
30/06/2025
#من أستاذ مصحح إلى كل تلاميذ بكالوريا 2025
#تلاميذي الأعزاء
قرأت منشور كتبه تلميذ و هو يوصي الأساتذة المصححين... رسالة تحمل في طياتها عطر الأمل ونبضات قلب يخفق بالأحلام، فتذكرت نفسي منذ سنوات عندما كنت أجلس مكانكم، أحمل نفس الهموم و أحلم بنفس الأحلام.
اعلم يا بني أن كل ورقة أمسكها بين يدي لست أراها مجرد حبر على ورق، بل أرى فيها وجوهكم حتى و إن كنت لا أعرفكم، أرى فيها سهر الليالي و عرق الجبين، أرى فيها دعوات الوالدين في جوف الليل، و أرى فيها أحلاماً تنتظر أن تتحقق.
عندما أقرأ إجابتك، لا أبحث عن الأخطاء لأعاقبك عليها، بل أبحث عن بصيص النور في كل كلمة كتبتها، أبحث عن المعنى وراء كل جملة، أبحث عن الجهد الذي بذلته حتى لو لم تصل إلى الإجابة الكاملة.
أعدك يا ولدي أنني سأقرأ ورقتك بعين الأب قبل عين المصحح، سأقرأها بقلب من يتذكر أحلامه الأولى، بقلب من يعرف قيمة كل نقطة.
لستَ وحدك في هذه المحنة، فكل أستاذ منا كان يوماً طالباً يرجو النجاح، و كل منا يعرف طعم الخوف من المجهول، طعم الليالي الطوال أمام الكتب، طعم الدموع التي تختلط بالحبر أحياناً.
ثق يا بني أننا لسنا أعداءك، بل نحن جسر عبورك نحو المستقبل، نحن من سيساعدك على تحقيق أحلامك لا من سيقف في طريقها.
و إن لم تحصل على ما تريد في هذه المرة، فاعلم أنّ الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو محطة للتعلم و النمو.
كم من عظيم في هذه الحياة تعثر قبل أن يصل، وكم من نجم ساطع احتاج لأكثر من محاولة ليضيء.
أبوك و أمك لن يبكيا من الفشل، بل سيبكيان من الفرح عندما يرونك تقاتل من أجل أحلامك، عندما يرونك لا تستسلم أبداً.
ادع الله يا بني و اجتهد، و ثق أن كل مجهود لن يضيع، و أن كل دعوة صادقة لن ترد، و أن المستقبل ينتظرك بأبوابه المفتوحة.
سأحمل ورقتك بين يدي كما أحمل أمانة، وسأقرأها بعين العدل و الرحمة، و سأدعو لك كما أدعو لابني.
#بالتوفيق و النجاح
#أستاذكم الذي يتمنى لكم كل الخير