20/07/2025
🟥 تحليل مفصل لمعركة بويغزن الكبرى أو الماكمينات يوم
21 جويلية 1956
بقلم المجاهد و الكاتب بن أحمد رشيد
🧭 1. الموقع الجغرافي والاستراتيجي
جبل بويغزن يقع في منطقة صبرة بولاية تلمسان، ويتميز بتضاريس جبلية وعرة وغابات كثيفة.
كان يمثل منطقة عبور وملاذ للمجاهدين، ويطل على محاور حساسة تؤدي إلى الحدود المغربية، ما جعله هدفًا استراتيجيًا للجيش الفرنسي.
📆 2. السياق التاريخي والسياسي
سنة 1956 كانت مرحلة تصعيد ثوري كبير، إذ توسعت الثورة إلى جميع الولايات.
في الغرب الجزائري، بدأت الولاية الخامسة تتنظم تحت قيادة رجال ميدانيين، منهم:
وهراني أحمد (من صبرة)
سحنون (من الحناية)
عنتر (من جبالة)
فرنسا كانت تخشى امتداد الثورة نحو الحدود المغربية حيث يتم تهريب السلاح، ولذلك كثفت حملات التمشيط في جبال تلمسان.
🔥 3. أسباب المعركة
القضاء على وجود المجاهدين في جبال صبرة
تخويف السكان الداعمين للثورة.
منع استقرار المجاهدين قرب الحدود الغربية.
ضرب الروح المعنوية للثوار بعد نجاحاتهم الأولى.
⚔️ 4. أحداث المعركة
فجر 21 جويلية 1956، شنّ الجيش الفرنسي هجومًا جويًا وأرضيًا واسع النطاق على جبل بويغزن.
استخدمت القوات الفرنسية:
الطائرات (بما فيها المقاتلات والقاذفات)
المدفعية الثقيلة
المشاة والمرتزقة
المجاهدون كانوا يُقدّر عددهم بالعشرات فقط، ومع ذلك:
نصبوا كمائن محكمة في الشعاب والممرات الجبلية.
استغلوا معرفتهم بالمنطقة.
صمدوا لعدة ساعات في وجه الحملة الفرنسية.
💥 5. النتائج العسكرية
خسائر فادحة للجيش الفرنسي:
أكثر من 350 جنديًا فرنسيًا قُتلوا.
3 طائرات أُسقطت.
عدد كبير من الجرحى وتشويه في صفوف الجنود.
استشهاد 23 مجاهدًا جزائريًا.
خسائر مادية كبيرة (احتراق الغابات، دمار البساتين، نفوق الحيوانات).
😢 6. الجانب الإنساني والمجازر
بعد انتهاء المعركة، ارتكبت فرنسا مجازر انتقامية مروعة ضد المدنيين:
إعدام الكهل بن أحمد بلخير أمام أبنائه.
حرق الشاب وهراني بن عدو حيًا أمام والدته زهرة.
حرق المنازل والبساتين، وترويع السكان.
تناثرت جثث الأطفال والمواشي وسط الحقول.
شهد الأهالي يومًا دمويا سموه "يوم الجحيم" أو "الاثنين الأسود".
📌 7. الأهمية التاريخية للمعركة
شكّلت منعرجًا حاسمًا في مسار الثورة بمنطقة الغرب الجزائري.
أظهرت أن المجاهدين، رغم قلة عددهم، قادرون على إلحاق خسائر موجعة بجيش عاتٍ ومدجج.
رفعت من معنويات السكان المحليين وشجّعتهم على الانضمام للثورة.
أحرجت الجيش الفرنسي أمام الرأي العام الفرنسي والدولي.
كانت من أول المعارك التي أُسقطت فيها طائرات فرنسية في الغرب الجزائري
🧠 8. الدروس المستخلصة
التخطيط الميداني الذكي قد يعوّض ضعف العتاد.
الدعم الشعبي هو العمود الفقري للثورة.
جبال الجزائر كانت أكثر من تضاريس… كانت حصونًا للمقاومة.
الشهادة لا تنتهي باستشهاد المجاهد، بل تبقى حيّة في ذاكرة الأمهات والأبناء.
📣 9. الخاتمة:
> معركة بويغزن الكبرى لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت ملحمة إنسانية وتاريخية سجلتها دماء الشهداء ودموع الأمهات، ويجب أن تُدرّس للأجيال القادمة لا كحدث فقط، بل كقيمة من قيم الشرف والمقاومة.