الدكتور والاعلامي مراد بن عيسى بوشحيط

الدكتور والاعلامي مراد بن عيسى بوشحيط للمعرفة شرعة ومنهاح

09/05/2025

السؤال الذي يبحث عن الجواب ؟

06/05/2025

قيم اعلامية في زمن متحول !

23/02/2025

العمق والامتداد...جولة صحفية في الزاوية الرقانية .

  الحلقة الثانية عشركنا نتنفس علما.وكان أحدنا حبن يصعد درجات ذلكم السلم الضيق نحو المكتبة او الاستوديو، يستنشق غبار الكت...
10/01/2025



الحلقة الثانية عشر

كنا نتنفس علما.
وكان أحدنا حبن يصعد درجات ذلكم السلم الضيق نحو المكتبة او الاستوديو، يستنشق غبار الكتب، وعبير الأشرطة والأفلام.
كان ذا حالنا، غير أني، شخصيا، كنت في مشكلة عويصة...
في المكتبة، لم يكن مسموحا لأحد، أن يدخل إلى رفوف الكتب.
تلك قاعدة عامة في كل المكتبات.
فكيف أفعل؟ وانا المسكون ب"هوس" الكتاب، مذ كنت طفلا صغيرا في بلدتي "الحروش".
لقد تعودت هناك على عادة سيئة، وهي أن ألامس الكتاب لمسا ، وأشمه شما، وأرى صفحاته رأي العين، وأسمع خشخشاتها مسمع الأذن، قبل أن أستعيره.
ولم يكن يغريني ،أبدا ، عنوانه في البطاقات أو السجلات، ولم أكن أشبع منه ، حتى اعرف طبعته ، ودار نشره، وعدد صفحاته، ومحتويات فهرسه، ونبذة عن مؤلفه، ونوع خطه، وهل يتضمن صورا أم لا؟
- لا ... هذا كثير جدا ! وهو ممنوع، حفاظا على الكتب يا سي مراد.
قال لي متعهد المكتبة، وهو حازم في رفض اعذاري بالدخول لتلك الرفوف.
قلت متوسلا :
- اعتبرني مريضا فداوني !
إني ،والله، احب رائحة الكتب المعتقة، وكلما قدمت قليلا، زاد انتشائي بها، كأنني مدمن على شمها أكرمك الله .
كما أني سريع القراءة، لن أزعجك بطول المكوث... لكأن في عقلي ماسحا ضوئيا، يصور الاوراق في لمح البصر، ويؤشر لي كلمات بعينها، فأفهم فحوى الكتاب في دقائق معدودات...
ضحك ذاك المتعهد من كلامي، وربما اعتبرني فعلا مجنونا، لكني كسبت صداقته حين لمس فيّ الصدق والأمانة، فمنحني بعض الحرية، وفزت بفضله ،ببعض النزهات داخل الرفوف خارج اوقات الضغط ، فكانت تلك الفسحات من أروع لحظاتي في الجامعة في الماحستير.
توثقت "صلاتي" بالمؤلفين، وأنشأت لنفسي داخل نفسي، مكتبتها الخاصة، بل وفهارسا وجداولا ومصطلحات...
غير أن شغفا ما لا يزال يراودني، ولا ينفك أن يأسرني من اعلى رأسي الى أخمص قدمي.
إذ سرعان ما خالجني ملل عجيب من اسلوب بعض العرب في التأليف والتصنيف، فقد كان أسلوبهم فضفاضا عاما لا يجيب عن الهواجس كلها.
وسرعان ما ضقت أيضا بطريقتهم في الترجمة، فقد كانت أغلبها ترجمات حرفية بلا روح، لا تقابلها الشواهد ولا تحييها التحيينات.

ربت على كتفي وقال :
- اراك مهتما كثيرا بكتب السينما ، هناك موسوعات عن الافلام في الأستوديو بالطابق العلوي.

قال لي المتعهد بعد أن شاهد خيبة أملي السريعة بعد أيام.
نقلت جسدي طابقين او ثلاث الى فوق.
فإذا بي أمام موسوعات الأفلام من عشرات المجلدات، وأمام مئات من الأشرطة والأفلام.
- انها ليست للإعارة الخارجية.
قال لي قيم الاستوديو
ضحكت بيني وبين نفسي ، ثم نظرت اليه فعرفت أنني امام مغامرة أخرى ستقودني الى رحاب أخرى...
يتبع
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة الحادية عشرجلس الاستاذ يحدق فيّ ملياً، بينما كنت أنقر على لوحة المفاتيح نقراً ، وأبحر في صفحات الواب ابحاراً .-...
10/01/2025



الحلقة الحادية عشر

جلس الاستاذ يحدق فيّ ملياً، بينما كنت أنقر على لوحة المفاتيح نقراً ، وأبحر في صفحات الواب ابحاراً .
- ما الذي ستمكنه لنا هذه الصفحاتْ الافتراضيةْ يا سي مراد ؟
سأل البروفيسور مخلوف بوكروح وهو يسمع طقطقات "الكيبورد" المتسارعة .
وأنا أرفع حاجبيّ واثقا قلت له :
ستمكنك من مساحات تخزين واسعة لا حدود لها يا أستاذ.
كل كتبك ستكون حاضرة هنا .
جميع صورك ستكون منشورة هنا.
ستجعلك هذه المواقع الالكترونية انسانا عالمي المدى.
وستضعك في تفاعل فوري مع قرائك في كل أصقاع الدنيا...
وهذا وحده يكفي...
ابتسم البروفيسور وقال:
يكفيني أن يقرأني شخص واحد، وأن أتمكن من مراسلة بعض الباحثين المهتمين بالمسرح.
قال ذلك، بينما راحت أصابعه، تقلب صفحات صفراء كانت تحت عينيه.
ثم قدمها لي وقال:
أريدك أن تكتب هذا العنوان بالبنط العريض على هذا الموقع الالكتروني الذي انت عاكف على بنائه، وأن تجعل هذا الغلاف كما هو، واجهة ملونة للصفحة الاولى.
بدأت بسرعة بتلاوة العنوان في دهشة وفرح :
"نزاهة المشتاق
وغصة العشاق
في مدينة طارياق
في العراق
المؤلف
أبراهم دنينوس
تحقيق وتقديم
د. مخلوف بوكروح" .
"يا له من عنوان ، ما هذا الكتاب ؟ "
صحت بعمق واستدرت لأستاذي الكبير وقلت في شغف المتعلم :
حدثني أكثر ، من هذا الدادينوس؟ ومدينة طارياق ، ولما العراق ؟
رد الاستاذ مخلوف بحماسة المعلم :
- "على رسلك يا فتى، سأخبرك بكل شيء...
إن هذا النص الذي بين يديك هو أول نص مسرحي حقيقي في العالم العربي.
النص الذي بين يديك يا مراد كنز، سيغير نظرتنا لكل تاريخ المسرح الحديث.
كتبه ونشره في الجزائر سنة 1847م المترجم ابراهام دنينوس المولود سنة 1798م."

قلبت الكتاب سريعا بين يدي ، فوجدته دفترا صغيرا من 62 صفحة، مكتوبا بخط مغاربي يشبه تماما مصاحف الجزائر المعروفة بمصاحف قدور بن مراد رودوسي التركي .
ثم رحت أقرأ سريعا بعض صفحاته ، فوجدت حواراته وأناشيده كلها باللهجة العامية الجزائرية.
نظرت لأستاذي من جديد وقلت له:
- روعة ، هذا كنز حقيقي، وستجعله الانترنت يعيش حياة أبدية.
قبلت رأس الأستاذ وشكرته على منحي الثقة بأن أكون واحدا ممن سيساهمون في تدوين تاريخ جديد للثقافة والمسرح.
انتهت قصتي مثلما انتهت المسرحية بنهاية سعيدة.
وبينما رحت أدون آخر كلمات الكتاب:
"تم كتاب نزاهة المشتاق ، وهذا آخر ما تيسر لنا من تأليفه، والحمد لله رب العالمين آمين".
رحت أبحث في داخلي ومن حولي عن مغامرة جديدة في بحر الانترنت العميق!

يتبع
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة العاشرة علقت قائمة الناجحين في الماجستير على جدران معهد "إ.تي.أف.سي"...ويا لها من قائمة .عنوان المرحلة كان واضح...
07/01/2025



الحلقة العاشرة

علقت قائمة الناجحين في الماجستير على جدران معهد "إ.تي.أف.سي"...
ويا لها من قائمة .
عنوان المرحلة كان واضحا منذ البداية "المنافسة الشرسة " و "الحرب العلمية الضروس" ، والغلبة فيها ستكون لمن يقرأ أكثر ، ولمن يسأل أعمق، ولمن يمتلك الأدوات الجديدة امتلاكا أحسن .
نسبة حظنا كانت ايضا عالية جدا ...
فلقد درسنا في تلك السنة الحضورية النظرية على أيدي "فحول" من الأستاذة، وفحلات من الأستاذات..
كنا نخجل حتى من الوقوف أمامهم، فما بالك بمجادلتهم، أو معارضتهم فيما يقولون دون حجة أو دليل.
بعضهم قضى نحبه، وبعضهم ينتظر
وما بدلوا تبديلا!
كان البروفيسور (ابراهيم براهيمي) مثلا ثقيلا في ميزان العقل والتجربة بين كل من درسونا .
فالرجل التقني الصارم الذي يقصي لمجرد ثلاث غيابات، لم يأت هنا للعب كما كان يردد ويقول .
إن تاريخا كبيرا وراءه.
فلقد شارك في صياغة أفضل قانون للإعلام عرفته الجزائر نهاية التسعينات، وأسفر جهده عن ميلاد حركة صحفية رائدة، تعتبر الجيل الذهبي للصحافة الحرة والمستقلة وحتى العمومية.
كان درسه عن القانون، اي نعم ، ولكن أغلب مادته كانت "تجاربا شخصية " و"قصصا وحكايات" عن تلك اللجان التي ساهمت في إعداد القانون.. تجارب تصلح أن تكون بحق مذكرات لرجل محارب.
رحمه الله وأحسن مثواه، وغفر الله، اذ كاد يقصيني لغياباتي غير المبررة عن درسه بسبب العمل في الصحافة المكتوبة لولا تدخل لطيف من زوجته ، أستاذة اللغة الفرنسية ، وقد أصر على أن أقدم له عملا شخصيا لتعويض التأخر عن الدروس...
وكان له ذلك، فتجاوزت محنته بحمد الله .
لا أستطيع ذكر أساتذتي كلهم.
لكني لا أستطيع ان أنسى ابدا السيدة الأنيقة خلقا وخلقا نادية شرابي
الشاعر والاقتصادي المتحكم في الحروف والأرقام فني عاشور.
المفكر والمحلل البارع عبد السلام بن زاوي
الباحث الأكاديمي الصارم عزيز لعبان
وذي العينين الزرقاوين الطاهر بن خرف الله رحمه الله ...
لقد كانوا كلهم كالنجوم التي رصعت سماءنا في ذلك الوقت .
أما الرجل الذي سأفرد له جزءا من هذه القصة فهو إلى الفن والى الثقافة كان أقرب.
لغته الراقية ، وسرده المبدع ، وثقافته الواسعة ، كلها أوسمة لماعة على صدره.
ذلكم هو مخلوف بوكروح، البروفيسور، والفنان، والمسرحي...أستاذ من طينة الكبار .
كانت حصته موسوعة معرفية متحركة ، يطوف بك فيها في عالم الصناعة الثقافية مذ كانت سلعة فاخرة حتى صارت بضاعة تافهة هذه الأيام .
كان يدرسنا بكثير من حزن الفنان، ويأس المثقف، وحسرة العالم ، وغيرة من كان ذات يوم مديرا للمسرح الوطني" محي الدين بشطارزي "، واليوم لا يجد حتى كيف يمول مسرحية من مسرحياته، التي يكتبها ليلا في بيته الصغير بأعالي شوفالي.
انتبه السي مخلوف للطالب مراد، ربما رأى فيه حدة شبابه ، وجذوته أيام الدراسة والبحث، فقد كنت دائما ما احاوره مستشهدا بما قرأت على الانترنت.
قال لي ذات يوم :
يبدو أنك متابع جيد "للشابكة العنكبوتية ".
قلت بكل ثقة :
نعم، إنها فتح عظيم !
قال : اذن تجيد فتح علبة الكترونية لنا ؟
قلت: بل واستطيع خلق مدونة او بناء موقع باللغة العربية.
كانت المكافأة مغرية
فطور رمضاني سخي في بيت سي مخلوف
وبعد الفطور شاي ساخن وقلب لوز محشي من ألذ الطيبات.
ثم كانت المفاجأة...
لقد كانت اكثر اغراءا واكثر سخاءا..
يتبع
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة التاسعةفي غمرة تلك الأيام، وأنا أكافح من أجل ايجاد موطىء قدم مهني لي ، في بلاط عرش الصحافة المكتوبة، بقيت روحي ...
29/12/2024



الحلقة التاسعة

في غمرة تلك الأيام، وأنا أكافح من أجل ايجاد موطىء قدم مهني لي ، في بلاط عرش الصحافة المكتوبة، بقيت روحي الجامعية متقدة لا تنام ...
ظل قلبي مربوطا من شغافه بمدرجات وقاعات ذلك المعهد الذي كنا نسميه "تيافسي"
وظلت عيناي معلقتان من اهدابهما بالمخبر والاستوديو والمكتبة والاروقة بكراسيها الخشبية .
وظلت اصابعي تحن للاوراق والكتب والمذكرات العلمية.
وظل جزء كبير مني يطوف بالأحياء الجامعية.
كانني لم اكتف من كل هذا الاغتراف الاكاديمي في اربع سنوات ليسانس كاملة ، توجتها بمذكرة تخرج ممتازة عن السينما الامريكية.
لقد اردت المزيد ...
ردت علي نفسي : هل من مزيد؟
كان النظام الجامعي الكلاسيكي يحتم علينا اجتياز مسابقة صعبة لدخول قسم "الماجستير".
قائمة المقبولين لن تكون مفتوحة، كما هي الماستر اليوم ، بل هي قائمة صعبة بمقاعد محدودة .
مقعد واحد يذهب للأول على الدفعة ، والبقية الباقية، من اربعة عشر مقعدا، سيتنافس عليها أكثر من ألف مترشح.
اقترب للناس امتحانهم... وبنظرة خاطفة على المقررات السابقة في الاعلام ، اعددت عدتي لاجتياز ذاك اليوم العصيب.
قال لي صديقي : كأنك تتوقع السؤال ؟
قلت له : بل كأنني أكاد أراه ذاك السؤال !
زم شفتاه وأطرق رأسه وأطبق عن الكلام.
أما انا فطويت الكتاب واستسلمت لتفكير عميق...
في اللحظة الحاسمة في ذلك اليوم الموعود ، فتح المظروف السري للسؤال فكان كما توقعت .
التفت صديقي إلي وابتسم .
اما انا فطبقت حاجبي وغمزته غمزتين.
وغرزت القلم في صدر الصفحة البيضاء وطفقت أسيل الحبر سيلا..
ماهي الا دقائق معدودات حتى وجدتني قد فرشت الجواب فرشا ، وأحطت بالسؤال من كل جانب ، بالتحليل والتعليق والمناقشة ، وبخط جميل واضح أنيق.
خرجت من قاعة الامتحان تملؤني الثقة ويغمرني "الدوبامين".
قال صديقي: أ فراسة منك كانت هذه ام ماذا ؟
قلت: بل هو القدر يا صديقي .
فقدري كان يقول لي: لا تتوقف عند حدودك الصغيرة.
وحين استمعت لهذا القدر مسمع الاذن ، رأيت ذاك السؤال رأي العين.
يتبع
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة الثامنة هاتفني احدهم البارحة وصرخ في اذني متهكما:- ما الذي تنشره يا رجل؟ ألا تستحي من نشر غسيلك "المتسخ" أمام ا...
29/12/2024



الحلقة الثامنة

هاتفني احدهم البارحة وصرخ في اذني متهكما:
- ما الذي تنشره يا رجل؟
ألا تستحي من نشر غسيلك "المتسخ" أمام الملأ ؟
ثم من يهتم لأمرك أصلا، فيقرأ قصصا عن حياتك المليئة بالتعاسة والاضطراب والجوع؟
هل تحسب أنك مثل أعلى ؟
لا أدري، والله ، سبب غضب هذا الرجل أو انزعاجه مما أكتب .
فهو ليس صديقا حميما او عدوا رجيما، يخشى أن تذكره هذه الحلقات ذات يوم. وانما هو شخص تقاطعت بنا الاقدار ذات مساء، فوجدتنا ذات صباح ، مع بعض على ذات باب.
بعد التفكير الملي عرفت، فيما أحسب أني قد عرفت ، سبب انزعاجه .
أي نعم ...في هذه الحلقات غسيل متسخ لكنه بعد نشره غسيل مشرق ناصع البياض، نقته التجربة والحكمة والاحتراف.
وإن رأى فيه أحدهم بعض الدنس ، فإن كثيرين لا يرون ذلك، بل يرون فيه الثوب الابيض الذي نقي من الدنس ..
وهذا وحده يكفي...
وفي هذه الحلقات بكاء وعويل على ما مضى ...أي نعم ... لكن فيها أيضا جرعات من الأمل المتدفق في العروق.
وإن كان أحدهم قد وجد فيها انهزامية ما ، فإن عشرات من القراء الفضلاء يرون فيها مقاومة باسلة لصنوف العوائق التي تعترض سبيل النجاح.
لم أتعمد في ه‍ذه الحلقات الاشارة لأحد بالسوء ، ولا ينبغي لي ذاك.
فمهمتي هنا ليس كشف العورات، بل كشف النقاب عن محطات الاخفاق وكيف نتغلب عليها لتصبح نقاط انطلاق .
ومهمتي أيضا ليست نثر الغبار، وإنما هي نفض الغبار عن التفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها في صراعنا القاسي مع الحياة، ثم كيف نحولها لعناصر قوة تمنحنا الصبر واليقين ..
ان هذه الحلقات بسمة أمل في وجوه العابسين..
وكلمة حق في جموع الغافلين..
وهزة خفيفة على أكتاف المهزومين..
ووسام تقدير على صدور الفائزين ...
الفائزين بمحبة انفسهم ثم بمحبة الآخرين ...
يتبع
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة السابعة في حياتي الصحفية المبكرة خضت العديد من المغامرات ...بعضها من المضحكات وبعضها من المبكيات ..  لكتي اعتز ...
28/12/2024



الحلقة السابعة

في حياتي الصحفية المبكرة خضت العديد من المغامرات ...بعضها من المضحكات وبعضها من المبكيات ..
لكتي اعتز بها كلها ، بمضحكاتها ومبكياتها، ولا اخجل منها ابدا ، وارويها للجميع بحب وشغف، لأني ببساطة اعتبرها محطات طبيعية في مساري كاعلامي كان يسير بثقة نحو "النضج الصحفي"...
ومن مغامراتي تلك، اني قمت بمحاورة نجوم في عالم السينما في هوليوود، ونشرت حواراتهم على صفحات الجرائد الفنية.
أي والله...نجوم هوليوود ..
والقصة ومافيها أنني باستخدام البريد الالكتروتي، الذي كان مفخرة لمن يكسبه في تلك الأيام الخوالي، كنت ارسل بعضا من الاسئلة المترجمة بالانجليزية من موقع ترجم.كوم، الى العلب الالكترونية لبعض المشاهير ، والتي اتحصل عليها من مواقعهم على الشبكة.
كان ذلك عملا لا يتقنه حتى كبار الصحفيين، الذين ظلوا يحافظون ،حتى تلك الايام ، على اسلوبهم القديم في الكتابة بالاقلام على الاوراق.
براعتي في الحصول على مواقع النجوم والكتابة لهم بالبريد الالكتروني عام 2000 جعلتني نجما !
بل جعلتني احصل، علاوة على الاجابات، على صور حصرية.
حاورت على سبيل المثال لا الحصر : المخرج العالمي اوليفر ستون، والنجمة ذات الأصول العربية سلمى حايك ، و النجمة ذات الأصول الجزائرية ايزابيل عجاني ...وعدد آخر من النجوم الساطعة.
تصدرت حواراتي تلك العناوين الرئيسية في الصفحات الأولى لعدد من الجرائد ، مع الصور الجذابة اللماعة طبعا، فقد كانت الصحافة الفنية آنذاك في عزها بالجزائر ايام الالفينات .
لم تكن هذه التجربة الفريدة من نوعها لتعجب احد الزملاء الصحفيين، واعتبرها حيلة بل كذبة ، فسارع بالوشاية عني لاحد المدراء.
وقال له : هذه حوارات مزعومة .
قدمت الادلة من بريدي الالكتروني على المراسلات وطبعتها، لكن غيظ ذلك الشخص لم يتوقف، فلقد هاله ما رأى وسمع.
عمل هذا الزميل الذي اكن له كل الاحترام والود، بكل جهده حتى يعطل هذا المشروع ويخرج مراد من قاعات التحرير...فكان له ما اراد .
لكنه لم يكن يدري ان وشايته تلك قادتني الى مغامرة أخرى بل أكبر مع الانترنت.
يتبع
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة السادسةتدربت سريعا على الكتابة الصحفية.فكتبت الاخبار والمقالات التحليلية والتحقيقات والربورتاجات المطولة وحتى ا...
28/12/2024



الحلقة السادسة

تدربت سريعا على الكتابة الصحفية.
فكتبت الاخبار والمقالات التحليلية والتحقيقات والربورتاجات المطولة وحتى العمود ...
وفي ظرف وجيز رقاني الاستاذ محمد الصالح حرز الله لمنسق تحرير بالجريدة.
لم يكن ذلك غريبا بالنسبة لي...
فالملكة اللغوية هي الأساس في العمل الصحفي، اما الفنيات فتدريب وتأهيل.
لقد استدعيت رصيدي اللغوي الذي تعلمته في مدارس ومكتبات ومساجد الحروش بسكيكدة في صباي وطفولتي...
ففي التاسعة اساسي كنت اكتب وامثل واخرج المسرحيات في حفلات نهاية الفصول الدراسية ، بل كنت أنشد الأناشيد ، وأدير الحلقات العلمية لعشرات التلاميذ في المدرجات.
ومما اذكره انني كتبت ومثلت ودربت مجموعة من البنات والاولاد على نص تحت عنوان "اصحاب الأخدود" عرضته في متوسطة صبوع بالحروش، وشاهدني مراقب من الولاية فقام وسط الجمهور صارخا : اعطوني هذا التلميذ ساصنع منه نجما.
اما التلاميذ فكانوا يصفقون لي طويلا.
لا اتذكر ذلك الرجل فقد كنت فعلا صغيرا، لا اتصور بجد ما تخبئه لي الايام.
اما في الثانوية فكان استاذ العربية الفاضل لحسن بوربيع يثني على فصاحتي وحسن تعبيري، ويمنحني رخصا لحل التمارين والمعادلات الرياضية في حصته.
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أحيي وبحرارة، كل استاذتي الشرفاء ، من أتذكره ومن لا أستطيع تذكره بسبب السنين ، وعلى رأسهم القديران (سعيد بورقعة ولحسن بوربيع) الذين لا يزالا يتذكران تلميذهما النجيب، ويحيان والدي في الطريق ويسألانه عني ، ويفتخران بين الناس بأنهما، ذات مرة، درساني في مدارس بلدتنا الصغيرة ..
كل الفخر لي سادتي العظماء ، فكل حرف تعلمته إنما كان بفضل عطائكما اللامحدود.
يتبع...
د.مراد بن عيسى بوشحيط

  الحلقة الخامسة قالت لي احدى الصديقات المقربات:- لما تكتب قصة حياتك ؟- "ألا تخاف من تأويلات الحافدين خاصة أنك تبطن أمور...
27/12/2024



الحلقة الخامسة

قالت لي احدى الصديقات المقربات:
- لما تكتب قصة حياتك ؟
- "ألا تخاف من تأويلات الحافدين خاصة أنك تبطن أمورا بين الأسطر ."
قلت لها :
-والله لا "تبطين" ولا "تسطيح" انه السرد الذي اكتشفت أنه افضل اسلوب في معالجة الخيبات.
فلعل الناجحين يجدون في هذه الكلمات ما يتقوون به على نجاحهم .
ولعل الخائبين، امثالي، يجدون فيه فرصة للاقلاع عن تدخين الخيبات المتواليات...
جرعة امل حقيقية ، هكذا اريد ان تكون هذه الحلقات، حتى أني تعمدت عدم تسميتها بعناوين براقة ، كي لا تتحول الى "دونكبشوتيات" مخبول او "فهلوات" متعجرف.
بل هي حلقات ... مجرد حلقات...
في سلسلة من المعاناة الطويلة، لعبت فيها الانترنت دور البطولة.
أما اذا اردتم ان تضعوا لها عناوين فليكن لكم ذلك ، ومن تعجبني عناوينه، فسيفوز معي برحلة قصيرة في كتبي الاربعة، ارسلها له على عنوان بيته ذاكرا شاكرا .
ولكن ولكم مني كل الفضل..ايتها الصديقات الفضليات ايها الاصدقاء الافاضل.
آه قبل ان أنسى...
هل يتبع ...
أم تكتفون
فلدي المزيد من المفاجآت ...؟
يت....
د.مراد بن عيسى بوشحيط

Adresse

Algiers

Site Web

Notifications

Soyez le premier à savoir et laissez-nous vous envoyer un courriel lorsque الدكتور والاعلامي مراد بن عيسى بوشحيط publie des nouvelles et des promotions. Votre adresse e-mail ne sera pas utilisée à d'autres fins, et vous pouvez vous désabonner à tout moment.

Partager