
09/05/2025
كلمة حق وفضفضة ضرورية…
بعد جائحة كوفيد، كنت من أوائل من تقدم بكل ما أملك لتنظيم الصالون الدولي للسياحة والأسفار، مؤمناً بأن الوقت حان لإعادة الأمل والثقة لشركات السياحية و المتعاملين في قطاع عانى من الشلل لمدة تقارب الثلاث سنوات. كنت أعتقد أن من سبقوني سيكونون عوناً لي كما كنت عوناً لهم.
والحمد لله، تم تنظيم طبعة 2023 بنجاح، رغم كل الصعوبات.
لكن الحقيقة التي انكشفت لي كانت مؤلمة… فالذين طلبوا دعمي في البداية، كانوا أول من وضع العراقيل في طريقي في الحدث و بعد الحدث، واكتشفت كذلك أن الإطار القانوني لم يكن يسمح لهم أصلاً بالتنظيم التجاري أو باستلام أموال المشاركين لأنهم لا يملكون الصفة التجارية لإصدار فواتير للمشاركين.
الأدهى من ذلك، أن هناك من يعمل بكل جهده فقط لعرقلة كل من يريد الأخذ بالاسباب و تقديم الأفضل، حتى وإن كان نجاحه لصالح المدينة والقطاع. وهذا يعكس ذهنية منتهية الصلاحية من الانتهازيين، لا تزال ترفض إفساح المجال أمام الشباب، رغم اختلاف نظرتهم وفكرهم وكفاءتهم، في عصر تحكمه التكنولوجيا والرقمنة.
المؤسف أيضاً أن شعار "السياحة والرقمنة" أصبح فقط حبر على ورق، في حين أن بعض القائمين على التنظيم مازالوا يتعاملون بأساليب بدائية، تستهلك الوقت والجهد ولا تواكب العصر و تقديم أسمائهم في التظاهرة.
حتى الفاعلين الحقيقيين في السياحة والرقمنة داخل قسنطينة، الذين يُشهد لهم الريادة في المجال السياحي على مستوى الوطن، رفضوا المشاركة… لأن لا لغة مشتركة تجمعهم مع من لا يعترف بالتجديد، لا تقنياً ولا فكرياً.
رسالتي اليوم ليست للتشكي، بل لتسليط الضوء على واقع يهمّنا جميعاً: تهميش الكفاءات الشابة لا يولّد سوى الفراغ والتكرار والصالونات المتناثرة هنا وهناك دون أثر فعلي، كما نراه اليوم في عنابة و سطيف و قسنطينة في حد ذاتها التي تنظم صالونيين في نفس الشهر هههههه وغيرها.
نجاح صالون واحد فقط، مبني على رؤية واضحة واحترافية، يكفي لرفع اسم قسنطينة و شرق الجزائر عالياً.
أما التجاهل والعناد، فلن يؤدي سوى إلى تشتيت الجهود… وغياب النتائج.
كريم زيتوني