
17/06/2025
عندما تكون الرسالة أهم من الأجرة
يوم الإثنين 16 جوان 2025، بمركز امتحان في تيارت، كانت الساعة تشير للثالثة زوالاً... صمت ثقيل، أنفاس محبوسة، وقلوب ترتجف في انتظار توزيع مواضيع البكالوريا. فجأة، يُبلَّغ رئيس المركز أن مترشحة واحدة لم تدخل بعد. نظرات القلق تعلو وجهه، يراقب عقارب الساعة... الثالثة تماماً. يقرر تأجيل التوزيع دقائق قليلة، أملاً في ظهورها.
تمر الدقائق ثقيلة... الثالثة وعشر دقائق، ثم الثالثة وثلاثة عشر. لا أثر لها. بضيق قلب يصدر الأمر: "أغلقوا الباب." يتجه نحو الجرس ليعلن انطلاق الامتحان... وفجأة، طرقٌ عنيف على الباب يزلزل المكان!
يركض الرئيس، يفتح الباب بنفسه، وإذا بها تظهر... مترشحة تلهث، دموعها تغسل وجهها، وقدماها بالكاد تحملانها من التعب. لم تبرر، لم تتكلم... فقط وقفت هناك، منهارة بين الخوف والأمل. نظر إليها بعين الأب لا المسؤول، وأشار لها بالدخول.
رافقها بنفسه، همس لها بكلمات تهدّئ قلبها المرتجف، وناولها قنينة ماء كانت يدها ترتعش وهي تمسكها. في تلك اللحظة، لم يكن مجرد رئيس مركز… كان إنساناً أنقذ حلماً من السقوط.
ذلك المربي، الذي وقف بين الواجب والرحمة، اختار أن يمنح الأمل، لا أن يغلق الباب فتضيع جهود هذه التلميذة التي انتظرت سنوات من أجل هذه اللحظة ... من هذا المنبر نرفع له القبعة ، ونقول : شكرا أيها المربي الفاضل، لأنك كنت في الموعد.