
10/06/2025
🪄"حين يُسحَر البصر: كيف تُبرمج الفيديوهات الإباحية عقول الشباب وتُثقلهم عن الصلاة؟"
✍️ مقدمة مؤثرة بقصة واقعية:
في إحدى جلسات الرقية الشرعية، جلس شاب في العشرين من عمره، ملامحه شاحبة، عيناه زائغتان، وكلما قرأ الراقي عليه آيات السحر، كان جسده يرتجف، ولسانه يثقل، حتى اعترف باكياً: "منذ أن أدمِنتُ على مشاهدة المقاطع الإباحية، لم أعد أستطيع الصلاة، بل أنفر من القرآن، ولا أطيق الذكر، وكأن شيئًا في داخلي يمنعني من الطاعة..."
فقال له الشيخ: "لقد فتحت على نفسك باب سحرٍ خفي، اسمه سحر الشهوة البصرية، فلا تعجب إن اختل ميزانك وانهارت إرادتك..."
🔍 أولاً: المنصات الرقمية والأبواب الكبرى للسحر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما السمع...» (رواه مسلم)
منصات التواصل الاجتماعي اليوم لم تعد فقط وسيلة للترفيه أو تبادل المعلومات، بل أصبحت أضخم بوابة لبث السحر السفلي المعاصر عبر الصور والمقاطع الملوثة.
وهذا السحر لا يحتاج إلى مشعوذ أو طلاسم، بل يكفي أن يحدق الإنسان في شاشة هاتفه، فتتسرب إليه الطلاسم الحديثة: صورة فاضحة، صوت مثير، وتكرار ممنهج عبر الخوارزميات.
هذه المنصات، بخوارزمياتها المتحيزة، تقدم للشباب السمّ على شكل متعة، وتُدخل في قلوبهم النكت السوداء حتى يتغير مزاجهم، ويفقدوا ذوق الطاعات.
🧠 ثانيًا: التفسير التقني - كيف تبرمج الإباحية العقل؟
الدماغ البشري، خصوصًا مراكز المكافأة (Reward System)، يتأثر بشدة بالمشاهد الإباحية، وذلك بسبب إفراز الدوبامين المفرط. ومع التكرار:
يتبلد الحس الطبيعي، فلا تعود الصلاة تثير في القلب خشوعًا، ولا الذكر لذة.
يصبح العقل مشوشًا، لأن المناطق المسؤولة عن التركيز واتخاذ القرار تتضرر.
تنخفض الإرادة، فتثقل الجوارح عن الطاعة، وتضعف النفس عن المجاهدة.
قال ابن القيم:
"فإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووَهَنًا في البدن، وبغضاً في قلوب الخلق..."
🧨 ثالثًا: الرابط بين الإباحية والسحر السفلي
الشيطان لا يحتاج إلى ذبيحة ودم ليُفسد الإنسان، بل يكفيه نظرة فاجرة.
وقد أخبرنا القرآن أن السحر يؤثر في الإدراك والإرادة:
«فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ...» (البقرة: 102)
والتفرقة هنا إدراكية ونفسية.
كذلك الإباحية تفرق بين العبد وربه، وبين الرجل وزوجته، وبين الإنسان وفطرته.
بل تُصبح هذه المشاهد مثل "رقية شيطانية مقلوبة"، تغسل الدماغ بالحرام بدل الطاعة.
🧩 رابعًا: كيف يُصبح الشاب مثل المُسحّر؟
المتعاطي للمحتوى الفاحش يعاني مما يلي:
في السحر التقليدي، تُستخدم الطلاسم والتمتمات، أما في الإباحية الرقمية فتُستخدم الصور والمقاطع.
في السحر، يثقل الجسد عن الطاعة، وكذلك الشاب المدمن على الإباحية يُثقل عن الصلاة.
في السحر، يحدث نفور من القرآن، وكذلك في الإدمان تحدث كراهية للمواعظ.
في السحر، يعاني المسحور من اضطرابات في النوم، وكذلك المدمن يعيش القلق والأرق.
وفي السحر، تسلب الإرادة، وكذلك في الإباحية يتم التحكم في الدماغ والتصرفات بشكل خفي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«إن العبد إذا أخطأ خطيئة، نُكتت في قلبه نكتة سوداء...» (رواه الترمذي)
حتى تتراكم النُكت، فيصبح القلب مظلمًا، لا يُفرق بين نور وشر، ولا بين حق وباطل.
🛡️ خامسًا: كيف نُقاوم هذا السحر؟
غض البصر، قال تعالى:
«قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ...»
الابتعاد عن المنصات الملوثة، خصوصًا TikTok، Instagram، YouTube Short.facebook
الرقية الشرعية والتوبة النصوح، لأن آثار هذا "السحر المعرفي" لا تزول إلا بالقرآن والدموع.
إعادة برمجة الدماغ بالطاعات، استبدل كل نظرة بمعاذ الله، وكل لحظة ضعف بسجدة خضوع.
أيها الشاب، أيها الأب، أيها المربّي…
ما عادت الحرب تُشنّ بالسيوف… بل تُشنّ الآن بالعيون!
إنك حين تُدمن على هذه المشاهد، فأنت تُوقّع على عقد عبوديةٍ جديدة، لا لله… بل للهوى، وللشيطان، وللخوارزميات الخبيثة.
فاختر اليوم من تسلّم له بصرك… لأن من يُسيطر على بصرك، سيُسيطر على قلبك، ثم على مصيرك في الدنيا والآخرة.
*منقول*