
23/07/2025
الرقص علي دماء جافه
عندما يُستبدل ميزان العدالة بأنياب الذئاب، تُغتال البراءة على قارعة السلطة.
لا تغرّنك الألقاب حين يُرفع الذئب قاضياً، فالأغنام في محراب الفناء لا تُنصت لها العدالة، بل تُكتب شهادتها في صمت النسيان. فالسلطة دون ضمير هي مذبح مفتوح، تُزينه الأقنعة وتُخفيه النوايا.
وفي غياب القيود، يولد الإنسان الحقيقي، لا ذلك الذي يتقن التمثيل في مسرح الأعراف.
حين تنكسر قيود المجتمع، يُكشف الغطاء عن الروح كما هي عارية إلا من حقيقتها، لا يُجمّلها قانون، ولا يُخفيها خوف.
إنها لحظة صدق لا يعرفها إلا الحر.
فالحرية ليست اختبارًا يُراقب بالسلوك، بل مرآة تُعكس فيها الشخصية بلا رتوش.
في فضاء الحرية الكاملة، يخطّ كلٌّ نصّه بأفعاله، لا بأقواله. من يُبهرنا في الضيق قد يصدمنا في السعة، ومن يظهر طهرًا في الخوف قد يتلوّن بالسلطة.
الحرية...
هي كاشفة النفوس، لا تمنحها أحد، بل تُنتزع من هشاشة الزيف. ومعها، نعرف من كان ملاكًا متخفيًا، ومن كان ذئبًا متنكرًا بالوداعة.
بقلمي / مصطفي كامل