عمق الحدث

عمق الحدث Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from عمق الحدث, News & Media Website, Bowditch, Darwin City.

أخبار _سياسية _ اقتصادية _ ثقافية _رياضية_ تقارير وأخبار أخرى متنوعة

OmqAlhadath | عمق الحدث
رصد مهني – تحليل متزن – تغطية بلا مساومة

* من قلب الحدث لحظة بلحظة *

رحيل الصحفي المخضرم مايكل كوما بعد معاناة قصيرة مع المرضجوبا – عمق الحدث | تقرير إخباريفقدت الساحة الإعلامية في جنوب الس...
13/10/2025

رحيل الصحفي المخضرم مايكل كوما بعد معاناة قصيرة مع المرض
جوبا – عمق الحدث | تقرير إخباري

فقدت الساحة الإعلامية في جنوب السودان أحد أبرز أعمدتها برحيل الصحفي القدير مايكل كوما، الذي توفي مساء الأحد بعد معاناة قصيرة مع المرض، في خبرٍ خيّم بالحزن على الوسط الصحفي والوطني بأسره.

كوما، الذي عُرف بمسيرته الطويلة في بلاط صاحبة الجلالة، شغل مناصب تحريرية رفيعة في عدد من الصحف المرموقة من بينها جوبا مونيتور وذا ويتنس وذا داون، وترك بصمة واضحة في تطوير الصحافة المستقلة وتعزيز ثقافة الرأي الحر والمسؤولية المهنية.

وفي بيان نعي رسمي، عبّرت نقابة الصحفيين في جنوب السودان (UJOSS) عن بالغ حزنها لرحيل كوما، مؤكدة أنه سيُذكر دائمًا بشجاعته في الدفاع عن الحقيقة وإخلاصه لمهنة الصحافة حتى آخر لحظة في حياته.

وقال رئيس النقابة أويت باتريك إن وفاة مايكل كوما تمثل “خسارة فادحة للأسرة الإعلامية وللوطن”، مشيدًا بدوره الريادي في تكوين جيل من الصحفيين الشباب وإسهاماته الكبيرة في ترسيخ مبادئ المهنية والالتزام الأخلاقي في العمل الإعلامي.

واختتم البيان بالتأكيد على أن إرث كوما سيظل حاضرًا في ذاكرة الصحفيين والمهتمين بالشأن الإعلامي في جنوب السودان، لما قدمه من عطاءٍ ونزاهةٍ شكلت نموذجًا يُحتذى في مهنة البحث عن الحقيقة.

استعادة الحركة الشعبية الحقيقية: الحلم الذي حاول المجرمون تدميره✍️ كلارا مارتن | رأيالافتتاحيةلم تولد دولة جنوب السودان ...
13/10/2025

استعادة الحركة الشعبية الحقيقية: الحلم الذي حاول المجرمون تدميره
✍️ كلارا مارتن | رأي

الافتتاحية

لم تولد دولة جنوب السودان بسهولة، بل خرجت من رحم الدم والتضحيات، ومن أحلام آلاف المناضلين الذين آمنوا بأن الحرية والعدالة تستحقان أن يُضحّى بالحياة في سبيلهما.
لكن ذلك الحلم العظيم يقف اليوم على حافة الخيانة — لا من أعداء الخارج، بل من أولئك الذين ادّعوا يومًا أنهم ناضلوا من أجله.

الاسم الذي كان يومًا يوحّدنا

في مسيرة كل أمة، تأتي لحظة حاسمة يُطرح فيها السؤال الصعب:
ما طبيعة الحكومة التي تحكمنا حقًا؟
ولجنوب السودان، فإن تلك اللحظة قد حانت الآن.

إنه لأمر مؤلم أن يتحول اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) — الذي كان يومًا رمزًا لوحدة الكفاح الوطني — إلى مصدر للألم وخيبة الأمل.
لم يعد الرفض الشعبي للحركة قائمًا على كراهية الفكرة أو المبادئ، بل نتيجة السأم من المجرمين والفاسدين الذين يحكمون تحت رايتها.

ينبغي أن نؤكد بوضوح: المشكلة ليست في الحركة الشعبية نفسها.
فهي رؤية ثورية، ونور قادنا عبر سنوات الظلام، وحلم أنجب هذه الأمة.
لكنها سُرقت من قِبَل زمرة من الطامعين الذين حوّلوها إلى غطاء لجشعهم واستبدادهم.

لهذا، علينا أن نُفرّق بين الحركة ومَن شوّهوا اسمها.
يجب أن نطهّر رمزها من الجرائم التي ارتُكبت باسمها، لتبقى رايةً للتحرر والفخر، لا ستارًا للفساد والظلم.

“لا تكرهوا الحركة الشعبية — اكرهوا ما فعله المجرمون باسمها.”

حكومة بلا بوصلة

تعيش بلادنا اليوم في فراغ سياسي خطير.
لا نظام واضح، ولا رؤية وطنية، ولا مؤسسات للمساءلة.
الحكومة التي تدّعي تمثيل الشعب تحوّلت إلى شبكة مافيا، تُدار بالمصالح الشخصية والخوف والرشوة، لا بالقيادة والمسؤولية.

يدّعي هؤلاء أنهم ثوّار، لكنهم في الحقيقة هدّامو الثورة التي صنعها الشهداء.
يختبئون خلف اسم الحركة الشعبية ليُبرروا فسادهم، بينما في الخفاء ينهبون الثروات ويقسّمون الشعب ويُسكتون الأصوات الحرة.

سؤال إلى الرئيس والقادة

لو سُمح لنا بتوجيه سؤال صادق إلى رئيس جمهورية جنوب السودان، لكان هذا السؤال:
لماذا قاتلتَ قرابة خمسين عامًا تحت راية الحركة الشعبية إذا كانت هذه هي النتيجة — الفساد، والخوف، والانهيار؟

هل قاتلتَ لتحررنا من القهر لتقودنا إلى الفقر والموت؟
هل كان هدفك السلام أم تدمير الأمة التي وعدتَ ببنائها؟

وهذا السؤال لا يخص الرئيس وحده، بل يمتد إلى كل قائد في السلطة اليوم:
هل هذه هي الثورة التي ضحّى من أجلها شهداؤنا؟
لأن ما نعيشه اليوم لا يُجسد روح التحرير، بل وجه الخيانة.

إن ما نراه اليوم ليس حلم الحركة الشعبية الذي وُلد من رحم النضال،
بل كابوسٌ صنعه الذين نسوا لماذا قاتلوا في الأصل.

وطن يتفكك

الأسوأ من كل ذلك، أن بلادنا تتآكل من الداخل.
ففي مختلف مناطق جنوب السودان، بات لكل مجتمع محلي قواته المسلحة الخاصة — تحت مسميات “الحماية المحلية” أو “الدفاع الذاتي” — لكنها في الواقع مليشيات قبلية نشأت لأن الحكومة فشلت في حماية مواطنيها.

لكل قبيلة الآن جيشها، وقادتها، وسلاحها — وأحيانًا أقوى من تسليح الجيش الوطني نفسه (SSPDF).
لم تعد لدينا دولة تُحكم بالقانون، بل فوضى متخفية في ثوب الدولة.

“عندما تصبح الحماية قبلية، تفقد الأمة روحها.”

أي وطن هذا الذي يُجبر مواطنيه على شراء الأسلحة لحماية أنفسهم؟
وأي قيادة تلك التي تشاهد المجتمعات تستعد للحرب بدلًا من بناء السلام؟
حين تتحول كل قبيلة إلى جيش، لا يبقى وطن واحد، بل شظايا وطنٍ ضائع.

خيانة الحلم

على الأقل في زمن الكفاح المسلح، كنا نعرف لماذا نقاتل.
كان الألم كبيرًا، لكنه كان يحمل معنى وغاية.
أما اليوم، فلا نرى سوى الخوف والارتباك وخيبة الأمل.

مدارسنا تنهار، مستشفياتنا بلا دواء، موظفونا بلا رواتب، وأطفالنا بلا تعليم أو أمل.
بينما أبناء المسؤولين يدرسون في الخارج بأموال منهوبة من عرق هذا الشعب.

الذين في السلطة يعلمون أن جيلًا متعلمًا سيطرح الأسئلة،
وأن المعرفة تصنع التغيير — والتغيير هو ما يخشونه أكثر من أي شيء آخر.

نداء لاستعادة الوطن

جنوب السودان يحتضر بين أيدينا.
حلم الشهداء يُدفن تحت أكوام الفساد والطمع.
لكننا — نحن الشعب — ما زلنا نملك القدرة على النهوض من جديد.

لقد آن الأوان لفصل المجرمين عن الثورة،
واستعادة اسم الحركة الشعبية وإعادته إلى معناه الأصيل: العدالة والوحدة والحرية.
يجب أن يتحول هذا الاسم من درعٍ للفساد إلى رمزٍ للأمل لجميع أبناء الوطن.

“إذا بقينا صامتين، فسيصبح صمتنا عارًا علينا.
أما إن تحركنا الآن، فسنستعيد وطننا وكرامتنا معًا.”

الختام

هذا الوطن ملكٌ لنا — لا للّصوص الذين اختطفوه.
ملكٌ للرجال والنساء الذين يحبونه ويؤمنون بسلامه ومستقبله.

فلنتّحد كشعبٍ واحدٍ، فوق القبائل والمناطق والانقسامات،
ولنطالب بقيادة تخدم الأمة لا نفسها.

إن مستقبل جنوب السودان لا يزال بين أيدينا —
إن امتلكنا الشجاعة لاستعادته.

العلاقات غير المتوازنة بين جوبا وبورتسودانأكول قرنق | رأيتعيش العلاقات بين جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان واحدة م...
13/10/2025

العلاقات غير المتوازنة بين جوبا وبورتسودان
أكول قرنق | رأي

تعيش العلاقات بين جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان واحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا وتناقضًا منذ الانفصال في عام 2011. فعلى الرغم من الجهود المتكررة التي تبذلها جوبا للحفاظ على مستوى دبلوماسي راقٍ وممارسة سياسة "حسن النية" تجاه الخرطوم، إلا أن ما يجري على أرض الواقع في السودان عمومًا يشير إلى عكس ذلك تمامًا.

في الأسابيع الأخيرة، تزايدت التقارير عن سياسات وممارسات تمييزية ضد مواطني جنوب السودان في مختلف المدن السودانية، من بورتسودان — العاصمة الإدارية المؤقتة — إلى الخرطوم، مدني، القضارف، والأبيض. هذه السياسات التي تُنفَّذ تحت إشراف سلطات بورتسودان تمثل انتهاكًا صريحًا للقوانين الإنسانية والأسرية والدولية، خصوصًا في ما يتعلق بترحيل أطفال جنوبيين أو احتجازهم دون أسرهم، أو التضييق على المقيمين واللاجئين منهم داخل السودان.

ورغم خطورة هذه الوقائع، لم تقدم الحكومة السودانية حتى الآن أي إيضاح رسمي، ولم تُبدِ نية جادة للتحقيق في تلك الانتهاكات أو التواصل الدبلوماسي حولها. والأسوأ من ذلك، أن السفير السوداني في جوبا، عصام كرر، لم يُستدعَ لتقديم توضيح رسمي بشأن هذه الممارسات، وكأنها أمور عابرة لا تستحق المتابعة.

هذا التجاهل ليس صدفة، بل يعكس نمطًا ثابتًا من التعامل غير المتوازن بين الدولتين: ففي حين تسعى جوبا إلى تهدئة الأجواء وتجنب التصعيد، تتعامل بورتسودان مع الملف الجنوبي بعقلية فوقية تفتقر إلى حسّ الجوار والمسؤولية الأخلاقية تجاه المقيمين على أراضيها.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد السودانيين الشماليين الذين لجأوا إلى أراضي جنوب السودان بعد اندلاع الحرب الأخيرة بين الجيش والدعم السريع تجاوز 350 ألف شخص، يعيش معظمهم في مناطق مثل واو، بانتيو، وراجا،اويل،جوبا، ويتلقون معاملة كريمة من السلطات والمجتمع المحلي. في المقابل، فإن عدد الجنوبيين الذين ما زالوا يقيمون في السودان بعد الحرب لا يتعدى 150 ألفًا، كثيرون منهم يعيشون في ظروف قاسية، ويواجهون خطر الاعتقال أو الترحيل القسري، فضلًا عن تقارير عن حالات تعذيب واختفاء قسري تم توثيقها من قبل منظمات حقوقية دولية.

إن ميزان المعاملة بالمثل بين البلدين أصبح مختلًا بشكل واضح. فبينما تفتح جوبا حدودها وتوفر المأوى والمساعدة الإنسانية، تمارس بورتسودان سياسات تقييد وانتقائية لا تنسجم مع الأعراف الدولية أو مبادئ حسن الجوار. وهذا الخلل لا يضر فقط بالعلاقات الثنائية، بل يقوّض الثقة الإقليمية، ويعيد إلى الأذهان الذاكرة المريرة لما قبل الانفصال، حين كانت قضايا التمييز والعنف ضد الجنوبيين من الأسباب الجوهرية لانهيار الوحدة.

إذا كانت بورتسودان ترى نفسها ممثلةً لدولة تسعى لبناء نظام جديد بعد الحرب، فعليها أن تُثبت ذلك بالأفعال لا بالشعارات: عبر التحقيق في الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين، وتوفير حماية قانونية وإنسانية للمقيمين الجنوبيين. أما جوبا، فعليها أن تتحرك دبلوماسيًا، وأن تستفيد من أدوات القانون الدولي والاتحاد الأفريقي للدفاع عن مواطنيها وضمان كرامتهم.

في نهاية المطاف، لا يمكن بناء علاقات سوية بين الشمال والجنوب ما لم تُبنَ على أساس الاحترام المتبادل، والمساواة في الكرامة، والاعتراف بالإنسان قبل الجنسية. فالسياسة التي تتجاهل إنسانية الآخر هي سياسة خاسرة مهما طالت أيامها.

ترحيل قسري للجنوبيين من الولايات السودانية اختبار جديد للعلاقات بين جوبا وبورتسودانكاك منكوير داو: | رايفي الوقت الذي يع...
12/10/2025

ترحيل قسري للجنوبيين من الولايات السودانية اختبار جديد للعلاقات بين جوبا وبورتسودان
كاك منكوير داو: | راي

في الوقت الذي يعيش فيه السودان من أكثر مراحله السياسية والإنسانية اضطرابًا، تفجر ملف جديد يهدد بإعادة العلاقات بين جوبا وبورتسودان إلى مربع التوتر والحذر.
فقد شهدت الأسابيع الأخيرة عمليات ترحيل قسري لعدد من مواطنين الجنوبيين مقيمين في السودان في خطوة أثارت صدمة واسعة داخل الأوساط السياسية والحقوقية، وأعادت إلى السطح تساؤلات مؤلمة حول مصير العلاقات بين الشعبين اللذين جمعتهم الجغرافيا وفرقتهم السياسة.

#ترحيل مفاجئ في توقيت حساس

الترحيل قسري للجنوبيين لم يكن حدثا عابر بل رسالة سياسية عميقة المعنى والتوقيت.فالسودان يعيش منذ شهور وضعا داخليا معقد وحكومة بورتسودان المؤقتة تحاول جاهدة فرض هيبة الدولة في ظل الفوضى الأمنية .وفي خضم هذا المشهد، اتخذت السلطات قرارًا بترحيل الجنوبيين المقيمين في عدد من الولايات، بدعوى "تطبيق القانون وتنظيم الإقامة”.

لكن المتابعين للشأن السوداني يرون أن هذا التبرير يفتقر إلى المصداقية والمنطق إذ أن غالبية المرحلين عاشوا في السودان لسنوات طويلة وبعضهم من مواليد الشمال الذين لم يعرفوا جنوب السودان إلا بالاسم.لذلك يذهب كثير من المحللين إلى أن القرار يتجاوز الإطار القانوني إلى رسالة سياسية موجهة إلى حكومة جوبا، وربما إلى قوى إقليمية يعتقد أنها تلعب دورًا في توازنات الحرب السودانية الراهنة.

#قانون بلا إنسانية

في جميع النظم السياسية يفترض أن يكون القانون خادمًا للإنسان لا سوطا في وجهه.
لكن في الحالة السودانية تحول القانون إلى اداة تبريرية لقرارات ذات طابع سياسي واضح تتجاهل البعد الإنساني والحقوقي تمامًا.

فالترحيل القسري دون إنذار مسبق أو دراسة لوضع الأفراد القانوني والاجتماعي يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، وتحديدا للمواد التي تحظر النقل القسري للأشخاص المقيمين بصورة شرعية أو المستقرين في بلد ما لسنوات طويلة.
بل إن مثل هذه الإجراءات تفتح الباب لأسئلة أكبر:

هل بات القانون في السودان يستخدم كغطاء للعجز السياسي؟
إن تنفيذ القرار بهذه الصورة القاسية يشير إلى أن السلطة تحاول تصدير أزمتها الداخلية عبر معاقبة الأضعف وهم الجنوبيون الذين يعيشون في أراضيها دون حماية سياسية حقيقية.

#رسالة سياسية بوجه إنساني مكسور

لا يمكن قراءة هذا القرار بمعزل عن المناخ السياسي المتوتر بين الخرطوم (بورتسودان حاليًا) وجوبا.
فمنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعددت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بشأن دعم الجنوب لأطراف معينة.وجاء الترحيل القسري، بحسب مراقبين، كرد غير معلن من بورتسودان محاولة لإيصال رسالة مفادها أن “السودان لا يزال يمتلك أوراق ضغط مؤلمة” يمكن توجيهها في أي لحظة.غير أن هذا النوع من السياسات لا يحقق مكاسب استراتيجية، بل يخلق جروحا،جديدة في ذاكرة العلاقة بين الشعبين.
فكل جنوبي يرحل قسرًا اليوم سيحمل معه شعورًا بالخذلان والمرارة، وسينقل هذه الذاكرة للأجيال القادمة، ما يهدد مستقبل التعايش الذي كان يفترض أن يبقى جسرًا بين
الدولتين لا ساحة انتقام سياسي.

#جوبا بين الحذر والصمت

في المقابل تتخذ حكومة جنوب السودان موقفا حذرا يقترب من الصمت.ورغم انتشار الأخبار عن عمليات الترحيل، لم يصدر أي بيان رسمي قوي من جوبا لا من رئاسة الجمهورية ولا من وزارة الخارجية.اقتصر الموقف على تصريحات مقتضبة تتحدث عن “التواصل دبلوماسي الهادئ” مع الخرطوم، دون إدانة أو تحرك علني لحماية المواطنين.
هذا الموقف أثار استغراب الشارع الجنوبي ونشطاء الذين يرون أن السكوت في مثل هذه المواقف ليس دبلوماسية بل ضعفا في الموقف الوطني.فوزارة الخارجية، التي يفترض أن تكون “صوت الدولة في الخارج”بدت غائبة عن هذا الموقف أو مترددة في التفاعل مع الأزمة، وكأنها تخشى أن يغضب ذلك الجانب السوداني.
ويرى مراقبون أن هذا الصمت يعكس أولويات السياسة الخارجية لجوبا، التي تضع المصالح النفطية والاقتصادية مع السودان في مقدمة الأولويات، حتى لو كان الثمن هو تجاهل الانتهاكات التي يتعرض لها الجنوبيون المقيمون في الشمال.

لكن هذا النهج كما يرى آخرون، قد يضر بصورة الدولة أكثر مما يحميها، لأن الدول تقاس بمدى قدرتها على حماية أبنائها والدفاع عن كرامتهم في أي مكان.

#الدبلوماسية الغائبة

غياب الدور الفاعل لوزارة الخارجية الجنوب سودانية في هذا الملف يطرح أسئلة مقلقة عن جاهزية الدبلوماسية الجنوبية للتعامل مع الأزمات العابرة للحدود.
فمن المفترض أن تبادر الوزارة إلى:التواصل الرسمي مع نظيرتها السودانية لمعرفة،تفاصيل القرار وأسبابه ترحيل قسري من حكومته .تشكيل لجنة مشتركة لمراجعة أوضاع الجنوبيين المقيمين في السودان.لكن شيئا من ذلك لم يحدث.ولذلك يصف بعض المحللين الموقف الجنوبي بأنه “صمت استراتيجي خطير” لأنه يضعف الموقف التفاوضي لجوبا في أي حوار مستقبلي حول العلاقات الثنائية.

العلاقات بين جوبا وبورتسودان من التعاون إلى التوتر

منذ انفصال جنوب السودان عام 2011، ظلت العلاقة بين البلدين رهينة التوازنات السياسية والمصالح النفطية.
فجوبا تعتمد على مرور نفطها عبر الأراضي السودانية، بينما تعتمد الخرطوم على الرسوم المالية التي تحصلها من هذا العبور.
غير أن هذه المصالح المشتركة لم تمنع تصاعد التوتر كلما اختلفت المصالح السياسية أو العسكرية.

#بين القانون والضمير

إن الأزمة الراهنة لا تتعلق فقط بترحيل مئات الأشخاص، بل تتعلق بمفهوم العدالة والضمير الإنساني في إدارة الدول.
حين يستخدم القانون لتصفية حسابات سياسية، يفقد القانون قيمته، وتفقد الدولة احترامها.وحين تصمت الحكومات عن معاناة مواطنيها خوفًا من خسارة تحالف سياسي أو صفقة اقتصادية، تفقد تلك الحكومات مشروعيتها الأخلاقية.

#خاتمة: مستقبل العلاقات في ميزان الإنسانية

في نهاية المطاف، تبقى الحقيقة واضحة:
لا يمكن بناء علاقة مستقرة بين جوبا وبورتسودان ما لم تبن
على أساس من الاحترام المتبادل للإنسان قبل المصالح.
فالحدود السياسية قد تفصل الدول، لكنها لا يمكن أن تفصل الضمير الإنساني ولا الذاكرة المشتركة لشعبين جمعهما النهر والمصير.الترحيل القسري للجنوبيين ليست أزمة قانونية فحسب، بل جرح سياسي وإنساني، إذا لم يعالج بالحكمة، قد يتحول إلى نقطة سوداء في تاريخ العلاقة بين البلدين.

وعلى حكومة جنوب السودان أن تدرك أن صوت الدبلوماسية لا قيمة له إن لم يكن صوتًا للإنسان، وأن الكرامة الوطنية تبدأ من حماية أضعف مواطنيها، لا من الصمت أمام معاناتهم

قيادة الجيش تأمر بدمج “قوات الحزام الأحمر” وتهدد المعارضة المسلحة بعقوبات عسكريةجوبا – عمق الحدث | تقرير إخباريأصدر المت...
12/10/2025

قيادة الجيش تأمر بدمج “قوات الحزام الأحمر” وتهدد المعارضة المسلحة بعقوبات عسكرية
جوبا – عمق الحدث | تقرير إخباري

أصدر المتحدث الرسمي باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF) اللواء لول رواي كوانق، بيانًا رسميًا اليوم الأحد، أعلن فيه جملة من الأوامر الصادرة عن رئيس هيئة الأركان الفريق أول د. بول نانق ماجوك، تتعلق بدمج جماعة “الحزام الأحمر” المسلحة، ونزع سلاح الميليشيات المحلية، إلى جانب توجيهات مثيرة للجدل طالت قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة (SPLA-IO).

أوامر بدمج “الحزام الأحمر” في صفوف الجيش

وفقًا للبيان، وجّه الفريق بول نانق جميع أعضاء حركة الحزام الأحمر بالانضمام إلى صفوف الجيش (SSPDF) بأسلحتهم الشخصية والداعمة، مشيرًا إلى أن لجنة خاصة ستُشكّل لاستقبالهم في معسكر ملوال شات بجوبا.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي “تقديرًا لدور أبناء الحزام الأحمر في حماية البلاد”، محذرًا من أن كل من يرفض الانضمام سيخضع لعملية نزع سلاح قسرية في أقرب وقت ممكن.

مهلة محددة لنزع سلاح الميليشيات في واراب

كما تضمّنت التوجيهات دعوةً إلى الشباب المسلحين في إقليم واراب الكبرى لتسليم أسلحتهم طوعًا خلال مهلة لا تتجاوز 21 يومًا إلى وحدات الجيش (SSPDF)، مشددًا على أن عدم الالتزام بالقرار سيقود إلى إطلاق حملة نزع سلاح قسرية شاملة، بمشاركة وحدات الجيش وقوات الأمن المشتركة، بهدف “فرض سيادة الدولة وإنهاء ظاهرة التسلّح الأهلي”.

تهديد مباشر لقوات المعارضة المسلحة (SPLA-IO)

وفي تصعيد غير مسبوق، أمر البيان عناصر SPLA-IO بالتوجه إلى أقرب معسكرات الجيش (SSPDF) “استعدادًا للمرحلة الثانية من تنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية”، مؤكدًا أن أي عناصر ترفض الامتثال “ستُعتبر قوات معادية وستواجه القوة الكاملة للجيش الوطني”.
ويُعد هذا التوجيه من أبرز القرارات التي أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية بجنوب السودان.

الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة تردّ: “ادعاء كاذب وحلم لن يتحقق”

في المقابل، أصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة (SPLA-IO) بيانًا صحفيًا شديد اللهجة بعد سويعات من صدور بيان الجيش، عبّرت فيه عن صدمتها واستغرابها من تصريحات SSPDF، ووصفتها بأنها “ادعاءات باطلة وأحلام لن تتحقق مطلقًا”.

وأكد البيان الصادر عن العقيد لام بول غابرييل، الناطق الرسمي باسم الحركة، أن SPLA-IO حركة وطنية مستقلة ذات هيكل قيادي واضح، تخضع مباشرةً لقيادة القائد الأعلى الدكتور ريك مشار تينج، الذي يقودها بصفته القائد العام.

وقال العقيد لام بول إن “الفريق بول نانق ينبغي أن يركّز على سياساته القبلية داخل SSPDF وألا يتجاوز حدوده وصلاحياته”، داعيًا جميع قوات الحركة إلى تجاهل التهديدات الزائفة الصادرة عن قيادة الجيش (SSPDF)، ومواصلة النضال التحرري الهادف إلى تحقيق سلام عادل وحقيقي لشعب جنوب السودان.

خلفيات سياسية وأمنية

تأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه البلاد تصاعدًا حادًا في التوترات الأمنية والسياسية، لا سيما بعد اتهامات وُجّهت إلى قوات الحزام الأحمر بتنفيذ عمليات انتقامية في ولايتي جونقلي وواراب.
ويرى مراقبون أن خطوة الجيش بدمج هذه المجموعات قد تُفسَّر كمحاولة لاحتواء الأوضاع الأمنية المتدهورة، لكنها في المقابل قد تفتح جبهة جديدة من الصراع مع فصائل المعارضة المسلحة، في ظل تعثّر تنفيذ اتفاق السلام المُنشّط (R-ARCSS) وتآكل الثقة بين الأطراف الموقّعة عليه.


📰 إعداد: وحدة التقارير والتحليل – عمق الحدث

رمية تماساقالة المدرب ليست حلاً ولكن الحل كيف نعد منتخباً وطنياً يتحلى بروح المنافسة ما بين الحلول السريعة إلى نهج الاست...
12/10/2025

رمية تماس
اقالة المدرب ليست حلاً ولكن الحل كيف نعد منتخباً وطنياً يتحلى بروح المنافسة ما بين الحلول السريعة إلى نهج الاستدامة والتأسيس الصحيح

بقلم: إبراهيم دي نيكير

لا يزال منتخب النجوم الساطعة يعاني من عُسر البدايات في محاولاته المتكررة للوصول إلى أدوار متقدمة في التصفيات المؤهلة لبطولتي كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم، فضلًا عن بقية المنافسات القارية.

منذ الوهلة الأولى، بدا واضحًا أن مشكلتنا ليست في الأداء داخل الملعب فحسب، بل في الاختيار الخاطئ لعناصر المنتخب الوطني. فعملية الاستدعاء لم تُبنَ على أسس موضوعية تضمن انتقاء أفضل وأصلب اللاعبين من خلال متابعتهم في الدوري العام والممتاز، حيث تبرز مواهب شابة واعدة قادرة على التطوير واستدامة العطاء لسنوات طويلة.

المؤسف أن قوائم المنتخب تضم بين الحين والآخر لاعبين غير مقيدين في أي نادٍ رياضي، بل يُستدعون من منازلهم! فكيف نرجو المنافسة بلاعبين يفتقرون إلى الانتماء الكروي ولا يمتلكون الحد الأدنى من الجاهزية الفنية والبدنية؟
الانتماء للأندية لا يعني فقط ارتداء القميص، بل يعني الالتزام، الحماسة، الانضباط، وسهولة التأقلم. فالأندية هي التي تصقل المهارات وتُؤطر الطاقات وتضع كل لاعب في مكانه الصحيح.

يضاف إلى ذلك عقدة المدرب الأجنبي، وصعوبة التواصل معه بسبب حاجز اللغة وضعف البنية التحتية والدعم المالي، ناهيك عن افتقار كثير من اللاعبين للمؤهلات الأكاديمية التي تساعدهم على الاستيعاب والتفاعل مع خطط التدريب الحديثة.

من هنا تتجلى الحاجة الماسة إلى تغيير عقلية البناء الرياضي، من الاعتماد على الحلول السريعة إلى نهج الاستدامة والتأسيس. فبدلًا من إقالة المدرب الفرنسي والبحث عن بديل جديد كل عام، ربما يكون الحل الحقيقي في العودة إلى نقطة البداية:
تأسيس أكاديميات رياضية ومدارس سنية تغذي المنتخبات الوطنية تحت 17 وتحت 20 عامًا، لتكون قاعدة صلبة للمنتخب الأول خلال خمس إلى سبع سنوات قادمة على الأقل.

كرة القدم ليست ضربة حظ، بل مشروع وطني طويل المدى يحتاج إلى تخطيط، صبر، وإرادة حقيقية.

البروفيسور جوك مدوت جوك يتهم الحكومة بانتهاج “سياسة القمع” ضد المواطنينجوبا – عمق الحدث وجّه الأكاديمي البارز البروفيسور...
12/10/2025

البروفيسور جوك مدوت جوك يتهم الحكومة بانتهاج “سياسة القمع” ضد المواطنين
جوبا – عمق الحدث

وجّه الأكاديمي البارز البروفيسور جوك مدوت جوك انتقادات حادة إلى حكومة جنوب السودان، متهمًا إياها بانتهاج سياسة القمع الممنهج ضد المواطنين، وتحويل مؤسسات الدولة إلى أدوات لخدمة مصالح فئة محدودة من المتنفذين على حساب الغالبية العظمى من الشعب.

وفي بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، عبّر البروفيسور جوك عن استيائه العميق مما وصفه بخيانة المبادئ التي قامت عليها مسيرة التحرر الوطني، قائلاً:

“لا شيء في هذا العالم أكثر إيلامًا من رؤية شعب جنوب السودان، الذي وُلدت دولته من مقاومة الظلم، يتحوّل إلى أداة بيد قلة من الجياع إلى السلطة، يستخدمونها لقمع الأغلبية وسلبهم حقوقهم الأساسية في العدالة والتعليم والرعاية الصحية والعيش الكريم، بل أحيانًا في الحياة نفسها.”

ولاقت تصريحاته تفاعلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والمواطنين عن تأييدهم لموقفه، معتبرين أن حديثه يعكس واقع الأوضاع المتدهورة في البلاد في ظل تفشي الفساد وتراجع الخدمات العامة وغياب المساءلة.

ويرى محللون أن تصريحات البروفيسور جوك تمثل صرخة فكرية جديدة من داخل النخبة الأكاديمية، في ظل تصاعد الانتقادات الشعبية لأداء الحكومة وتنامي الدعوات إلى إصلاح شامل يعيد للدولة توازنها ويستجيب لتطلعات المواطنين نحو العدالة والتنمية والاستقرار.

🔹 خلفية:
يُعد البروفيسور جوك مادوت جوك من أبرز المفكرين والباحثين في جنوب السودان، تولّى مناصب أكاديمية وإدارية مرموقة داخل البلاد وخارجها، ويُعرف بكتاباته الجريئة التي تتناول قضايا الحكم الرشيد وحقوق الإنسان، فضلاً عن مواقفه الداعية إلى فصل السياسة عن الولاءات القبلية وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس النزاهة والمواطنة المتساوية.

الإسلام السياسي حين يتخفّى خلف البساطةأكول قرنق| ردّ على تعقيب إبراهيم دي نيكيرقرأت بتأنٍ تعقيب الأستاذ إبراهيم دي نيكير...
12/10/2025

الإسلام السياسي حين يتخفّى خلف البساطة
أكول قرنق| ردّ على تعقيب إبراهيم دي نيكير

قرأت بتأنٍ تعقيب الأستاذ إبراهيم دي نيكير، المتحدث باسم المجلس الإسلامي في جوبا، على مقالي الأخير حول زيارة النجم السنغالي ساديو ماني، الذي رأى فيه البعض «بساطة إنسانية»، بينما رأيناه نحن من زاويةٍ مختلفةٍ، محكومةٍ بوعيٍ تاريخي وتجربةٍ سياسية عميقة لا يمكن تجاهلها أو اختزالها في سوء فهم.

أولاً: التجربة علّمتنا الحذر

حين نتحدث عن الإسلام السياسي، فإننا لا نستند إلى ظنونٍ أو تفسيراتٍ انفعالية، بل إلى تجربة تاريخية قاسية عاشها شعب جنوب السودان خلال فترات التمييز والهيمنة الثقافية والدينية في عهد السودان الموحّد.
كانت الدعوات في ظاهرها «دعوية» و«ثقافية»، لكنها حملت في باطنها مشروعًا واضح المعالم: الأسلمة والتعريب القسري للمجتمع.
وقد وثّقت هذه السياسات تقارير متعددة — منها تقرير هيومن رايتس ووتش 1990 ومنظمة العفو الدولية 2002 — التي بيّنت كيف تم تسييس الدين في إدارة الشأن العام، وتحويله إلى أداة لإقصاء الآخر.

إذن، فالحذر ليس خصومة دينية، بل وعي سياسي نابع من ذاكرة جمعية مثقلة بالتجارب.

ثانياً: الإسلام كدين شيء، والإسلام السياسي شيء آخر

ما ننتقده الإسلام السياسي الذي يوظّف الدين كأداة للتمكين الأيديولوجي.
هذا ما فعله حسن الترابي في السودان، وراشد الغنوشي في تونس، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. كل هذه التجارب انتهت إلى صداماتٍ مع مجتمعاتها لأنها خلطت بين قداسة النص ومصالح التنظيم.

ثالثاً: الكبسولات الناعمة... البدايات الصغيرة للمشاريع الكبرى

حين تحدّثتُ عن “الكبسولات الصغيرة” في مقالي السابق، لم أقصد التهوين أو السخرية، بل توصيف لآلية تسلل الفكرة الأيديولوجية إلى المجال الاجتماعي.
التاريخ يثبت أن الإسلام السياسي لم يبدأ أبدًا بالمنابر الصريحة، بل عبر الأنشطة الاجتماعية والرموز الشعبية والمساعدات الإنسانية، ثم ما يلبث أن يتحول إلى نفوذ ثقافي فتمكين سياسي.
وهذا ما جرى في نيجيريا (شمالها)، والسنغال، ومالي، والسودان في الثمانينات، حيث استخدمت المنظمات الدعوية العمل الخيري كغطاء للتوسع العقائدي والسياسي.

من هنا جاء تحذيري: ليس رفضًا للقاءات أو مبادرات الخير، بل رفضًا لتغليف الأيديولوجيا بالعمل الاجتماعي.

رابعاً: المجلس الإسلامي في جوبا... مؤسسة وطنية أم واجهة أيديولوجية؟

لا أحد ينكر أن المجلس الإسلامي في جنوب السودان مسجّل رسميًا ويعمل ضمن القانون، لكن هذا لا يعفيه من المساءلة الفكرية والسياسية، خصوصًا عندما تظهر مؤشرات على محاولات لصياغة هوية دينية في بلدٍ تأسس على مبدأ المواطنة المتساوية والتنوع الديني والثقافي.
إن الوطنية الحقة لا تُقاس بعدد المدارس أو المساجد التي تُبنى، بل بمدى احترامها للمسافة الفاصلة بين الدين والدولة.

لقد رأينا كيف بدأت المشاريع المماثلة في بلدان أخرى، بشعارات «السلام والخير»، ثم انتهت إلى انقسام مجتمعي وصراعات مذهبية. وهذا ما لا نريد أن يتكرر في جنوب السودان.

خامساً: رسالة إلى المجتمع الدولي والسلطات الوطنية

نحن نثمّن جهود كل من يسعى إلى السلام، لكننا نطالب السلطات بمراجعة وتفعيل قانون الجمعيات والمنظمات 2013 الذي ينص على ضرورة أن تعمل المنظمات الدينية بشفافية مالية وفكرية، وألا تمارس أنشطة سياسية مقنّعة.
كما ندعو بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) لمتابعة ظاهرة التغلغل الدعوي الأيديولوجي في القطاعات الرياضية والثقافية، خصوصًا عندما يتم استغلال رموز مثل ساديو ماني في رسائل غير مباشرة.

سادساً: ساديو ماني... الرمز الإنساني لا الدعوي

نحن نحترم النجم الإفريقي الكبير ونقدّر أعماله الخيرية، لكننا نرفض أن يتحول إلى أداة رمزية لتبييض مشاريع أيديولوجية.
فما يقدّمه ماني من خير وإنسانية مصدر فخر لكل إفريقي، وليس حكرًا على دين أو ثقافة بعينها.
إن تحويل الزيارة إلى منصة «تطبيع ديني سياسي» هو ما أثار مخاوفنا، وهو ما يجب أن يُناقش علنًا لا أن يُخفى تحت ستار “سوء الفهم”.

يا صديقي إبراهيم، لسنا في معركة “دين ضد دين”، بل في معركة وعي ضد توظيف الدين.
إن ما ندعو إليه هو يقظة فكرية تقي بلادنا من التكرار المأساوي لتاريخٍ عرفناه جيدًا.
وإذا كان المجلس الإسلامي يؤمن حقًا بالحوار والتعايش، فليبدأ أولًا بالاعتراف بأن فصل الدين عن السياسة ليس عداوة، بل ضمانة للسلام الأهلي.
تحياتي

يا أدوت.. ليست بالأحضان وحدها تهدئ النفوس.!!مقال رأي | عبير قاركوثمَن يمر على صورها التي تطفو بوسائل التواصل الإجتماعي ي...
12/10/2025

يا أدوت.. ليست بالأحضان وحدها تهدئ النفوس.!!
مقال رأي | عبير قاركوث

مَن يمر على صورها التي تطفو بوسائل التواصل الإجتماعي يومياً، وهي تقف بمعية آخرين وتبتسم بخبث فيما تتصنّع التواضع، يظن أن أدوت سلفا كير ربما قرّرت بطريقتها الخاصة كمبعوثة رئاسية تُعنى ببرامج خاصة أن تجري مسحاً شاملاً لسكان جنوب السودان البالغ عددهم نحو اثني عشرة مليون نسمة، وذلك من خلال التصوير مع كل منهم، حتى يتسنّى لها إنجاز مهمة التعدّاد السكاني المقرّر إجراؤه قبل الإنتخابات المقبلة. هل من الضير بعد الآن لو أن النشّالين الذين جرّت تسميّتهم في جوبا بـ(الترونتوز) دعوها للتصوير معهم حتى تعيش لحظات التفاهة المستحبّة لها في وسطهم؟

ربما تسألني يا القاريء العزيز عما تريده أدوت بالضبط وهي تقضي نهاراتها الطوال بحثاً عن أشخاص تتصوّر معهم، لكنني للأسف مثلك، لا أدري: هل أرادت أن تدقّق وجوه الجنوبيين العابسة من خلال تلك الصور، لتفهم سبب البلاوي الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه؟ أم تريد أن تتحايل عليهم لتقتحم قلوبهم بتلك الأحضان الموثقة بالصور وكأنها تتضامن معهم في محنتهم المختلقة من قبل أبيها الذي أوصل البلاد إلى الحضيض حتى يظنوا إنها مختلفة عنه؟ هل ما تقوم به ربما يقع في إطار دروس خصوصية مُجبّرة على تلقينها، لطالما أجلسها والدها على ذلك الكرسي لتتعلّم القيادة؟

في رأيي، لا أحد منا بمقدوره أن يفهم الهدف الخفيء من وراء ما تقصده إبنة كير إلا نفسها، ما دام اختلفت في التعاطي مع الأمور حتى مع سلفها الدكتور بول ميل الذي علّم نفسه الرماية على ذلك المقعد الرفيع من قبل ومع ذلك لا يزال يخطئ كثيراً. بطريقةٍ ما تحسسّنا الأميرة أدوت أن هدفها الرئيسي هو التضامن مع مختلف الفئات المُرزحة تحت وطأة المعاناة، بمن في بينهم بعضاً من آباء التحرير الذين رماهم والدها على سلة النسيان، وهنا تطرح عدداً من الأسئلة نفسها بإلحاح شديد.

مَن الذي همش الفئات التي تحاول أدوت سلفا كير التضامن معهم بتلك الإبتسامات الغامضة؟ وإذا أرادت أن تضيف شيئاً على ميزان حسناتها الفارغ أصلاً، فلماذا لا تجري من بيتها أو مكتبها الكائن بجوار مكتب والدها بعضاً من الإصلاحات الجذرية للممارسات غير المسؤولة التي يدفع مثل هؤلاء المساكين الآن ثمنها غالياً، حتى تقيء نفسها شر الشمس التي ظلت تلسعها وهي تبحث عنهم؟ هل يكمُّن بلاوي جنوب السودان في عدم تضامن بنات الأكابر صورياً مع الفئات المهمشة؟

نعم، كتبها أحدهم من قبل بحائطه الفيسبوكي، أنه من المؤسف أن ثمار الشجرة التي كان يهزها الجنوبيين السودانيين بمختلف مكوناتهم الإجتماعية لخمسة عقود باتت مُحتكرة الآن لفئة قليلة من آباء الإستقلال وأسرهم، فضلاً عن أصهارهم من أمثال بول ميل. أما الأكثر إيلاماً في رأيي أن يبدأ آباء الإستقلال الآن بنقل حقوق جمع هذه الثمار اليانعة لأبناءهم وبناتهم، بعد أن خارت قواهم الجسدية والعقلية على حد سواء.

أما المحزن من كل ذلك، فهو ألا يجد شبابنا الأكثر اقتداراً من الورثة الجُدد طريقة مناسبة للاحتجاج على ما يحدث في جنوب السودان اليوم إلا البكاء سراً خوفاً من مصير مجهول ينتظرهم تحت إدارة حمقى لا يحملون أي مؤهل لقيادة الدولة سوى القدر الذي جعلهم أبناءاً أو بناتاً لأولئك المحاربين القدامى الذين خطفوا جنوب السودان في وضح النهار. هل من طريقة في رأيك أصدق من البكاء، ويمكن لشبابنا المزفرين غضباً الآن أن يعبرّوا بها عن احتجاجهم على هذا الاستهبال السياسي؟

صحيح أن دهاء سلفا كير سيكون هو الميراث الذي ستنفرَّد به أدوت من بين إخوتها، ولكن استخدامه في اقتحام المؤسسات بهدف التقاط الصور فقط مع منتسبيها لم ولن يكون هو المطلوب منها. بل أن تستعمله بمسؤولية، وهي تودع إلى البنوك أولاً كل الأموال المختزنة في حاويات مكيّفة بدءاً من بيت أبيها، حتى ينتعش الإقتصاد قليلاً. ولو أرادت أدوت أن تبذل قصاري جهودها لإثبات نفسها، فعليها أن تحقن إتفاقية السلام الراقدة الآن في براد الموتى بمحلول سري تعيدها إلى الحياة، فهي مؤهلة للقيام بمثل هذا الدور المسؤول كونها إبنة سلفا كير الذي أوصل البلاد والعباد إلى هذا القاع السحيق.

في مقالة التهنئة التي تملّق فيها أتينج ويك أتينج كثيراً عبر حائطه الفيسبوكي لأدوت، بمناسبة وصولها إلى تلك المكانة الشاهقة، سقطت نصيحة مهمة كان للكاتب أن يسديها لإبنة الرئيس. فالشعبية التي تبحث عنها لن تحصل عليها وهي تضيّع زمنها في التباهي بمكانة قيادية لم تصلها إلا بمروحية، ما لم تعلم أن المسألة تتطلّب منها تلبية المتطلبّات الحياتية، الاقتصاديَّة والخدميَّة. ولو أن أدوت تمتلك فعلاً الامكانيات التي زعم بها أتينج في مقالته تلك، لوظفتها منذئذٍ بدلاً من ضياع الزمن في التبُّرج فيما يُنتظر منها إعادة المياه إلى مجاريها عبر تسوية سياسية بين كير ومشار، وإن لم يُعد مفتاح الـ13 الذي جرفته تلك المياه إلى مكانه.

آخر الكلام؛ على أدوت سلفا كير المُكلفّة من والدها بإدارة برامج خاصة لا نعرف ماهيتها، وتنفق وقتها الثمين في البحث عن أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم، وليس لسبب سوى التقاط الصور معهم، وهي تحضنهم بحنية مشكوك فيها، أن تفهم أن محمد البوعزيزي التونسي لم يشعل النارَ في نفسه احتجاجاً على عدم حصوله على حضن دافيء من إبنة زين العابدين بن علي حين كان يبيع تلك الفواكه اللذيذة، أو لأنه لم يتمكّن من التقاط صورة بمعيتها. لقد فعلها البوعزيزي على العكس من ذلك، لانعدام الحياة الكريمة التي توّفر له الرزق وتصون كرامته من التسوُّل بشوارع تونس العريضة.

ليس ردًا على عبير، ولكن..!ويلسون ديفيد وون | تعقيببتاريخ الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025م، نُشر في صحيفة عمق الحدث الإلكتر...
11/10/2025

ليس ردًا على عبير، ولكن..!
ويلسون ديفيد وون | تعقيب

بتاريخ الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025م، نُشر في صحيفة عمق الحدث الإلكترونية مقالٌ بعنوان:
«برافو فوت... عفوًا بول ميل»، بقلم كاتبة رأي تُدعى عبير قاركوث.
ومن خلال اطلاعي على المقال، فوجئتُ بذكر اسمي ضمن سياق السرد، الأمر الذي أثار دهشتي واستغرابي، إذ لا أذكر أنني تربطني بالكاتبة معرفة سابقة، مما استدعى التوضيح والقراءة المتأنية لما ورد في النص.

وجاء في الاقتباس الذي أوردته الكاتبة ما يلي:

> "كان تعبان هو من أوصى بتكليف فوت بقيادة تجمع شباب الحركة الشعبية في المعارضة، بل وحماه من حملات التنمر التي كان يتعرض لها من أمثال: ويلسون ديفيد، الذين كانوا ينزعجون من ثقافته الشرق أفريقية طالما لم يكن خرطوميًا مثلهم."

انتهى الاقتباس.

---

أولًا:
إنَّ التنمر – في جوهره – هو سلوك يقوم على التقليل من شأن شخص ما، عبر إلصاق صفات سلبية تُعدّ معيبة اجتماعيًا، وتوظيفها في إطار حملة منظمة للتشهير أو الحط من القدر.
وحين يرد الاتهام بأنني قدت "حملة تنمر"، فذلك يفتح تساؤلات عدة:

1. هل كان السيد فوت كانق يعاني من مشكلة جسدية أو نفسية أو ذهنية جعلته هدفًا للتنمر؟
إن كانت الإجابة نعم، فعلى الكاتبة توضيح ذلك بموضوعية، وهو ما يتناقض مع الطابع العاطفي والمادح الذي اتسم به مقالها، والذي بدا – في بعض جوانبه – أقرب إلى الإعجاب الشخصي الممزوج برومانسيةٍ ظاهرة، ربما تنطوي على أبعادٍ عاطفية أو اجتماعية، خاصة وأن الشخص محل الإشادة متزوج ومستقر أسريًا.

2. أمّا إذا كانت الإجابة لا، فلا وجه إذن للحديث عن التنمر، سوى كمحاولة غير منضبطة منهجيًا لإحداث مقارنة مصطنعة بين ما سمّته الكاتبة "الثقافة الشرق أفريقية" و"الثقافة الخرطومية".

وهنا مكمن الخلل المعرفي؛ لأن الثقافة – في معناها الأنثروبولوجي والإبستيمي – هي منظومة متكاملة من القيم والعادات واللغة والدين وأنماط السلوك التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوًا في مجتمع ما.
ومن ثم، فلا وجود لما يُسمى بـ"الثقافة الخرطومية"، إذ إن الخرطوم مدينة متعددة الثقافات، كما لا يصح إطلاق مصطلح "الثقافة الشرق أفريقية" بمعزل عن حقيقة أن السودان نفسه يُعد جزءًا من شرق إفريقيا.
ما أوردته الكاتبة يدخل إذن في إطار التضخيم اللفظي للمفاهيم وملء النص بكلمات لا تضيف قيمة معرفية.

---

ثانيًا:
فيما يخص معرفتي بالسيد فوت كانق، فقد جمعتنا علاقة رفاقية في إطار الحركة الشعبية لتحرير السودان، حين كان يشغل منصب مساعد في مكتب نائبة الأمين العام آنذاك الرفيقة أن أيتوا.
كما عملنا سويًا في تجمع شباب الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، حيث كان هو رئيس التجمع العام، وكنتُ أرأس التجمع الفرعي بجمهورية السودان.
وخلال تلك الفترة، سادت بيننا علاقات احترام وتقدير متبادل، ولم تسجل بيننا أي خلافات أو خصومات شخصية.

---

أخيرًا:
إلى الكاتبة عبير – وهذا الاسم الذي يحمل في طياته دلالات ثقافية تكشف عن نمطٍ من إعادة الإنتاج الثقافي الذي ما زال يُكبّل بعض العقول.
أدعوها إلى التوقف عند ما طرحه مفكرو التيار البان أفريكانزم من أدوات فكرية تساعد على التحرر من هذا القيد الذاتي، إذ أجد نفسي اليوم أكثر تعافيًا بفضل هذا “المحلول السحري للتحرر”.
وأقترح – على سبيل الدعابة الهادفة – زيارة مركز الأفروعمومية للدراسات والترجمة في حوبا، فهو مركز جميل لمن يسعى إلى التعافي من أمراض “البارادايم” القديمة.
ولكِ أن تتخذي اسمًا جديدًا يرمز للسلام، مثل نيمال قاركوث، فهو – برأيي – أكثر انسجامًا وبهاءً من “عبير”... مجرد مقترح من ضمن جرعة العلاج الثقافي.

---

بطاقة تعريف:
الاسم: ويلسون ديفيد وون
الصفة: عضو بحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان
المهنة: أستاذ بمعهد التدريب السياسي وإعداد القادة – الحركة الشعبية لتحرير السودان
الاهتمام: مهتم بالقضايا الإفريقية.

تقديري :
ويلسون ديفيد وون

Address

Bowditch
Darwin City, NT
0810

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when عمق الحدث posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to عمق الحدث:

Share