
22/09/2025
كيث سابسفورد: هروب تحول إلى مأساة
في صباح يوم 22 فبراير 1970، كان مطار سيدني الدولي يشهد حركة اعتيادية، لكن وسط هذا المشهد الطبيعي، كان هناك صبي صغير يُدعى كيث سابسفورد لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، يحمل في قلبه رغبة جامحة في الهروب من واقعه.
أرسله والده قبل أسبوعين إلى مؤسسة للشباب ليتعلم الانضباط ويبتعد عن مشاكله، لكن روح المغامرة داخله لم تهدأ. ترك كل شيء خلفه واتجه نحو المطار، كأنه يبحث عن طريق آخر يقوده بعيدًا عن حياته الروتينية.
عند وصوله، وجد أمامه طائرة ضخمة تابعة لشركة Japan Airlines من طراز دوغلاس دي سي-8 متجهة إلى طوكيو. بالنسبة لطفل متمرد مثله، لم تكن تلك مجرد طائرة، بل كانت بوابة نحو مغامرة مجهولة. تسلل خلسة إلى المدرج، واختبأ في المكان الأكثر خطورة: حجرة عجلات الهبوط.
لم يكن يعلم أن هذا القرار سيكتب نهايته.
بعد إقلاع الطائرة وارتفاعها في السماء، كان كيث متشبثًا داخل الحجرة، يظن أنه وجد طريقه إلى الحرية. لكن فجأة، وعلى ارتفاع يقارب 60 مترًا (200 قدم)، تحركت العجلات وفتحت الحجرة، ليسقط جسده الصغير في الفراغ، متدحرجًا نحو الموت على الفور.
الأغرب أن هذه اللحظة المأساوية لم تمر دون أن تُوثق. كان هناك مصور يُدعى جون غيلبين، يقف على بعد مسافة من المطار، يختبر عدسته الجديدة ويلتقط صورًا عشوائية للطائرات. وبين لقطاته، التقطت عدسته لحظة سقوط كيث، لتصبح الصورة شهيرة وتخلد قصة هروب تحولت إلى مأساة لا تُنسى.
هذه الحادثة المؤلمة تُظهر المخاطر الكبيرة التي يواجهها الأشخاص الذين يحاولون السفر خلسة في أماكن خطرة مثل حجرة عجلات الهبوط، كما تبرز أهمية تعزيز إجراءات الأمان في المطارات لمنع وقوع مثل هذه الحوادث.