17/09/2025
شرفنطح... مرقص البخيل... في حارة ألماظ اللي في شارع محمد علي، سنة 1886، اتولد ولد اسمه محمد كمال المصري، واللي بعد كده اتعرف بين الناس باسم "شرفنطح". أبوه كان شيخ في الأزهر وعايزه يبقى دكتور، لكن محمد من صغره كان ليه رأي تاني. وهو في مدرسة الحلمية الأميرية، اكتشف إنه بيعشق التمثيل، وخصوصًا لما لعب دور ماسح الأحذية في مسرحية مدرسية وخطف قلوب الجمهور بضحكته اللي بتخطف العقل.محمد قرر يسيب الدراسة ويتفرغ للتمثيل، وبدأ مشواره مع السيرك كمهرج، وبعدها انضم لفرقة سلامة حجازي، اللي لقبه بـ"سلامة حجازي الصغير". ومع الوقت، بدأ يشتغل مع فرق مسرحية كبيرة زي فرقة سيد درويش وجورج أبيض، وفي النهاية قابل نجيب الريحاني. لكن الريحاني رفضه في البداية، وكان ده اللي خلاه يبتكر شخصية "شرفنطح"، ويختار الاسم ده عشان ينافس شخصية "كشكش بيه" اللي كان الريحاني بيقدمه. وبعد شوية، اتصالحوا وقدموا مع بعض أنجح الأفلام زي "سلامة في خير" و"سي عمر".شرفنطح كان معروف بدوره في الكوميديا، ودخل قلوب الناس برغم إنه عمره ما كان بطل. دايمًا كان بيأدي دور الرجل البخيل، اللئيم، واللي بضحكته الشريرة بيقدر يرسم الضحكة على وشوش الناس. لكن الدنيا مش دايمًا وردي، وفي آخر أيامه، هجم عليه مرض الربو، واضطر يعتزل التمثيل. النقابة نسيته، وعاش وحيد في غرفة صغيرة بيصرف على نفسه من عشرة جنيهات بتدفعها النقابة له كل شهر، وللأسف مات من غير ما حد يحس بيه، لحد ما الجيران اكتشفوا وفاته بعد كام يوم.
اللي نتعلمه من قصة شرفنطح إن الدنيا ساعات بتديك الضحكة وساعات بتديك الدموع، وساعات بتديك الشهرة وساعات بتنسيك. مهما كانت ظروفك أو قد إيه كنت مشهور، المهم إنك تفضل مبتسم، زي شرفنطح اللي رغم كل شيء فضل يسعد الناس ويملا حياتهم ضحك حتى لو كان هو مش لاقي يضحك. القصة دي بتعلمنا إن الحياة مش دايمًا هتكون على مزاجنا، بس اللي يقدر يخليها أخف وأبسط هو إحنا، بضحكتنا وتفاؤلنا مهما كانت الظروف.
#حكاياتي