22/10/2025
قبرص في قلب المخطط الدولي المتعلق بالمركبات الفاخرة المسروقة
تعد قبرص من بين الدول الخمس الأولى التي تستقبل المركبات المسروقة من المملكة المتحدة، وفقًا للبيانات التي نشرتها Thatcham Research، بالتعاون مع خدمة استخبارات جرائم المركبات الوطنية (NaVCIS).
وتُظهر البيانات أنه في الفترة 2021-2024، كانت دول المقصد الرئيسية هي جمهورية الكونغو الديمقراطية (38.5%)، والإمارات العربية المتحدة (20.1%)، وقبرص (6.7%)، وجامايكا (5.7%)، وجورجيا (5.1%).
قبرص كمركز لقطع الغيار
وبحسب البحث، تظهر قبرص كدولة رئيسية لحركة سيارات الدفع الرباعي الفاخرة والشاحنات الصغيرة وقطع الغيار، وذلك بسبب حقيقة أنها تسير على اليسار، مثل المملكة المتحدة، ولكن أيضًا لأنها تعمل كبوابة إلى أسواق البحر الأبيض المتوسط الأخرى.
المواصفات العالية للسيارات البريطانية تجعلها جذابة بشكل خاص للسوق القبرصي، حيث لا يتوفر سوى عدد محدود من السيارات المستعملة ذات القيادة اليمنى. في الوقت نفسه، تستغل المنظمات الإجرامية الموقع الجغرافي للجزيرة لإعادة بيع قطع الغيار أو إعادة تصديرها إلى دول ثالثة.
العصابات المنظمة ذات الشبكات الدولية
على الرغم من أن المملكة المتحدة تتمتع بأعلى معايير أمن المركبات في العالم، إلا أن سيارة سُرقت كل خمس دقائق في عام 2024. وتُظهر الأبحاث أن العصابات المنظمة تمتلك الآن معدات إلكترونية متطورة واتصالات دولية وشبكات نقل، مما يجعل معالجة هذه الظاهرة صعبة بشكل خاص.
أكثر من 50% من المركبات التي تم تحديدها جاءت من مصنعين متميزين وفاخرين، في حين أن 79% منها كانت من سيارات الدفع الرباعي، وهو ما يسلط الضوء على الطلب الكبير على هذا النوع من المركبات.
العوامل التي تغذي السوق غير المشروعة
تعزو مؤسسة Thatcham Research الزيادة في هذه الظاهرة إلى:
نقص قطع الغيار والتأخير في التسليم،
الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات في دولة الإمارات العربية المتحدة،
التطورات الجيوسياسية المؤثرة على العرض والطلب،
وارتفاع قيمة سيارات الدفع الرباعي والبيك اب في السوق السوداء.
وفي حالة قبرص، بالإضافة إلى الطلب المحلي، يلعب موقعها الجغرافي كمحطة وسيطة لنقل المركبات والمكونات إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضًا دورًا مهمًا.
قال ريتشارد بيلفيلد، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة Thatcham Research: "لقد تعززت الأمن، لكن الجريمة المنظمة تتطور".
لقد اختفت تقريبًا سرقات الهواة التي كانت شائعة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. لكن جماعات الجريمة المنظمة التي حلت محلها تمتلك الآن التمويل والتكنولوجيا والشبكات الدولية.
كما أكد على ضرورة توثيق التعاون بين الحكومات وشركات التأمين والمصنّعين للحد من هذه الظاهرة، مقترحًا تعطيل المركبات المسروقة عن بُعد، مما يزيد من صعوبة إعادة استخدام قطع الغيار.
خسائر التأمين 640 مليون جنيه إسترليني في عام 2024
في عام 2024، دفعت شركات التأمين في بريطانيا 640 مليون جنيه إسترليني كتعويضات عن المركبات المسروقة، وهو المبلغ الذي يعكس البعد الدولي للمشكلة.
تعتبر شركة Thatcham Research، التي تأسست قبل 50 عامًا في بيركشاير، المنظمة الرئيسية المسؤولة عن تحديد معايير سلامة المركبات في المملكة المتحدة، وهي تعمل مع صناعة السيارات وشركات التأمين لتقييم المخاطر
وتحديد أقساط التأمين.