09/08/2025
في انتظار 300 مليار
عن الاستاذ منير المنيري
المواطن في تارودانت صار معذبا شتاء وصيفا، في الشتاء عندما تغرق الأحياء العتيقة في مياه الأمطار، وتتهاوى الأسوار، وتتوقف الحركة في بعض الطرق الرئيسية بجنبات المدينة، والصيف لانعدام الفضاءات الخضراء، من حدائق وغابات ومتنزهات، وساحات مؤهلة للفرجة والترويح عن النفس.
كيف يعقل يا ساسة الزمان أن حي لاسطاح( المدينة الحديدة) بتجزئاته وكلياته وشركاته بدون حديقة ولا منتجع ولا ساحة.
كيف يعقل يا مدبري الشأن المحلي أن حي المعديات وبلاقشاش والمحايطة بكثافتهم السكانية بلا مأوى أخضر.
كيف يعقل أن حي سيدي بلقاس والزرايب وأولاد بنونة بدون حديقة ولا متنفس.
كيف يعقل يا ساسة المكان أن الحديقة الوحيدة بالمدينة تموت أشجارها واقفة ومنحنية.
هذا بالإضافة إلى أحياء وأحياء تعيش بؤسا من حيث الاكتظاظ وانعدام فضاءات خضراء.
من صمم التجزئات، ومن صمم المدينة الجديدة، من عقد الصفقات، من أباح المدينة لكل غريب ومسترزق، كيف يعقل أن يظل المسبح البلدي هو المسبح الرسمي الوحيد بالمدينة منذ عهد تمود، هذا إذا استثنينا المسبح الأولمبي الخاص والذي فوت للخواص، أين انخراط المجالس الجماعية المتعاقبة على المدينة، هي لم تفكر لا في الصيف ولا في الشتاء؟ كل همها هو سياسة الترقيع إلى متى؟ وبينما مدن تصحو في ولاية أو أقلها فتنشئ المساحات الخضراء، وتفتح الأبواب للمستثمرين لإنشاء محطات للترفيه ومسابح ومنتجعات، تظل تارودانت غارقة في تجاذبات سياسية تقليدية، واهية، المستفيد منها هو المسؤول بالدرجة الأولى لأنه يرجئ أي شيء للمستقبل (غادي نديرو غاظي نديرو) فيما لم يقع شيء على أرض الواقع، لقد كنا صبية ونحن نسمع بالمحطة الطريقية الجديدة، وبالسوق الجديد، وبتأهيل المدينة العتيقة وها نحن نكبر وتتوالى السنوات بالعشرات ولم نر شيئا، كل ما رأيناه هو ترقيع، وترقيع، ثم طمس، ثم آمال مع كل حملة انتخابية، ثم إقبار. فإلى متى تظل المدينة هكذا نعذب فيها شتاء وصيفا؟