المؤشر العالمي للفتوى

المؤشر العالمي للفتوى أول مؤشر من نوعه يتابع الفتاوى ويرصدها ويحللها في كافة

المؤشر العالمي للفتوى يصدر عددًا جديدًا من نشرة "فتوى تريندز"o الفتاوى الرسمية تهيمن على المشهد الديني في مصر بنسبة (78%...
17/09/2025

المؤشر العالمي للفتوى يصدر عددًا جديدًا من نشرة "فتوى تريندز"
o الفتاوى الرسمية تهيمن على المشهد الديني في مصر بنسبة (78%) .. وأصوات فردية غير رسمية تثير الزخم.
o التفاعل الإفتائي حول القضية الفلسطينية لا يزال يستحوذ على الاهتمام الأعلى محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا
o القضايا الاجتماعية تشغل مساحة كبيرة من الخطاب الإفتائي وتُظهِر توجهًا رسميًّا لإعادة ضبط الخطاب الديني.
o تحذيرات من "لعبة روبلكس" و"شعارات الفيمينست المغشوشة" تتصدر التريندات الرسمية
o ارتداء البناطيل الممزقة وتصوير العلاقة الزوجية وفتاة الشيبسي.. أبرز التريندات غير الرسمية
o القضية الفلسطينية وقضايا الأسرة والذكاء الاصطناعي في صدارة المشهد العربي والخليجي
o استئجار الأرحام والإدمان الرقمي والزواج المدني.. تريندات مثيرة للنقاش في الأردن والإمارات
o "تصاعد موجات الكراهية ضد المسلمين عالميًّا.. والفتاوى تتحول إلى أداة للتضامن
أصدر المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم العدد (42) من نشرة "فتوى تريندز" عن شهر أغسطس؛ حيث أظهرت النشرة أن الفتاوى والآراء الصادرة عن المؤسسات الرسمية (دار الإفتاء، الأزهر الشريف، وزارة الأوقاف) استحوذت على (78%) من التريندات المتداولة في مصر، مقابل (22%) فقط للشخصيات غير الرسمية؛ حيث أكدت النشرة أن قانون تنظيم الفتوى أسهم بصورة كبيرة في تقليص حضور الآراء الفردية غير الرسمية داخل الإعلام، لتبقى منصات التواصل الاجتماعي المساحة الأبرز لهذه الأصوات.
المولد النبوي في الصدارة.. والمهور والأملاك أبرز القضايا الاجتماعية
وتصدَّر الاحتفال بـ"المولد النبوي الشريف" المشهد الإفتائي في أغسطس، حيث أكدت الفتاوى الرسمية مشروعية الاحتفال وشراء الحلوى والصيام في هذا اليوم، في مواجهة دعوات التحريم التي ترفعها بعض التيارات المتشددة، ما عكس توجهًا رسميًّا لإعادة ضبط الخطاب الديني، وإعادة الاعتبار لمظاهر الفرح الديني بوصفها "شواهد محبة وتوقير للنبي ﷺ".
كما استحوذت القضايا الاجتماعية والأسرية بدورها على مساحة كبيرة من الخطاب الإفتائي، فقد أثارت فتوى أحد أساتذة جامعة الأزهر حول حق الزوجة الأولى في نصف ثروة الزوج عند الزواج بأخرى جدلًا واسعًا، فأيدها البعض معتبرًا أنها تحقق العدالة للمرأة، بينما رفضها آخرون وعدُّوها انسياقًا وراء "النسوية الغربية"، لا سيما بعد هجوم أحد دعاة التيار السلفي عليها، كما برزت قضية المغالاة في المهور التي اعتبرتها المؤسسات الدينية سببًا رئيسيًّا في تعقيد الزواج، فيما حثَّت الأسر على التيسير والاعتدال.
وفي سياق موازٍ، أكدت دار الإفتاء أن كتابة الأب أملاكه لبناته جائز شرعًا إذا قُصد به تحقيق العدل ومنع النزاعات بعد وفاته، ووصف هذه الخطوة بأنها "عين الصواب" والتي استحوذت على تفاعل من رواد وسائل التواصل، ومن جهة أخرى حذرت الدار عبر أحد علمائها مما سُمي بـ"الفيمينست المغشوشة"، على اعتبار أنها تشوه قضايا المرأة الحقيقية ولا تعبر عن منهج شرعي صحيح.
أرباح السوشيال ميديا ولعبة روبلكس.. أبرز المستجدات التكنولوجية
وفي سياق متصل، طرحت المؤسسات الدينية فتاوى متنوعة تتعلق بالمستجدات التكنولوجية والمعاملات المالية، التي باتت تشغل مساحة مهمة في حياة الشباب، جاء في مقدمتها أرباح السوشيال ميديا حيث أكدت دار الإفتاء أن الكسب من مواقع التواصل في حد ذاته ليس حرامًا، وإنما الحكم يتوقف على نوعية المحتوى المقدم، وحاولت حسم الجدل من جديد حول حكم التصوير الفوتوغرافي، إذ أكدت أنه جائز شرعًا لأنه لا ينطبق عليه معنى التصوير عند العرب.
وإيمانًا بدور الفتوى في حماية الأطفال من المخاطر الفكرية والأخلاقية، حذَّر الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، من الخطورة الأخلاقية للعبة روبلكس على الأطفال، داعيًا الأسر إلى مراقبة ألعاب أبنائهم الإلكترونية.
الفتوى الرسمية ترفض التهجير القسري للفلسطينيين
وفي تريند آخر أثار الكثير من التفاعل، أكدت دار الإفتاء أن ثبات الفلسطينيين واجب شرعي ووطني، مشددة على أن التهجير القسري "جريمة كبرى" تتنافى مع القيم الإنسانية والدينية، وأعطى هذا الخطاب بُعدًا شرعيًّا ورسميًّا لموقف الدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية، حيث لاقى تفاعلًا واسعًا وتقديرًا من قطاعات شعبية مختلفة.
وعلى الرغم من هيمنة الخطاب الرسمي على أغلب التريندات المتداولة في مصر والتفاعل عليها، فإن بعض الأصوات الفردية غير الرسمية واصلت إثارة النقاش ومواصلة الزخم عبر فتاوى وآراء متفرقة، فقد هاجم أحد الدعاة ما وصفه بـ"موضة الشباب" مثل ارتداء البناطيل الممزقة، واعتبرها مظهرًا سلبيًّا يخالف الوقار، كما جدد رفضه لارتداء الرجال الحُليَّ الذهبية، مؤكدًا أنها محرمة شرعًا.
وقد أحدث تصريحُ أحد علماء جامعة الأزهر حول تصوير العلاقة الزوجية واصفًا الموضوع بأنه "حرام شرعًا"، بل اعتبر مَن يُقدم عليه "ديوثًا"، كثيرًا من ردود الفعل وعمل على إثارة نقاش واسع، كما أن الجدل المثار حول "فتاة الشيبسي" أثار حفيظة بعض الدعاة، مؤكدًا أن الاحتفاء بالمتصدق أضاع جوهر القصة، وهو مساعدة الفقير. وفي سياق متصل أثار قول أحد الإعلاميين من الدعاة في رده على مقولة "إحنا مش أنبياء"، كثيرًا من الجدل، والذي اعتبر أن الأنبياء بُعثوا ليكونوا قدوة للبشر في حياتهم اليومية، وليسوا معزولين عن واقعهم.
ومن هنا تؤكد "فتوى تريندز" أن شهر أغسطس شهد تكريسًا لمأسسة الفتوى في مصر، حيث عززت المؤسسات الرسمية حضورها كمرجعية أساسية في مواجهة القضايا المثيرة للجدل عبر وسائل التواصل، سواء الاجتماعية أو التكنولوجية أو السياسية، بما يسهم في مواجهة الفكر المتشدد من جهة، وتلبية احتياجات المجتمع من جهة أخرى.
القضايا المجتمعية والسياسية تتصدر المشهد العربي والخليجي
جاءت التريندات المرتبطة بالقضايا الأسرية والمجتمعية المرتبطة بالخطاب الإفتائي في صدارة التريندات العربية والخليجية بنسبة (31%)، وتنوعت بين الحديث عن الزواج المدني واستئجار الأرحام والإدمان الرقمي، فيما شكلت التريندات المرتبطة بالقضايا السياسية والإقليمية (26%) وجاء على رأسها الحديث عن القضية الفلسطينية وفتاوى الجهاد والمقاطعة، فضلًا عن تناول الأوضاع السورية وأزمة السويداء، أما القضايا المرتبطة بالتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي فقد شكَّلت (20%)، في حين جاءت الفتاوى المتفرقة مثل فتوى القردة أو التبرع بالدم بنسبة (15%)، بينما احتلت المناسبات الدينية مثل المولد النبوي (8%) فقط، وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، أظهرت البيانات أن قطر تصدرت بنسبة (32%) من التريندات، تلتها الإمارات والسعودية بنسبة (20%) لكل منهما.
وقد تنوعت القضايا ما بين الشأن الأسري والاجتماعي، والقضايا السياسية والإقليمية، فضلًا عن التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس ديناميكية المشهد وتداخله مع القضايا المحلية والإقليمية.
ففي الأردن، برزت الفتاوى المتعلقة بالقضايا الأسرية، إذ أكدت دائرة الإفتاء تحريم استئجار الأرحام بجميع صوره، مع الدعوة إلى البحث عن بدائل علاجية مشروعة لحالات العقم من خلال دراسة بحثية نشرت عبر الموقع الإلكتروني للدائرة، كما أطلقت حملة بعنوان "حصِّن نفسك" للتحذير من الإدمان الرقمي وخطر المواقع الإباحية على الشباب، وهو ما عكس حضورًا قويًّا للقضايا التربوية والأسرية في الخطاب الإفتائي الأردني من واقع النشرة.
أما في سوريا، فقد تركز التفاعل على الأزمة التي تشهدها محافظة السويداء، حيث أطلق عدد من رجال الدين مبادرة للحوار الوطني، والتي قوبلت بترحيب من بعض الأصوات، فيما أثارت رفضًا من آخرين اعتبروها محاولة لتوظيف الدين في السياسة.
وفي الإمارات، احتل الخطاب الإفتائي مساحة بارزة من النقاشات، أبرزها مشاركة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في مؤتمر دار الإفتاء بالقاهرة وعرض تجربة الدولة في توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة الفتوى، كما أطلق إصدارًا جديدًا بعنوان فتاوى الطالب المبتعث يضم 52 فتوى موجهة للطلاب الدارسين بالخارج. ونشر المجلس إحصائية لافتة للنظر كشفت إصدار أكثر من 132 ألف فتوى رقمية خلال النصف الأول من العام الجاري. وعلى الصعيد الاجتماعي، أثار إعلان عقد أكثر من 43 ألف زواج مدني في أبو ظبي، إلى جانب إلغاء شرط الشهود، جدلًا واسعًا بين المؤيدين والمنتقدين، بينما برزت نقاشات أخرى حول حرية المرأة والتفسيرات الشرعية المتعلقة بها.
الفتاوى القطرية تواصل الحديث عن القضية الفلسطينية
أما قطر، فقد احتلت مركز الصدارة بنسبة (32%) من إجمالي الدول المصدرة لفتاوى وموضوعات التريندات العربية والخليجية، حيث ركز الخطاب الديني فيها على القضية الفلسطينية، وتمثل بشكل كبير في دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى نصرة غزة، وتأكيده على مشروعية الجهاد، كما أطلق نداءات لتسيير أساطيل بحرية لكسر الحصار والمطالبة بفتح المعابر.
وفي تونس، واصل جامع الزيتونة حضوره في المشهد الديني من خلال مبادرة لتوثيق تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي، وهو ما قوبل بجدل بين من اعتبره "إرثًا حضاريًّا" ومن رفضه واعتبره "بدعة". وعلى الصعيد الخارجي، كانت مشاركة مفتي تونس في مؤتمر دار الإفتاء، مؤكدًا ضرورةَ الالتزام بميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الديني.
في المقابل، اتسم المشهد في السعودية بالجمع بين القضايا المحلية والإقليمية. فقد أصدرت رابطة العالم الإسلامي بيانات شديدة اللهجة ضد الاحتلال، وأدانت المجاعة في غزة، ورحبت باعتراف عدد من الدول الغربية بفلسطين. أما هيئة كبار العلماء فقد ركزت على الجانب الداخلي، حيث أشاد المفتي العام بتبرع ولي العهد السعودي بالدم، فيما أصدر الشيخ عبد الله المطلق فتوى مثيرة للنقاش حول وجوب التعاون مع الدولة للتخلص من القردة باعتبارها حيوانات ضارة.
ويعكس هذا المشهد كيف أن القضايا السياسية الكبرى، وفي مقدمتها فلسطين، ما زالت تمثل محورًا أساسيًّا للخطاب الديني في المنطقة. في الوقت ذاته، تتصاعد القضايا الأسرية والاجتماعية كأكثر الملفات إثارة للجدل، بينما يواصل الذكاء الاصطناعي والفتاوى الرقمية فرض نفسه كأحد أبرز ملامح التحول في المؤسسات الدينية الرسمية.
تصاعد الكراهية ضد المسلمين عالميًّا وتحول الفتاوى إلى أداة للتضامن
وعلى الصعيد الدولي، شهد شهر أغسطس سلسلة حوادث جسدت تصاعد موجات الكراهية ضد المسلمين حول العالم، من الهند التي شهدت اعتداءات على المساجد وقتل مواطنين ومحاولة تسميم أطفال، إلى كندا حيث تعرضت إحدى المسلمات لاعتداء عنصري، وألمانيا التي سجَّلت أكثر من 3 آلاف حالة إسلاموفوبيا في عام واحد، فضلًا عن مجازر جديدة ضد الروهينجا في ميانمار. كما أثارت مشاهد مثل حرق المصحف في تكساس أو تغريدة إسرائيلية تصف انتشار المساجد في أوروبا بـ"الاستعمار الجديد" موجة إدانات واسعة.
في المقابل، برزت الفتاوى كصوت تضامني، مثل دعوة مفتي الهند للصيام والدعاء دعمًا لغزة، وفتوى في كشمير بتحريم اللحوم الفاسدة لحماية المجتمع.
وتشير قراءة "فتوى تريندز" إلى أن (40%) من تريندات النطاق الدولي ارتبطت بتوظيف الدين سياسيًّا، و(35%) بالعنف ضد المسلمين في آسيا، وتؤكد هذه الخريطة أن القضايا الإسلامية باتت مرتبطة بمستويات متعددة سياسية وحقوقية، اجتماعية ودينية، وأن حضورها في النقاش العام لا ينفصل عن التحولات العالمية والإقليمية.
مرصد شرعي رقْمي والاستعانة بالمتخصصين.. أبرز التوصيات
وفي النهاية، قدمت النشرة عددًا من التوصيات والمقترحات التي تستهدف تعزيز حضور الخطاب الديني المجتمعي والرقمي، فعلى مستوى قضايا الأسرة والمجتمع، دعت إلى إطلاق حملات توعوية وقائية مستندة إلى قصص واقعية وفتاوى مبسطة، مع إشراك المتخصصين في الطب وعلم النفس والاجتماع إلى جانب علماء الدين لضمان دقة الأحكام الشرعية المتعلقة بعدد من القضايا مثل العقم والإدمان والانتحار، كما شددت على أهمية إشراك الشباب والنساء في النقاشات الدينية عبر المنصات الرقمية، وتنظيم ندوات توعوية منتظمة لمعالجة الأزمات المجتمعية كأزمة المهور وربطها بالواقع الاقتصادي.
أما في مجال التحول الرقمي، فقد أوصت النشرة بتكثيف الإنتاج المرئي القصير لمعالجة القضايا المتداولة على السوشيال ميديا، ووضع إطار أخلاقي وتقني موحد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى وتعميمه على كافة الدول، على غرار "وثيقة القاهرة" التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية خلال مؤتمرها العاشر، مع أهمية الاستثمار في تقنيات "ربوتات الإفتاء" متعددة اللغات، وتدريب المفتين على المهارات الرقمية، كما اقترحت تأسيس مرصد شرعي رقمي يتابع القضايا التكنولوجية المستجدة ويصدر بشأنها بيانات وأحكامًا فقهية.

روزاليوسف .. المؤشر العالمي للفتوى يرصد مثلث التضليل في الفتاوى الإلكترونية دار الإفتاء المصريةالأمانة العامة لدور وهيئا...
11/01/2025

روزاليوسف .. المؤشر العالمي للفتوى يرصد مثلث التضليل في الفتاوى الإلكترونية

دار الإفتاء المصرية
الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم
Grand M***i of Egypt مفتي جمهورية مصر العربية

حصاد المؤشر العالمي للفتوى لعام 2024-        تقديم ما يقرب من (50) إصدارًا متنوعًا بين التقارير والبيانات المختصرة والدر...
24/12/2024

حصاد المؤشر العالمي للفتوى لعام 2024

- تقديم ما يقرب من (50) إصدارًا متنوعًا بين التقارير والبيانات المختصرة والدراسات الموسعة والخطط الاستراتيجية والدراسات الاستشرافية

- إطلاق مشروع "صياغة ميثاق أخلاقي إفتائي للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية والذكاء الاصطناعي"

- تنظيم ثلاث ورش عمل خلال ندوات ومؤتمرات دولية لتبادل الخبرات بين مختلف التخصصات حول الظواهر والقضايا الإفتائية

- "القمار الإلكتروني"، و"القضية الفلسطينية"، و"قضية الأمن الفكري وجدلية الحفاظ على الهُويَّة الإسلامية" و"أخلاقيات الفضاء الرقمي"، و"مواجهة الشائعات"... أبرز القضايا الإفتائية التي تناولها مؤشر الفتوى خلال 2024

***

في إطار مواصلة الجهود العلمية للمؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أعلن مؤشر الفتوى عن حصاده للعام 2024؛ باعتباره يشكل مرجعًا مهمًّا لفهم الديناميكيات المتغيرة في عالم الفتوى، حيث سلَّط المؤشر الضوء خلال هذا العام على العديد من القضايا والاتجاهات التي شكَّلت واقع الفتوى المعاصر، وقدَّم مجموعة متنوعة من الإصدارات والدراسات والتقارير بالاعتماد على أحدث الطرق والآليات الإحصائية والتحليلية والتي كان على رأسها "محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى" الذي وصل عدد المواد المخزنة على قاعدة بياناته إلى ما يقرب من 3 ملايين مادة إفتائية.

حيث أصدر مؤشر الفتوى خلال عام 2024 ما يقرب من (50) إصدارًا متنوعًا بين الإصدارات الرصدية أو التحليلية، التي ضمَّت التقارير المختصرة أو البيانات أو الدراسات الموسعة أو الخطط الاستراتيجية والدراسات الاستشرافية، فأما التقارير الإعلامية، فقد قدم مؤشر الفتوى (10) تقارير إعلامية حول عدد من القضايا والموضوعات الإفتائية، جاء أبرزها حول فتاوى الحج وفتاوى شهر رمضان الكريم وفتاوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فضلًا عن التقارير المتعلقة بظاهرة الشائعات والميليشيات الإلكترونية وكيفية دعم الفتاوى المصرية للقضية الفلسطينية على مر العصور.

كما أصدر مؤشر الفتوى (10) دراسات تحليلية مُعمَّقة خلال عام 2024، كان من أهمها تقرير تحليلي حول ازدواجية معايير الإعلام الغربي في التعامل مع القضية الفلسطينية، والذي كشف خلاله عن تعمُّد استخدام التقارير والأخبار ومقالات الرأي المتداولة في عدد من الوسائل الإعلامية الغربية ألفاظًا مسيئة تحمل إدانات واستهانة بأرواح ضحايا العمليات الإسرائيلية تجاه أهل فلسطين العُزل والأبرياء من المدنيين، والاعتماد على استخدام مصطلحات "الإرهاب" و"الإرهابيين"، في محاولة لتحجيم القضية الفلسطينية، وتصوير الأمر باعتباره دفاعًا إسرائيليًّا شرعيًّا عن النفس. كما قدم تقريًرا تحليليًّا آخر حول "دور الفتوى في التصدي لظاهرة القمار الإلكتروني"، ودراسة تحليلية حول "واقع الطلاق في العالم الإسلامي الإحصاءات والأسباب ومبادرات العلاج"، وتقريرًا تحليليًّا بعنوان "تآكل القيم الأخلاقية الأسرية.. المظاهر والأسباب والعلاج"، فضلًا عن تقديم ملف تحليلي حول إنشاء مركز "تكوين" وردود الفعل حوله.

وأصدر مؤشر الفتوى العدد الثاني من التقرير الاستراتيجي السنوي، والذي تناول عددًا من القضايا البحثية حول التحديات التي تواجه الألفية الثالثة، وكان في مقدمتها قضية الأمن الفكري وجدلية الحفاظ على الهوية الإسلامية، تناول خلالها آليات التعامل الإفتائي مع التحديات التي تواجه الأمن الفكري، ودور علماء الأمة المعتبرين والمؤسسات الإفتائية، التي على رأسها دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، في مواجهة مهددات الأمن الفكري والهوية الإسلامية، من خلال تحليل عينة من الفتاوى المتساهلة والمتشددة المتعلقة بعدد من القضايا التي شملت: التعايش مع المُختلِف عقائديًّا وفكريًّا، والعلاقة بين الرجل والمرأة وحماية هوية كل منهما، ومواجهة التحديات الاجتماعية الناتجة عن موجات التغريب، وطمس الهوية الإسلامية، التي تمثل أخطر تهديد للأمن الفكري والهوية الإسلامية، خاصةً وأنها تشمل قضايا تؤثر على الوجود الإنساني ككل، مثل الدعوات للا إنجابية والمثلية الجنسية.

وجاء محور آخر تضمنه التقرير الاستراتيجي تحت عنوان "خطاب الكراهية بين التحديات الحالية وآفاق المعالجة الإفتائية المستقبلية"، والذي أشار مؤشر الفتوى خلاله إلى تصدر قارة آسيا بنسبة 36٪ من قارات العالم من حيث تنامي معدلات خطاب الكراهية خلال العام، وذلك لعدة أسباب؛ أبرزها النزاعات التاريخية بين الجماعات المسلمة وغير المسلمة في دول مثل الهند وميانمار، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الطوائف، واستغلال الدين كأداة سياسية لتعزيز الانقسام أو تحقيق مكاسب انتخابية.

كما أصدر المؤشر العالمي للفتوى (12) عددًا شهريًّا من نشرة "فتوى تريندز" التي تسلِّط الضوءَ على أبرز الفتاوى التي أحدثت زخمًا عبر مواقع التواصل، وكشف في تقريره ربع السنوي حول النشرة عن أن (56%) من تريندات الفتاوى غير الرسمية تسببت في إحداث بلبلة وفوضى دينية ومجتمعية، حيث وضعت تلك الفتاوى عوام الناس في حيرةٍ من أمرهم، واعتبر مؤشر الفتوى أن ترك الباب مفتوحًا لمثل هذه الفتاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من أجل تحقيق جنون الشهرة أو لمكاسب مادية؛ سيؤدي إلى تَدَنٍّ قِيمي وأخلاقي.



كما أصدر المؤشر العالمي للفتوى في عام 2024 (3) كراسات استراتيجية تعالج قضايا إفتائية، أولها بعنوان: "الفتوى وأخلاقيات العلم.. ضرورة التكامل وخطورة الانفصال" والتي هدفت لدراسة العلاقة بين العلم والدين والأخلاق في إطار مظلة الفتوى، وذلك من خلال إجراء تحليل شرعي وإحصائي علمي متكامل للفتاوى المتعلقة بالعلم والأخلاق ومختلف القضايا المرتبطة بهما، أما الثانية فجاءت بعنوان "الفتوى وأخلاقيات الإعلام.. رهانات الواقع وتحديات المستقبل"، والتي تناولت التحليل الكمي والكيفي لأبرز البرامج الإفتائية محليًّا للوقوف على أبرز القضايا الإفتائية التي تم مناقشتها وأثارت جدلًا واسعًا خلال العام، وقامت الدراسة أيضًا بتحليل أبرز القضايا الإفتائية بالأعمال الدرامية والسينمائية خلال العام، وتوصلت إلى أن (75%) من إجمالي عينة الدراسة دارت حول تناول المعايير الأخلاقية لوسائل الإعلام، أما الكراسة الثالثة فقد جاءت بعنوان "الفتوى وأخلاقيات الفضاء الرقمي.. التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة"، وتضمنت دراسة السياج الأخلاقي الذي يحكم سَير العملية الإفتائية عبر الفضاء الرقمي الواسع، ودراسة مدى تفاعل الفتوى مع القضايا الأخلاقية الناجمة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتوصلت إلى أن (32%) من إجمالي عينة الدراسة جاءت حول الفتاوى المتعلقة ببيان الضوابط الأخلاقية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كقضايا التواصل بين الجنسين.

وأسفرت تلك الكراسات الثلاث عن إطلاق المؤشر لمشروعه "صياغة ميثاق أخلاقي إفتائي للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية والذكاء الاصطناعي".

وقدَّم مؤشر الفتوى هذا العام عددًا من التقارير والدراسات الاستشرافية، كان من أهمها خلال العام تقرير استشرافي حول تداعيات عملية "طوفان الأقصى" (حرب غزة)، تناول خلالها رؤية استشرافية لتداعيات عملية طوفان الأقصى على مختلف المجالات الإنسانية، التي شملت التداعيات على مستقبل التنظيمات الإرهابية، والتداعيات على المستوى الشعبي العربي، والتداعيات على المستوى البحثي والأكاديمي العربي، والتداعيات على مستوى عودة النشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والتداعيات على المستوى الاقتصادي، والتداعيات على المستوى التكنولوجي.



كما شارك مؤشر الفتوى خلال العام 2024 في تنظيم (3) ورش عمل على هامش فعاليات مؤتمرات وندوات لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، واهتمت الورش بتبادل الخبرات والآراء مع مختلف التخصصات للوقوف على إشكاليات عدد من القضايا والمساهمة في مواجهتها والتي عُقد آخرها في ديسمبر الحالي على هامش الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية وجاءت تحت عنوان "فوضى الفتاوى العشوائية.. سبل مواجهة المؤسسات الدينية للفوضى الإفتائية".

واختتم المؤشر العالمي للفتوى بيانه السنوي بالتأكيد على مواصلة دَوره في عملية الرصد والتحليل للحقل الإفتائي محليًّا وعالميًّا، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد تحولًا كبيرًا في تناول القضايا الإفتائية التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.
دار الإفتاء المصرية
Grand M***i of Egypt مفتي جمهورية مصر العربية
الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم
المؤشر العالمي للفتوى

15/12/2024
تغطية "الأخبار" لورشة "تأثير الفتوى على جهود بناء الإنسان.. بين الدعم والتقويض" التي نظمها المؤشر العالمي للفتوى تحت رعا...
13/10/2024

تغطية "الأخبار" لورشة "تأثير الفتوى على جهود بناء الإنسان.. بين الدعم والتقويض" التي نظمها المؤشر العالمي للفتوى تحت رعاية فضيلة مفتي الجمهورية أ.د. نظير عياد،

خلال ورشة "تأثير الفتوى على جهود بناء الإنسان.. بين الدعم والتقويض" على هامش ندوة "الفتوى وبناء الإنسان":•    أ.د. حسن ا...
09/10/2024

خلال ورشة "تأثير الفتوى على جهود بناء الإنسان.. بين الدعم والتقويض" على هامش ندوة "الفتوى وبناء الإنسان":

• أ.د. حسن الشافعي: الأزهري عمود المجتمع فهو المعلم والمفتي وهو الخطيب وهو بناء المجتمع
• أ.د. يوسف عامر: الفتوى الصحيحة هي التي تساهم في تحمل الأفراد والمجتمعات لمسؤولياتهم وتوجيههم نحو عمارة الأرض في كل زمان ومكان
• أ.د. سلامة داود: النقد صعب فاستعينوا عليه بحسن البيان مع ضرورة الاعتدال وعدم التشدد
• الإعلامي حمدي رزق: المؤشر العالمي للفتوي منتج مهم جدًّا خرج من مصنع الفتوى في مصر
***
قال الأستاذ الدكتور حسن الشافعي: إن العبد مكلف بالمعرفة العامة الإجمالية وبالدليل ليس بالشكل المصطلحي ولكن بالمفهوم العام الذي يفهمه كل ذي فطرة، فالفكر السليم مغروس في الفطرة، مشيرًا إلى أن الانسان مستخلَف وكل عبد مكلَّف وله أهلية قانونية وعليه مسئولية وليس هملًا، فعلى المسلم ألا يقدم على عمل إلا بعد أن يعرف حكم الله فيه، وعليه أن يستفتي أهل الاختصاص؛ فالإفتاء له شروط وكذلك الاستفتاء له شروط، وعليه قبل أن يقدم على أي عمل أن يعرف حكم الله فيه.
وأضاف فضيلته أن الأزهر ذلك المسجد العريق هو العمارة والبناء نفسه؛ فالأزهري عمود المجتمع هو المعلم والمفتي وهو الخطيب وهو بناء المجتمع وهو ما ورثناه؛ فالفتوى هي بناء الإنسان والمجتمع ليس نظريًّا بل واقع عملي على مر التاريخ.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية وترأسها فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- على هامش انعقاد ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" التي نظمتها دار الإفتاء يوم 8 أكتوبر 2024، تفاعلاً مع مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" الهادفة إلى تنمية الإنسان والارتقاء به، والاستثمار في رأس المال البشري من خلال برنامج عمل يركز على تنمية الإنسان وتعزيز الهُوية المصرية، وذلك بحضور كوكبة من قيادات الأزهر الشريف وإعلاميين ومتخصصين من تخصصات شتى.
وقال الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر: من الصعب مواجهة الإنسان بخطئه، ونحتاج إلى ضرورة حسن البيان، وكما قيل: النقد صعب فاستعينوا عليه بحسن البيان، مشيرًا إلى ضرورة الاعتدال وعدم التشدد حيث الجهل داء ودواؤه العلم.
وقال الإعلامي والكاتب الصحفي حمدي رزق: إن المؤشر العالمي للفتوى هو منتج مهم جدًّا خرج من مصنع الفتوى في مصر، ويلبي الحاجات الاستهلاكية الإفتائية باستمرار، مشيرًا إلى أن المؤسسة الإفتائية والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف تشكل معًا علامة ثقة وجودة تستقطب راغبي الفتوى.
وأضاف: أذهب إلى نقطة خاصة بموضوع الجلسة، وهي فقه الكراهية وفقه المحبة في المواجهة، مشيرًا إلى أن نهر الكراهية تم حفره منذ عقود، ومن ثم مهمة حاملي مشاعل المحبة صعبة، وبحاجة إلى جهد مستمر، لكن ما يُطمئننا أن المحبة متجذرة في أعماق الشعب المصري، والطيبون في مصر يضربون نموذجًا ومثالًا حيًّا للوقوف عند حسن الظن دائمًا.
وتابع: من الهبات التي أكرمنا بها الله أنَّ نهر المحبة تسير فيه الكثير من السفن، مثل سفينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تسير المراجع مثل شيخ الأزهر الذي يعيد ترسيخ فقه المواطنة على درب الليث بن سعد، وكذلك فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور "نظير عياد" الذي يؤسس لفقه المحبة، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري عبر الخطبة الموحدة يؤذن بالمحبة.
وفي ختام مداخلته أكد على ضرورة تشبيك المراجع السياسية العليا، والمراجع الدينية السمحة، والمرجعيات المدنية المعتبرة، لكونه أمرًا يبشر بفجر المواطنة في الجمهورية الجديدة، قائلًا: ما هو مطلوب عاجلًا "هش" الغربان والحدآن الناعقة بالطائفية من على شجر الوطن، وكبح شرورهم أقوالًا وأفعالًا .. بالحكمة والموعظة الحسنة .. وبالقانون.
وتوجه الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ بالشكر لفضيلة المفتي على تنظيم هذه الندوة الهامة، التي تمثل بداية لسلسلة من الفعاليات التي تسعى إلى تعزيز قوتنا كأفراد وكأمة جمعاء، قائلًا: لقد اقتبسنا كثيرًا من كلمات الأستاذ الدكتور، التي تحمل معاني عظيمة تلخص دور الفتوى في بناء الأفراد والمجتمعات، فهي ليست مجرد رأي بل نتيجة لفهم عميق للقرآن الكريم والسنة النبوية.
وأضاف أن الفتوى الصحيحة هي التي تساهم في تحمل الأفراد والمجتمعات لمسؤولياتهم وتوجيههم نحو عمارة الأرض في كل زمان ومكان. أما إذا كان الفهم خاطئًا، فإنه ينتج عنه فتاوى تؤدي إما إلى التطرف أو إلى الانحلال، حيث إن الإرهاب لا يُمارس بالسلاح فقط، بل قد يظهر في أشكال أخرى، كالفكر المتطرف أو الانحلال الأخلاقي.
وقد أشار فضيلته إلى تأكيد الإمام الشافعي على أهمية التوازن، محذرًا من الإفراط والتفريط، وهما نتيجتان لفهم غير متزن للنصوص الشرعية. فكبار علماء الأزهر عبر الأجيال درسوا الأحوال المختلفة والأزمان المتعددة، وأسهموا في حفظ العلوم ونقلها للطلاب، مما جعل الأزهر حصنًا للعلم الشرعي المنضبط.
واليوم نتساءل: هل سنوات الدراسة في كليات العلوم الشرعية كافية لتأهيل الخريج للإفتاء؟ فمع تحديات العصر وتغير الأجيال، قد نحتاج إلى التفكير في زيادة عدد سنوات الدراسة أو تأسيس معهد متخصص لتأهيل المفتي يمتد لعدة سنوات، على غرار كليات الطب والصيدلة التي تتطلب خمس سنوات من الدراسة. فالتحديات التي تواجهها الأجيال الحالية تختلف كثيرًا عن الأجيال السابقة، مما يجعلنا ندعو إلى مراجعة المناهج والتأكد من أنها تتناسب مع متطلبات العصر.
واختتم فضيلته كلمته بالفخر بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن الدراسة التي قدَّمها المؤشر خلال هذه الورشة استغرقت شهورًا من العمل، فهي تمثل مؤشرًا هامًّا للأجيال القادمة، تلك التي ستحمل المسئولية بعد مائة عام.

على هامش انعقاد ندوة دار الإفتاء "الفتوى وبناء الإنسان"..المؤشر العالمي للفتوى يدعو لتعظيم دور فتوى دار الإفتاء والأزهر ...
08/10/2024

على هامش انعقاد ندوة دار الإفتاء "الفتوى وبناء الإنسان"..
المؤشر العالمي للفتوى يدعو لتعظيم دور فتوى دار الإفتاء والأزهر الشريف وتعاضدها مع جهود الدولة لبناء الإنسان
- مؤشر الفتوى حلل عينة من (200) فتوى صادرة عن دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف حول القضايا المتعلقة ببناء الإنسان.
- مؤشر الفتوى حلل عينة من (500) فتوى لكبار منظِّري التنظيمات المتطرفة، على رأسهم عبد الله عزام وأبو قتادة الفلسطيني.
- فتاوى دار الإفتاء والأزهر الداعمة للاقتصادات الوطنية والقضاء على الفقر والجوع، جاءت بنسبة (30%)، وهي النسبة الأكبر بين فتاوى العيِّنة المنضبطة.
- بنسبة (20.5%)، جاءت الفتاوى الرسمية الداعمة لبناء الإنسان عقائديًا وفكريًا.
- (32%) من عينة فتاوى الجماعات المتطرفة تتلاعب بأحكام الشرع لتبرير انتهاك الحياة وسفك الدماء.
- المرأة والطفل هما الحلقتان الأكثر ضعفًا في الفكر الإرهابي الذي ينتهك حقوقهما في الحياة والتملك.

عقد المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية ورشة عمل ترأسها فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- وبحضور كوكبة من علماء وقيادات الأزهر الشريف بجانب إعلاميين ومتخصصين في تخصصات شتى على هامش انعقاد ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" التي نظمتها دار الإفتاء اليوم 8 أكتوبر 2024، تفاعلًا مع مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" الهادفة إلى تنمية الإنسان والارتقاء به، والاستثمار في رأس المال البشري من خلال برنامج عمل يركز على تنمية الإنسان وتعزيز الهوية المصرية.
حيث عرض المؤشر العالمي خلال الورشة نتائج ورقته البحثية (المقارنة) التي جاءت تحت عنوان "تأثير الفتوى على جهود بناء الإنسان.. بين الدعم والتقويض"، والتي تضمنت مناقشة قسمين: القسم الأول بيان دور الفتوى الرسمية، المتمثلة في مؤسستي الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، في دعم بناء الإنسان والمجتمع، والقضاء على الظواهر المجتمعية السلبية. أما القسم الثاني، فقد تناول التأثير الهدام للفتوى غير المنضبطة، من خلال تحليل عينة من الخطاب الإفتائي للجماعات الإرهابية، التي تستند إلى أفكار مشوهة وشاذة وفكر ديني متطرف.
حيث اعتمدت الدراسة على التحليل الإحصائي والشرعي لعينة من (200) فتوى لدار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف حول القضايا المتعلقة ببناء الإنسان، و(500) فتوى من الفكر المتطرف تم الحصول عليها من كتابات كبار منظِّري التنظيمات المتطرفة، منهم: عبد الله عزام، وأبو قتادة الفلسطيني، وسيد قطب، إلى جانب إصدارات التنظيمات الإفتائية المكتوبة والإذاعية، مثل إذاعة البيان، ومجلة النبأ، التابعتين لتنظيم داعش الإرهابي.
فخلال عرضه للقسم الأول من الدراسة، أشار المؤشر إلى أن الفتاوى المتعلقة بتحسين الأوضاع الاقتصادية للناس، والقضاء على الفقر والجوع، مثلت النسبة الأكبر من فتاوى العينة التي تتعلق ببناء الإنسان ودعمه والتي بلغت (30%). وتمكنت الفتاوى من تحقيق اجتهاد فقهي يتماشى مع احتياجات وتطورات العصر، وغطت جانبين رئيسيين؛ الأول: الارتقاء بالمستوى المعيشي للأفراد من خلال تنظيم قواعد الزكاة والصدقات؛ والثاني: دعم الجهود الوطنية لتحسين الاقتصاد وتحقيق نموه وازدهاره.
فيما أكد على تناول فتاوى دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف للقضايا المتعلقة ببناء الإنسان عقائديًّا وفكريًّا، والتي شكلت نسبة (20.5%) من إجمالي فتاوى العينة المنضبطة. وتضمنت الفتاوى شقين، الشق الأول: بيان دور المسلم في السعي لبناء عقيدته وفكره، والذي مثل نسبة (40%) من إجمالي فتاوى هذا الموضوع. والشق الثاني: بيان دور العلماء والفقهاء والدعاة في تعليم الناس وإرشادهم وبناء فكرهم السوي، والابتعاد عن الفكر الشاذ، سواء كان تطرفًا أو تساهلًا، والذي مثل نسبة (60%) من إجمالي فتاوى هذا الموضوع.
وأوضح مدير المؤشر "طارق أبو هشيمة" أن فتاوى عينة الدراسة التي تناولت قضية بناء الإنسان صحيًّا ومعيشيًّا، جاءت بنسبة (17.5%) من إجمالي فتاوى العينة المنضبطة، وركزت على دعم الحفاظ على صحة وحياة الإنسان، وظهرت فيها جهود كبيرة لتحقيق الاجتهاد الفقهي في التعامل مع القضايا المستجدة. كما حرصت على إعلاء مقاصد حفظ النفس وتطبيق قاعدة دفع الضرر، التي تقضي بعدم جواز الإضرار بالآخرين، وإذا وقع الضرر فيجب إزالته، وهو ما يُعرف بقاعدة: "لا ضرر ولا ضرار". كما أكد على اهتمام الفتوى الرسمية بتأكيد مبادئ بناء الأسرة والارتقاء بها سواء فيما يتعلق بالأب والأم والأبناء في مختلف المراحل العمرية، وبلغت نسبة هذه الفتاوى (15%) من إجمالي فتاوى العينة المنضبطة، وتضمنت الحفاظ على قيم الأسرة وسلامة أعضائها، من خلال: التأكيد على حقوق المرأة، وحقوق الطفل، ودعم كبار السن. ومواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية مثل التنمر والانتحار.
وأوضح الدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى أن فتاوى عينة الدراسة التي تناولت قضية بناء الإنسان صحيًّا ومعيشيًّا، جاءت بنسبة (17.5%) من إجمالي فتاوى العينة المنضبطة، وركزت على دعم الحفاظ على صحة وحياة الإنسان، وظهرت فيها جهود كبيرة لتحقيق الاجتهاد الفقهي في التعامل مع القضايا المستجدة. كما حرصت على إعلاء مقاصد حفظ النفس وتطبيق قاعدة دفع الضرر، التي تقضي بعدم جواز الإضرار بالآخرين، وإذا وقع الضرر فيجب إزالته، وهو ما يُعرف بقاعدة: "لا ضرر ولا ضرار".
كما أكد مؤشر الفتوى على اهتمام الفتوى الرسمية بتأكيد مبادئ بناء الأسرة والارتقاء بها، سواء فيما يتعلق بالأب والأم والأبناء في مختلف المراحل العمرية، من الطفولة إلى الشباب، وبلغت نسبة هذه الفتاوى (15%) من إجمالي فتاوى العينة المنضبطة. وتضمنت الحفاظ على قيم الأسرة وسلامة أعضائها، من خلال التأكيد على حقوق المرأة، وحقوق الطفل، ودعم كبار السن، ومواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية مثل التنمر والانتحار.
واختتم مؤشر الفتوى قسمه الأول من الدراسة بالتأكيد على عدم إغفال الفتوى المنضبطة تناول كل ما يتعلق بالبيئة المحيطة بالإنسان والتي تؤثر عليه، خاصة في ظل الأزمات البيئية التي يشهدها العصر الحالي، وقضايا المناخ التي أصبحت محل اهتمام عالمي. وقد بلغت نسبة الفتاوى المتعلقة بقضايا البيئة (7%) من إجمالي فتاوى العينة المنضبطة، وشملت: فتاوى الحفاظ على جودة الهواء، والفتاوى الداعية لتوفير مياه نظيفة، وفتاوى حماية البيئة والحياة البرية.
وفي القسم الثاني من الدراسة، والمتعلق ببيان التأثير السلبي للفتوى غير المنضبطة والمتطرفة على هدم الإنسان والمجتمعات، أكد مدير مؤشر الفتوى على أن الفكر المتطرف ينتهك كل أسس حياة الإنسان على الأرض. والدليل على ذلك، وفقًا لدراسة المؤشر، أن (32%) من إجمالي فتاوى الجماعات المتطرفة تبيح إنهاء حياة الإنسان وسفك دمائه، سواء كان الفرد من أتباع التنظيم، وهنا يكون من السهل التضحية بحياته بإقناعه زورًا بأن هذا من "الجهاد" و"الشهادة في سبيل الله"، أو إذا كان الشخص مخالفًا للتنظيم، ففي هذه الحالة يجيز الفكر المتطرف انتهاك حياته باعتباره "كافرًا".
كما أوضح مؤشر الفتوى أن فتاوى التنظيمات الإرهابية الساعية لهدم أسس التنمية والبناء الاقتصادي بلغت (17%) من إجمالي فتاوى العينة غير المنضبطة، مشددًا على أن الفكر المتطرف يقوم على تحقيق مكاسب وأهداف قصيرة الأمد تصب جميعها في مصلحة التنظيم، وليس في مصلحة التنمية الإنسانية المستدامة. فبناء الأوطان والقرى والمدن المتطورة ليس من أولويات التنظيمات الإرهابية، كما أن الفكر المتطرف لا يؤمن غالبًا بالمعاملات الاقتصادية الحديثة، ويظل معتمدًا على المعاملات المالية القديمة التي لا تتماشى مع تطورات العصر.
كما بينت دراسة المؤشر توجه الفكر المتطرف نحو انتهاك حقوق المرأة، بل أشارت إلى غيابها بصورة كلية وتامة عن الفكر المتطرف؛ حيث بلغت نسبة فتاوى العينة غير المنضبطة المحبذة لانتهاك حقوق المرأة (10%)، لتثبت هذه الفتاوى أن الإنسان بالنسبة للفكر المتطرف أداة، والمرأة والطفل هما الحلقتان الأكثر ضعفًا، وبالتالي سهولة انتهاك حقوقهما، بداية من حقهما في الحياة، وصولًا إلى حقهما في التملك المالي، ومختلف الحقوق الأخرى.
كما كشف مؤشر الفتوى من خلال ورقته أن التنظيمات الإرهابية، بفكرها المتطرف، تنكر مختلف أشكال التعاون الدولي في مجالات التنمية الإنسانية، بل لا تعترف بمثل هذه الشراكات، وترفض كافة أشكال التعامل مع المنظمات الدولية، حتى وإن كان الهدف من هذا التعاون خدمة الإنسانية والارتقاء بأوضاع المعيشة والقضاء على الفقر ودعم الدول الفقيرة ومواجهة أزمات الطاقة والغذاء والبيئة. ومن الفتاوى التي اعتمدت عليها التنظيمات الإرهابية في هذا الإطار، فتوى لمنظر تنظيم القاعدة "أبو قتادة الفلسطيني"، يحرم خلالها العمل في المنظمات التابعة للأمم المتحدة والدول الأوروبية، والتي تضمنت قوله: "المنظمات التبشيرية واليهودية في المنطقة لا يجوز العمل معها لغلبة شرها على خيرها ولسوء أهدافها الباطنة والمعلنة."
ليؤكد المؤشر في ختام قسمه الثاني من الدراسة أن الجماعات المتطرفة تبرع في التلاعب بأحكام الدين، ويحرص منظروها على صياغة الكلمات والخطب الرنانة التي تقدم الأحاديث النبوية الشريفة بصورة مغلوطة وبعيدة عن الحقيقة، لا تهدف سوى لتحقيق أهداف هذه التنظيمات، حتى وإن كان ذلك على حساب حياة الإنسان ووجوده.
وفي ختام دراسته، أوصى المؤشر العالمي للفتوى بضرورة الاستمرار في استشراف القضايا التي تخص الأسرة المصرية ككيان متكامل، بما في ذلك المرأة والطفل والرجل، خاصة في ظل مبادرة القيادة المصرية بإطلاق مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" الهادفة إلى الارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة والمجتمع بشكل عام.
مع منح مزيد من الاهتمام للظواهر الاجتماعية السلبية الدخيلة على المجتمع المصري، من خلال تكثيف جهود توعية الشباب بشأن طبيعة علاقاتهم الاجتماعية وما يجب أن تكون عليه، بالإضافة إلى تعزيز توعيتهم بشئون دينهم والتقرب إلى الله، ونبذ الأفكار السلبية التي تفسد حياتهم.

والقيام بمزيد من الحملات التوعوية وتكثيف الخطاب الإفتائي المؤكد على التعاون والشراكة المجتمعية، ونبذ العنف والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وتحقيق السلام العالمي، من خلال تعزيز المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي التي تؤسس لبناء عالم آمن ومستقر يسوده العدل والسلام.
والاستمرار في الاهتمام بفتاوى دعم الاقتصاد الوطني، والهادفة إلى تحقيق التنمية والازدهار، من خلال التعريف بالحكم الشرعي للمعاملات المالية الحديثة، ومواجهة الظواهر الاقتصادية السلبية مثل الاحتكار، والغش التجاري، والتهرب الضريبي.
إلى جانب تكثيف الجهود للتصدي للأفكار المتطرفة التي لا هدف لها سوى هدم الأوطان ونشر الكراهية والعنف في المجتمعات، من خلال التعريف بالفكر المتطرف، وبيان حكمه الشرعي. مع إطلاق السلاسل الإفتائية الدعوية المفندة للفكر الإرهابي الهادم للإنسان وكيانه، وبيان الجوانب التي يتلاعب بها، وتصحيح الأحاديث والأحكام الشرعية والفتاوى المغلوطة التي يستند إليها.

Address

Al Qahirah

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when المؤشر العالمي للفتوى posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to المؤشر العالمي للفتوى:

Share