
21/07/2025
"كانت عامرة بالضحك... واليوم يسكنها الصمت."
تلك الدار التي هجرها أهلها، لم تهجرهم يومًا.
ما زالت الجدران تحفظ أسماءهم، وصدى أصواتهم ينام في زواياها.
في كل حجر منها حكاية، وفي كل ركن تنهيدة.
كانت موقدًا للدفء، ومأوى للفرح، واليوم صارت مأوى للغبار والذكريات.
الريح تمرّ من شقوقها كأنها تفتّش عن صوت أمٍ تنادي أولادها...
والنوافذ، التي كانت تطل على الحياة، أُغلقت كأعينٍ حزينة على وداعٍ لم يكتمل.
الدار لا تبلى، بل تنتظر.
تنتظر خطواتٍ مألوفة، وضحكةً مألوفة، ووجهًا كان يملأها نورًا.
لكن الانتظار طال... والحنين أثقل الجدران.
فيا من تركت دارك،
اعلم أن البيت لا يموت... لكنه يحزن.
وأن التراب يشتاق لأقدامك،
كما تشتاق الروح لحنان الذكريات.