
09/10/2025
رحل الأَدمي... وبقيت زحلة تبكيه
بقلم ريتا عطالله
عشر سنوات مرّت... وكأنها البارحة. عشر سنوات على رحيل النائب الأَدمي، الوزير والنائب السابق إلياس جوزف سكاف، ذاك الرجل الذي أحبّ الناس بصدقٍ، وأحبّته زحلة والبقاع ولبنان بأسره حتى البكاء.
رحل ابن العائلة الكريمة، رئيس الكتلة الشعبية، تاركًا وراءه سيرة ناصعة كبياض قلبه، وإرثًا سياسيًّا لا يُمحى.
كان الأدمي كما أحبّ الناس أن يلقّبوه، اليد البيضاء التي أعطت من المال والرزق دون منّة، والباب المفتوح دائمًا لخدمة كل محتاج.
لم يردّ أحدًا خائبًا، ولم يميّز بين الناس، فكان الكبير بتواضعه، والعظيم بإنسانيته، والسخيّ بحنانه قبل عطائه.
يوم رحيله، بكى لبنان كلّه...
بكت زحلة شوارعها وأزقتها، وبكى البقاع أهله وحقوله، لأن من يرحل مثله لا يُعوّض، ولأن الأوادم قلّة، وهو كان عنوانهم.
ترك وراءه سيدة راقية، طيّبة القلب، ميريام طوق سكاف، التي حملت الرسالة بوفاءٍ نادر، وواصلت المسيرة بعزمٍ وصبر، تحوطها محبة الناس وإيمانها بزحلة ولبنان،وإلى جانبها، شابّان يسيران على خُطى والدهما، جوزف وجبران، يحمِلان الاسم الكبير والقلب الكبير ذاته.
في كل بيت من بيوت زحلة حكاية مع إلياس سكاف، وفي كل قلب دعاءٌ له بالرحمة، لأن من عاش للأرض والناس، لا يموت. بل يبقى، كلما مرّ اسمه، ترتجف القلوب ويهمس اللبنانيون:
"الله يرحم الأدمي... رحل، لكن الطيب ما بيموت."