلسةٍ أحضرها، يتأكد لي أن المحامي ليس صانع انتصارات فحسب، بل هو مؤتمن على العدالة، محارب صامت من أجل الحق، راصد لكل انحراف عن تطبيق القانون، لأنه حين يُساء تطبيق القانون، تتحوّل العدالة إلى وهم.
✌️المحاماة ليست مجرد مهنة، بل هي طريق طويل من المواقف، والتحديات، والقرارات المصيرية التي تصنعك وتشكلك كل يوم. هي مدرسة لا يتخرج منها المرء، بل يتعلم منها بلا نهاية. وفي كل مرةٍ أضع فيها يدي على ملف جديد، أعرف أنني على موعدٍ مع اختبار جديد لنفسي، لعقلي، لضميري، ولقدرتي على تحويل الحق إلى حجة، والحجة إلى قرار.
♥️هكذا صنعتني المحاماة، وهكذا سأظل أمارسها، لا كتاجر كلمات، بل كحارس للعدالة.