03/11/2024
صلى الإمام أبو حنيفة رحمه الله ؛ صلاة العشاء يومًا خلف مؤذن المسجد ، فقرأ المؤذن سورة الزلزلة .....
فلما قُضِيَتِ الصلاة ، وخرج الناسُ من المسجد ،
لم يبق غير الإمام أبي حنيفة والمؤذن ..
يقول المؤذن : فنظرت لأبي حنيفة وهو جالس يتفكر ويتنفس ، فقلت في نفسي : أقوم ، حتى لا ينشغل قلبه بي .. فخرجتُ من المسجد ، وتركت القنديل (مصباح ذو فتيل) ؛ وليس فيه إلا زيت قليل .. ثم جئت وقد طلع الفجر ..
وهو لا يزال في مجلسه يقول : يا من يجزي بمثقال ذرةٍ خيرٍ خيرًا ؛ ويا من يجزي بمثقال ذرةٍ شرٍّ شرًّا ؛ أَجِر النعمانَ عبدَكَ من النار ، وأدخله في سعة رحمتك .
قال المؤذن : فدخلت فإذا القنديل ما زال يُزهِر .
فقال الإمام أبو حنيفة : تريد أن تأخذ القنديل ؟ - وهو يظن أنه لا يزال في وقت العشاء - .
فقلت: لقد طلع الفجر يا إمام !
فقال أبو حنيفة : اكتم عني ما رأيت .
وركع ركعتين ، وجلس ليصلي الفجر معنا بوضوء العشاء .. ولم أتحدث بالقصة لأحد حتى مات الإمام .
هذا حالهم فكيف بحالنا !؟
المصادر :
تاريخ بغداد :(٣٥٥/١٣)
الوافي بالوفيات (٩١/٢٧)