08/05/2025
..غرفة عمليات إماراتية.. هكذا رهن الجنرال خليفة حفتر وأولاده ليبيا لعيال زايد
مسؤولون إماراتيون وقيادات في ميليشيات حفتر
هنا في هذه المنطقة وبعيدا عن الأنظار جرى اجتماع ميداني غير رسمي بين وفد إماراتي رفيع المستوى وبين شخصيات قيادية موالية لخليفة حفتر، .
وفق مصدر ليبي كان قريبا من كواليس وترتيبات اللقاء الذي جرى في سرية تامة وبعيدا عن أي تنسيق مع القنوات الدبلوماسية الرسمية سواء الليبية أو الإماراتية كان بمثابة المصادقة على خارطة طريق غرفة عمليات أبو ظبي لإثارة الفوضى في عدد من بلدان شمال أفريقيا والساحل وتقسييم الأدوار بين المواليين لحفتر ورجالات الاستخبارات الإمارتية
وفي جلسة ظاهرها لقاء ودي على الطريقة العربية في البراري نصبت كراسي بلاستيكية، فرش تقليدي، ووزعت فناجين الشاي والقهوة إكراما لضيوف من نوع خاص وهو ما يعكس رغبة الإمارتيين في لقاء يحمل دلالات وهو أسلوب الاجتماعات القبلية الليبية التي تستخدمها الإمارات لاختراق النسيج المحلي في الدول العربية
نلاحظ في الصورة سيارة سوداء فارهة من نوع “لكزس” تؤكد أن الشخصيات الحاضرة بغطاء إماراتي رسمي خاصة وأن هذه المركبة تستعمل من قبل كبار الشخصيات الإمارتية
لماذا تسيل ليبيا لعاب الإمارتيين
محمد بن زايد وخليفة حفنر
عيال زايد الذين أبدعوا في نشر الفوضى الخلاقة في الدول العربية وحولو الإمارات إلى خنجر مسموم في خاصرة العالم العربي والإسلامي ضبطوا عقارب ساعتهم على شمال أفريقيا و وضعوا أهدافا استراتيجية في ليبيا والمنطقة ككل وفي مقدمتها السيطرة غير المباشرة على الموانئ النفطية الليبية في منطقة الهلال النفطي (رأس لانوف، السدرة، البريقة)
وسعت الإمارات في ظل استراتيجيتها الاستيلاء على الموانئ الكبرى والتحكم في محطات النقل العالمية في ليبيا، والتي تعد إحدى النقاط والركائز المهمة في هذه الاستراتيجية لامتلاكها عدة موانئ على البحر المتوسط مثل، ميناء الخمس ومصراتة وبنغازي وطبرق.
وتعد الموانئ الليبية مؤهلة إلى أن تتطور إلى مراكز تجارة عبور ضخمة، تنقل من خلالها البضائع العالمية جنوباً إلى أعماق أفريقيا، وتغطية كل الأسواق الأفريقية الواعدة، والذي يقدر الاتحاد الأفريقي حجمها التجاري وقدرتها الاستهلاكية بقرابة الأربعة تريليونات دولار في العام.
ووفق مصادر جد مطلعة نجحت أبوظبي في وضع موطئ قدم لها في ليبيا من خلال سلسلة استثمارات ضخمة في شرق ليبيا مع ميليشيات المتمرد خليفة حفتر خارج أي إطار دولي أو أممي.
تريد الإمارات من خلال تعزيز نفوذها في ليبيا تحويل بنغازي وما جاورها إلى قاعدة خلفية لإدارة عمليات التآمر ضد دول لم تنجح في اختراقها وفي مقدمتها جيران ليبيا وهنا نتحدث عن الجزائر وتونس , فالدعم الإماراتي لحفتر يراد منه استعمال ليبيا كمنصة ضغط على الجزائر وتونس ومنطقة الساحل، واستباق أي ثورة شعبية محتملة ضد من يحكمون شرق ليبيا
على الصعيد الداخلي تعمل الإمارات من خلال دعمها العسكري والاقتصادي على إضعاف حكومة طرابلس عبر دعم الانقسام السياسي والعسكري شرق البلاد وعرقلة الانتقال السياسي عبر الانتخابات في هذا البلد الجار الذي يعيش على وقع الانقسام منذ اسقاط نظام معمر القذافي عام 2011
وتريد الإمارات من خلال تواجدها في ليبيا تنفيذ أجندة معادية للإسلام السياسي، ومحاصرة النفوذ التركي والقطري في المنطقة خاصة مع الشراكة الاستراتيجية التي تجمع حكومة طرابلس مع أنقرة.
أبناء خليفة حفتر .. كلمة السر في المشروع الإماراتي في شمال أفريقيا
برز إلى دائرة الضوء أبناء الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذين أصبحوا يحكمون شرق ليبيا بقبضة من حديد ويسيطرون على أعلى المناصب نفوذا في المؤسسة العسكرية المسماة اعتباطا الجيش الوطني الليبي أو الهيئات والمؤسسات المالية
صدام حفتر: الذراع الأمنية الميدانية للإمارات, يتولى حاليا إدارة ملف تهريب النفط والذهب ، وهو المتحكم عبر شبكة من الشركات المرتبطه في االموانئ الليبية ، و خو نقطة التواصل الرئيسية والتنسيق المباشر مع الضباط الإماراتيين.
صدام حفتر
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت في تقرير لها إن صدام حفتر نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر زار إسرائيل شهر نوفمبر 2021 سعيا لعلاقات دبلوماسية من أجل الحصول على المساعدة العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن الطائرة التي كانت تقل صدام حفتر أقلعت من دبي، وهبطت في مطار بن غوريون ومكثت به قرابة 90 دقيقة، قبل أن تواصل طريقها إلى ليبيا، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرة توجهت إلى مصر عقب زيارتها تل أبيب.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن صدام حفتر نقل إلى المسؤولين الإسرائيليين رسالة من والده يطلب فيها مساعدة عسكرية وسياسية من تل أبيب، مقابل إقامة علاقة دبلوماسية بين ليبيا وإسرائيل
بلقاسم حفتر: يتعامل مع الإمارات في ملفات مالية وتجارية، ويشرف على تحويل الأموال من شركات واجهة في دبي والقاهرة.
بلقاسم حفتر
أبناء آخرون (غير معروفين إعلاميًا) يعملون كوسطاء استخباراتيين ويتلقون تدريبات خاصة في أبوظبي.
أدوات الإمارات في تنفيذ مشروعها في ليبيا وشمال أفريقيا والساحل
طائرات مسيّرة إماراتية (Wing Loong صينية الصنع)، نفذت ضربات في ليبيا بدعم استخباراتي.
شركات غطاء إماراتية تُستخدم لتحويل أموال وتبييضها داخل بنغازي ودرنة.
مرتزقة من السودان وتشاد، يتم تجنيدهم من قبل شركات أمنية مرتبطة بأبوظبي (مثل Black Shield).
دعم إعلامي ومخابراتي عبر قنوات تلفزيوينة وصحف ووسائط تروّج لصورة حفتر كـ”قائد إنقاذ”.
هكذا اخترقت الإمارات النسيج الاجتماعي والسياسي الليبي
نجحت الإمارات في شراء ولاء كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين عبر الدعم المالي والعسكري وهو ما جعل وجوه محسوبة على المخابرات الإماراتية تتحول إلى مركز صناعة القرار في شرق ليبيا خاصة بعد أن تمكن أبناء حفتر من تكوين امبراطوريات مالية من خلال تهريب أموال الليبيين إلى الإمارات وشراء عقارات بملايين الدولارات في دبي وأبوظبي
على الصعيد الأمني والاستخباراتي تم نشر مئات عملاء المخابرات المصريين والإمارتين في ليبيا أما سياسيا فعملت الإمارات على إعاقة أي مسار سلمي أو وحدة وطنية عبر تفجير اجتماعات المصالحة من الداخل.
وخلق أزمات سياسية واقتصادية لفرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي والتوجخ نحو اقتسام مداخيل النفط الليبية وهو ما كرسته أزمات متعددة مست حقول النفط وموانئ التصدير والبنك المركزي وهو ما جعل أبناء حفتر يتحكمون في صفقات النفط والتهريب من تحت الطاولة بدعم إمارتي الذي وفر جسرا جسرا ويا وأخر بحري تحت تصرف المتحكمين والمتنفذين في الشرق الليبي .
يرى مراقبون إن الإمارات تعمل وفقط مخطط مدروس وبالتنسيق مع تل أبيب على تقسيم ليبيا فعليًا عبر تحويل شرق البلاد إلى منطقة نفوذ دائم , مع تحضير الليبيين لانتقال سياسي من خلال تحكم أبناء حفتر في المشهد السياسي في شرق ليبيا بعد أصبحوا أدوات استراتيجية تُستخدم حسب المصالح الإماراتية فقط.
خاصة وأن الإمارات تعمل الأة عبر شبكة لوبيات على تحسين صورة أبناء حفتر من أجل منحهم شرعيةواعتراف دولي يمهد لهم للسيطرة على غرب ليبيا أو على الأقل تكريس انقسام ليبيا إلى شرق وغرب
وتتابع دوائر الاستخبارات الغربية التحركات الإماراتية في ليبيا، وترسل برسائل واضحة على ضرورة الابتعاد عن خططها السابقة الرامية لفرض مرشحها خليفة حفتر في المشهد السياسي.
وأشارت تقارير دولية لخرق الإمارات حظرًا أقره مجلس الأمن الدولي، في 2011 على تصدير السلاح إلى ليبيا، بدعمها لحفتر بأسلحة ثقيلة واستراتيجية تملك بعضها وتحصل على البعض الآخر من دول أخرى، في محاولة منها للإطاحة بالحكومة الليبية، المعترف بها دوليًا.
وسعت أبو ظبي منذ 2014 ورمت بثقلها ونسجت علاقاتها الإقليمية والدولية، للإطاحة بالحكومة الشرعية في ليبيا وتنصيب حفتر مكانها في البلد الغني بالنفط.
وتتابع هيئات أممية بقلق إرسال الإمارات إلى ليبيا معدات عسكرية جوية ومركبات مدرعة وأسلحة ثقيلة عديدة يستخدمها حفتر في استهداف المناطق السكنية، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
وفي الفترة الأخيرة تقلص الدور الإماراتي على ضوء المتغيرات المستجدة في الساحة الدولية، ودخول واشنطن القوي المشهد، مع دعم تركياً ولاعبين إقليميين مختلفين حكومة الدبيبة، التي سعت أبو ظبي استمالتها تدريجياً.