15/10/2025
منبر واحة الفكر والإبداع: يقيم جلسة تأبين للشيخين تجاني كندل وعليش عووضة
أقام منبر واحة الفكر والإبداع: يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، بمقر الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد بالدائرة الخامسة للعاصمة أنجمينا، جلسة تأبين للشيخين تجاني كندل الأمين ومحمد عليش عووضة، رحمهما الله، تخليدا لذكراهما وإحياء لسيرتهما العلمية والدعوية.
استهلت الجلسة بكلمة للدكتور حسب الله مهدي فضله: قدم فيها نبذة توضيحية عن معهد أم سيوقو وسيرة مؤسسه الشيخ محمد عليش عووضة رحمه الله، مبينا أنه ينتمي إلى أسرة عُرفت بالعلم والتدين.
ولد الشيخ في عام 1906 – وفي روايةٍ أخرى عام 1912 – بمدينة أبشة، حيث تلقى تعليمه الأولي، ثم هاجر مع أخيه سليم إلى السودان لمواصلة تعليمه، وبعد نيله الشهادة الثانوية سافر إلى جمهورية مصر العربية لتلقي العلم هناك، حيث أظهر تفوقا لافتا في دراسته.
وبعد تخرجه، عاد إلى أبشه لينقل المنهج العلمي الذي درسه، في مرحلة صعبة أعقبت مذبحة الكبكب التي نفذها المستعمر الفرنسي عام 1917، واستهدفت العلماء بهدف القضاء على الثقافة العربية والإسلامية في تشاد وإحلال الثقافة الفرنسية محلها.
وأوضح المتحدث: أن الشيخ عليش عووضة كان من رموز المقاومة العلمية والثقافية، التي واجهت الغزو الفكري للمستعمر، مؤسسا من خلال معهد أم سيوقو حركة إصلاحية تجديدية هدفت إلى تصحيح مظاهر الخلل في المجتمع المسلم آنذاك.
أما الدكتور أبه حامد هارون: فقد تناول في كلمته سيرة الشيخ تجاني كندل الأمين محمد آدم، المولود بمدينة أبشة نحو عام 1935 – 1936.
توفي والده وهو في عامه الثاني، فنشأ في كنف والدته حواء إبراهيم بريمة، وتربى مع إخوته، وكان محبا لعماته كثير الزيارة لهن.
نشأ الشيخ تجاني في أسرة اشتهرت بقراءة القرآن، وكان جده القوني الأمين من تجار المواشي، وحفر عددا من الآبار التي لا تزال آثارها باقية حتى اليوم.
التحق الراحل بـ معهد أم سيوقو عام 1949، ونال الشهادة الابتدائية منه عام 1964، وتتلمذ على أيدي عدد من العلماء في علوم الفقه.
عمل في التجارة وسافر إلى عدة دول، ثم عاد عام 1969 لمواصلة دراسته بالمعهد.
وألقى الأستاذ ياسر تجاني "ممثلاً عن أسرة الشيخ تجاني كندل": كلمةً عبر فيها عن شكره العميق لأعضاء الاتحاد ومنبر واحة الفكر والإبداع على هذه اللفتة الكريمة، سائلا الله تعالى أن يتغمد والده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، مؤكدا أن والده كان معلما فاضلا ورجلا صالحا تقيا، عُرف بحسن الخلق وطيب المعشر وصلة الرحم والكرم والتواضع.
وأشار إلى أن من أبرز وصاياه لأبنائه المداومة على قراءة القرآن، وصلة الأرحام، وإدخال السرور على المكلومين، ومد يد العون للمحتاجين.
من جانبها، ألقت السيدة نعيمة موسى عبد المعطي"المتحدثة باسم أسرة الشيخ عليش عووضة": كلمة شكرت فيها الاتحاد وكل القائمين على تنظيم هذا التأبين، مؤكدة أن المجتمع التشادي يفخر بالشيخ محمد عليش عووضة لما قدمه من جهود في الدعوة الإسلامية، وأن معهد أم سيوقو يُعد مفتاحا أساسيا للتعليم الديني في أبشه، حيث تخرج منه كثير من العلماء الأوائل.
وأضافت أن الكتب الدينية التي ألفها الراحل ما تزال تُدرس للأبناء في المدارس وتعد مرجعا للباحثين وطلاب العلم.
وفي ختام الجلسة، كرم الاتحاد: أسرتي الشيخين بشهادات وفاء وتقدير، عرفانا لجهودهما المباركة وإسهاماتهما العلمية والدعوية في ترسيخ قيم الإسلام والعلم في المجتمع التشادي.
المصدر : صحيفة السلام
تغطية: مريومة إدريس عمر