11/08/2025
دروس الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي - وفقه الله-
الشيخ الدكتور محمد بن سعد طالبي - وفقه الله-
*السؤال747*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم استعمال بما يسمى الحرقوس و( المدا ) علما ان الحرقوس يشبه الحناء يوضع على البشرة و ثم يتقشر و يترك صبغة على البشرة
و( المدا ) سمعت أن بها مادة تسمى الجاوي هل هذه المادة فعلا ناقضة للوضوء كما يقال ؟
و بارك الله فيكم
*الجواب*
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فالذي أعلمه من حال الحَرْقُوسِ والمَدَّةِ أنَّهما يشبهان الحنَّاء في كونهما من الموادِّ التي توضع على البَشَرَة فتترك لونًا أو صبغة، وهما مع الحنَّاء تعدُّ من زينة النِّساء، والغالب عندنا أن تستعملهما المرأة ذات الزَّوج بخلاف الحنَّاء فاستعمالها للجميع؛ خاصَّة في مناسبة الزَّواج والعيدين وغيرهما من المناسبات، والأصل في هذه الزِّينة الحلُّ والإباحة، ولا تحرم إلا إذا ترتَّب عليها أحد أمرين:
الأوَّل/ أن يحصل باستعمالهما ضررٌ طبِّيٌّ يقرِّره أهل الاختصاص، فتمنع حينئذٍ لقوله صلى الله عليه وسلم ((لا ضَرر ولا ضِرار)) رواه ابن ماجة وغيره.
الثَّاني/ أن يحصل باستعمالهما تشبُّهٌ بالكافرات أو المبتدعات أو الفاسقات، فتمنع حينئذٍ لقوله صلى الله عليه وسلم ((ومن تشبَّه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود وغيره.
وأمَّا التَّأثير على الوضوء بالنِّسبة لمن استعملت الحَرْقُوسَ أو المَدَّةَ ففيه تفصيلٌ؛ لأنَّه يحتمل صُورتين:
الصُّورة الأولى/ أن يكون للحَرْقُوسِ أو للمَدَّةِ طبقةٌ أو جِرْمٌ يمنع وصول الماء إلى البشرة، فهذا يؤثِّر على الوضوء بمعنى إذا استعملته المرأة وهي متوضِّئة فلا شيء عليها، لكن إذا انتقض وضوؤها، وأرادت أن تتوضَّأ فإنَّه يجب عليها أوَّلاً أن تُزِيله حتَّى يبقى كالحنَّاء، ثمَّ تتوضَّأ، فإن لم تُزِلْهُ وتوضَّأت فوضوؤها باطل وصلاتها كذلك تبطل إن صلَّت.
الصُّورة الثَّانية/ أن لا يكون للحَرْقُوسِ أو للمَدَّة طبقةٌ أو جِرْمٌ يمنع وصول الماء إلى البشرة، بمعنى أنَّه يكون كالحنَّاء زينة تتلوَّن به البشرة فقط، ففي هذه الصُّورة لا يؤثِّران على الوضوء.
وأمَّا ما ذكرته أيُّها السَّائل عن الجَاوِي فإنَّه لا دليل على أنَّه ينقض الوضوء، ولذا فإنَّه لا حرج في استعماله، وهو لا يؤثِّر على الوضوء إلا إذا دخل في الصُّورة الأولى.
والله تعالى أعلم