
16/07/2025
متى تكون على قدر ؟
على شاكر جريدة سفراء
في الوقت الذي تتوالى فيه التحديات أمام الوطن والمواطن، وتُثقل الأزمات كاهل الناس، تظهر أمامنا خريطة حزبية مكتظة بالمسميات:
"أمين تنظيم كذا"، "أمين مساعد كذا"، "عضو الهيئة العليا لكذا"، "منسق كذا"، "رئيس لجنة كذا"، "مسؤول لجنة كذا"... وغيرها من الألقاب التي تملأ صفحات السوشيال ميديا وتتصدر صور اللقاءات الرسمية.
لكن تبقى الأسئلة التي لا تحتمل المجاملة ولا المواربة:
▪️ ما هو الدور الحقيقي لتلك الأمانات؟
▪️ ما انعكاسها على الشارع؟
▪️ ما الأثر الذي يشعر به المواطن من عمل هذه الكيانات؟
▪️ هل نرى لهذه الأمانات وجودًا في الريف كما في المدينة؟ في الحواري كما في المؤتمرات؟
▪️ هل تمارس دورًا توعويًا، رقابيًا، خدميًا، أم أنها مجرد تشكيلات ورقية تظهر مع كل موسم انتخابي ثم تختفي؟
دعونا نكون صرحاء:
نعم، هناك أمانات حزبية نشيطة، لها تحركات ملموسة، تشارك في مبادرات، تدعم العمل التطوعي، وتدرب الشباب، وتبني الوعي العام.
لكنها – بصراحة – قليلة، أمام طوفان المسميات التي لا أثر لها، ولا عمل، ولا حتى نية للعمل.
لا نكتب هما من أجل الهجوم، ولا من أجل النقد، بل دعوة للمراجعة، دعوة لأن نسأل أنفسنا:
- هل نحن فعلاً على قدر الأمانة؟ أمانة الوطن؟ أمانة المواطن؟ أمانة المسؤولية؟
كثير من هذه المناصب تُسند للشباب، وهذه نقطة تُحسب للأحزاب، ولكن...
- هل تُمنح لهم الفرصة الحقيقية؟
- هل يُفسح لهم المجال ليشاركوا في القرار؟
أم أنهم مجرّد واجهة لتجميل الصورة أو ورقة لتسكين الطموح؟
يا سادة ... الوطن لا يحتاج إلى ألقاب... بل إلى أدوار، لا يحتاج إلى لافتات... بل إلى مواقف.
لا يحتاج إلى "أمناء وهميين"... بل إلى "أمناء بحق"!
المطلوب الآن ليس استعراض المناصب، بل استنهاض الهمم، ليس التفاخر بعضوية لجنة، بل العمل لنهضة الشارع، ليس حضور اجتماعات مغلقة، بل فتح أبواب الحوار مع الناس.
ليس التزاحم على صور التكليف، بل التنافس في ميادين الإنجاز.
نقولها بكل وضوح:
العمل الحزبي الحقيقي لا يبدأ قبل الانتخابات، بل يبدأ من أول شكوى، وأول جلسة استماع، وأول محاولة للفهم، وأول سعي للحل.
يا أيها الامناء ... فرصتكم الآن أن تكونوا على قدر الأمانة… فلا تجعلوها مجرد لقب!
فالوطن لا ينتظر الاحتفال بتكليفكم، بل ينتظر إنجازاتكم، والمجتمع لا يريد أن يعرف من أنتم... بل يريد أن يعرف: ماذا قدمتم؟
حفظكم الله وحفظ الله مصر!!!