19/07/2025
الرئيس الراحل هواري بومدين في زيارة تفقدية لمشروع توسعة جامعة قسنطينة "منتوري حالياً" سنه 1974. الرئيس بومدين يتوسط العقيد أحمد بن شريف "قائد الدرك الوطني" و عبد الحق رفيق برارحي "رئيس جامعة قسنطينة".
عبد الحق رفيق برارحي "على يمين الرئيس" هو أول طبيب جزائري في علم الأنسجه و يعتبر (إلى جانب محمد الصديق بن يحيى) من الاَباء الروحيين للجامعة الجزائرية و أول مدير لجامعة قسنطينة. قاد بإقتدار أولى السنوات الصعبة لتأسيس جامعة قسنطينة لينقلها في ظرف وجيز إلى مصافي الجامعات الإفريقية و عقد جملة من إتفاقيات التعاون مع عدة جامعات من أبرزها جامعة غرونوبل.
خلال زيارة الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان لجامعة قسنطينة في أفريل 1975 إنبهر لهندستها المعمارية العصرية و الراقية التي كانت من نتاج إبداع المهندس المعماري البرازيلي الشهير أوسكار نيماير, و عملاً بالمثل الشعبي "يا المزوق من برا اَش حالك من الداخل" راح الرئيس الفرنسي يسأل رئيس جامعة قسنطينة عن ما تقدمه الجامعة للطلبة من خدمات و على رأسها نظام البطاقات الجامعية "الجديد اَنداك" الدي يسمح للطالب من مجانية النقل، الإطعام و الإستفادة المجانية من المرافق البيداغوجية الأخرى كالمكتبات و المخابر، الإستفادة من تخفيضات في ثمن خدمات عمومية كثيرة كالنقل (البري،البحري و الجوي) علاوة على تقديم خدمات لا حصر لها في الجامعات الأخرى من العالم التي تربطها اتفاقيات تعاون مع الجامعة الجزائرية. هو نظام خدماتي لم تكن توفره إلا أرقى الجامعات العالمية و كان الرئيس الفرنسي ينتظر من السيد برارحي ان يجيبه بالنفي خصوصاً و أن جامعة قسنطينة لم تفتح أبوابها إلا سنه 1971، إلا أن السيد برارحي أجابه أن نظام البطاقة الجامعية موجود فعلاً و متوفر للكل و أن بفرنسا فإن جامعة غرونوبل شريكة في هدا النظام مع جامعة قسنطينة.
رد السيد عبد الحق برارحي أفحم الرئيس الفرنسي و أثار إبتسامة الرئيس بومدين. و بينما هم الوفد الرئاسي بمغادرة جامعة قسنطينة عاد الرئيس بومدين إلى السيد برارحي و قال له :" أعلم أنك تلاقي صعوبات ومشاكل، لكنني أنا معك ... ربي يعاونك". هو كلام شبيه لما قاله الرئيس بومدين للمرحوم عبد الحميد مهري بخصوص برنامج المدرسة الجزائرية "نحن معك يا سي عبد الحميد و لو بعنا ملابسنا", فكان الرئيس عند كلامه و خصص أكثر من 20 بالمائة من الميزانية لقطاع التربية و التعليم.