23/09/2025
الإقامة الجامعية... بين حلم الطالب ومعاناة الواقع
تُعدّ الإقامة الجامعية في الأصل فضاءً خُصص لراحة الطالب ومساعدته على التفرغ لدراسته، غير أنّ الواقع يكشف عن صورة مغايرة تمامًا. كثير من الطلبة الجادّين، الذين شدّوا الرحال من قراهم ومدنهم الصغيرة طلبًا للعلم، يصطدمون بواقع قاسٍ داخل الأحياء الجامعية، حيث تتحوّل هذه الأماكن من فضاء للتحصيل والمعرفة إلى بيئة مليئة بالفوضى والمعاناة.
الطالب الذي جاء بعزيمة قوية، حاملاً معه أحلام والديه وآمال مستقبله، يجد نفسه محاصرًا بين جدران غرف ضيقة، ظروف معيشية قاسية، وإزعاج دائم من بعض المقيمين الذين حوّلوا الإقامة إلى ساحة لهو وسهرات صاخبة لا تنتهي. الغناء بصوت مرتفع، الضوضاء المستمرة، وانعدام الانضباط؛ كلّها عوامل تجعل الطالب الجاد يعيش تجربة أشبه بالعقاب، بدل أن تكون دعمًا له في مساره الجامعي.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار وجود فئة من الطلبة تُبدع رغم هذه العراقيل، فتتخذ من الصعوبات حافزًا لتحدي الظروف وبناء مستقبل أفضل. لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: إلى متى تبقى الإقامة الجامعية بهذا الوجه المظلم، وهي التي كان من المفترض أن تكون حاضنة للعلم والمعرفة، لا عائقًا في وجه الطالب الطموح؟