
27/05/2025
إلى أبي في ذكرى مولده (13/ 05/ 1957 ـ 13 / 05/ 2025) أهديه هذه القصيدة الرثاء:
في وداع أبي
إلى أبي في عليائه
13/05/1957 ـ 22/01/2025
بِالأمسِ كانَ لِي أبٌ وَاليَومَ لَا أبَا لِيَا
مَضَى إِلى سبِيلهِ وَلمْ يُجِبْ سُؤَالِيَا
أَنَلتقِي هَذَا المَساء؟ مِثلَمَا عَادَاتِيا؟؟؟
يــَذْبـَـحُــنـِي بِأنَّ بَعدَ اليَومِ لَا تَلَاقِيَا
وَأنَّ بَيتَكَ العَتِيقُ سَوفَ يَبقَى خَاوِيا
يَلُفّه الدَمعُ الأسِيّ عِندَ كُلّ زَاوِيه
وَلمْ تَعُدْ أَرْكَانُهُ أَيَا أَبِي كَمَا هِي
مِنْ بَعدِ أربعين ليلةً مضيت نائِيا
تَنَامُ فِي جوفِ ضريحٍ عاريا وحافِيا
كأنّما العمر الطويل محضُ ثانيه
أسيرُ خلفَ النعشِ ساحبا حذائِيا
أجرّهُ كأنّني أمْشي إلى ورائِيا
أبكي وإنّي عشت دهرا لا يرى انْكساريا
وما حسبت أن أراك ذات يومٍ ثاويا
في قعرِ لحدٍ لا تناجي تحته مناجيا
أرى أخي أسنده مُصابه مُصابيا
والناسُ كانوا حولنا كأنّهم صَوَارِيا
مبثوثة ألقتْ بها أمواجُ ريحٍ عاتيه
واصطفت القبورُ أعشاشُ نسور خالية
مرّ على سكانها الموت فكانَ الساقيا
وزاد حزني أنّ عمّي بينهم وخالِيا
والناسُ لا أراهم ولا يرون ما بيا
يقرّبونني ولستُ تاركا مكَانيا
لحفرةٍ مظلمةٍ ألقوا بها نَهاريا
وصاحباً معزيًا وآخراً مواسيا
وسائلاً تعجبًا حيّره بُكائيا
لعلّه من قبل لمْ يفقدْ عزيزا غاليا
وفِي الجوارِ قد تركتُ نسوة بواكيا
يسألن نسرًا شامخاً لما صعدت عاليا
وخيمة منصوبة ألْقى بها التعَازيا
في موتِ غيمةِ مُظلّتي سنينا خاليه
في موتِ منْ كان له ربُّ السماء جازيا
عن لحظة في قربه كانت دواء شافيا
رحلتَ يَا أبِي فهلْ هذا القليلُ كافيا
وسرْت شامخا إلى الموت العنيد ماشيا
وكانت الدنيا كما عهدتها أمانيا
وغبت يا بدر السما وأظلمت لياليا
بالأمسِ كنت مؤنسي واليوم صرتُ راثيا
والحزن هذا الحزن صخرة بصدري جاثيه
تصدّع البنيان يا أبي وخرَّ هاويا
قسنطينة 11/05/2025
(رابط القصيدة على صفحات جريدة )
شعر: الأمين حجاجإلى أبي في عليائه13 / 05 / 1957 - 22 /01 / 2025بِالأمسِ كانَ لِي أبً و َاليَومَ لَا أبَا لِيَامَضَى إِلى سبِيلهِ وَلمْ يُجِبْ سُؤَالِيَاأَنَلتقِي هَذَا المَساء....