03/11/2025
ماذا لو اجتمع دوستويفسكي ونيتشه وكافكا في حوارٍ فلسفيٍّ عابرٍ للزمن؟
دوستويفسكي: الإنسان يحمل في أعماقه صراعًا أبديًا بين الخير والشر، بين الإيمان والتمرّد. فهل يمكنه أن يعيش بلا معنى يُبرّر وجوده؟
نيتشه: لا معنى يُمنَح لنا من الخارج. المعنى يُخلَق! الإيمان قيدٌ على الإرادة، وعلى الإنسان أن يتحرّر ليصوغ قيمه بنفسه، لا أن يرثها.
كافكا: ولكن… ماذا لو كان هذا التحرّر نفسه وهمًا؟ ماذا لو كان الإنسان يدور في متاهة عبثية، يحاول الهرب منها فلا يجد سوى جدران أخرى؟
دوستويفسكي: إن كان العالم عبثيًا كما تقول، فأين يجد الإنسان نجاته؟
نيتشه: في إرادته إلى القوة! عليه أن يتجاوز ضعفه، لا أن ينتظر خلاصًا من السماء.
كافكا: ولكن… ماذا لو كان القدر يسخر منّا جميعًا؟ ماذا لو كانت محاولات النهوض ليست سوى خطواتٍ داخل دائرةٍ مغلقة؟
دوستويفسكي (متأملًا): ربما المأساة الحقيقية ليست في العبث نفسه، بل في وعينا بوجوده…
وأنت، أيها القارئ، كيف ترى العالم؟
أهو ساحةُ قوةٍ كما رآه نيتشه؟
أم متاهةُ عبثٍ كما تخيّله كافكا؟
أم صراعٌ داخليٌّ كما آمن به دوستويفسكي؟