01/10/2025
.
في الزمن البعيد حيث لا ليل أو نهار، ولا شمس أو قمر، ولا حقول خضراء أو رمال ذهبية، استلقى رانجي، أبونا السماء، في أحضان بابا، أمنا الأرض. ظلا ملتصقين ببعضهما حقبا طويلة، وكان أبناؤهما يتلمسون طريقهم بينهما كالعميان. لم يكن في العالم الذي عاش فيه أبناء رانجي وبابا أي نور، فتاقوا إلى الحرية، وإلى رياح تهب على رؤوس التلال، وإلى نور يدفئ أجسادهم الشاحبة.
وأخيرا صار التصاق هذا العالم الضيق لا يطاق، فزحف أبناء الأرض والسماء عبر أنفاق أرضهم الضيقة وكهوفها ليعقدوا اجتماعا. جلسوا حيث كانت بضع أشجار تتمدد نحو السماء وتلتوي أغصانها بأشكال غريبة.
ما العمل؟ تساءل أبناء الآلهة. «هل نقتل أبانا وأمنا وندخل النور؟ أم نفصلهما عن بعضها؟ علينا أن نفعل شيئا، لأننا لم نعد أطفالا نتعلق بأمنا».
دعونا نقتلهما، قال توماتاونغ.
نهض تاني ثم اعتدل حتى لامس رأسه السماء المتدلية، وقال، لا، لا يمكننا أن نقتلهما. فهما أمنا وأبونا. دعونا نفرق بينهما. دعونا نلق بالسماء بعيدا ونعش قريبا من قلب أمنا. قال هذا لأنه كان إله الشجر الذي يستمد غذاءه من التربة.
وافق جميع إخوته إلا تاوهيري ماتيا، أبو الرياح. كان يزعق بصوت حاد وهو يواجه أخاه.
رد عليه بشراسة، هذه فكرة خائبة. نحن نختبئ هنا بأمان حيث لا يطالنا أي أذى. ومن فمك خرجت هذه الكلمات، إنهما أبونا وأمنا، فإياك، يا تاني، وهذا الفعل المشين.
ضاعت کلماته وسط ضجيج الآلهة الآخرين الذي راح يتعالى في المكان المحصور، «نريد نورا. نريد متسعا من المكان نبسط فيه أطرافنا المقيدة. نريد مكانا نسرح فيه ونمرح».
👑🖍✔️