
13/07/2025
في عام 2011، وعلى أحد الشواطئ القريبة من مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، عثر صياد متقاعد يُدعى جواو بيريرا دي سوزا (João Pereira de Souza) على طائر بطريق من نوع ماغلانيك (Magellanic Penguin)، مغطى بالزيت الأسود ويكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
لم يكن جواو بحاجة للتفكير... حمل الطائر الصغير إلى بيته المتواضع، وبدأ رحلة إنقاذ لم يكن يعرف أنها ستغير حياته. قام بتنظيف ريشه من الزيت، وأطعمه السردين، واهتم به كأنه أحد أفراد أسرته.
بعد أشهر من الرعاية، شُفي البطريق تمامًا، فأخذه جواو إلى البحر وأطلقه ليعود إلى موطنه في جنوب الأرجنتين أو تشيلي، حيث تعيش طيور الماغلانيك عادة.
لكن المفاجأة كانت بعد عدة شهور...
عاد البطريق مرة أخرى إلى شاطئ جواو، وراح يزحف نحوه ويلوّن المكان بصوته ورفرفة جناحيه وكأنه يقول: "أنا لم أنسَ من أنقذني."
أطلق عليه جواو اسم "دينديم" (Dindim)، ومنذ ذلك الحين، صار دينديم يعود كل عام، قاطعًا آلاف الكيلومترات في المحيط، ليقضي مع جواو عدة شهور، ثم يهاجر في موسم التزاوج، ثم يعود من جديد.
والأغرب من ذلك، دينديم لا يسمح لأحد غير جواو بلمسه أو حمله. فقط الرجل الذي أنقذ حياته.
قصة دينديم وجواو هي أكثر من مجرد "صداقة" بين إنسان وحيوان...
إنها درس في الوفاء، وفي كيف أن لمسة حنان واحدة قد تغيّر مصيرًا... وقد تُزرع في قلبٍ بريّ ذكرى لا تُمحى.